صحيفة فرنسية: الجزائر.. عملاق غازي مع مساحة محدودة للمناورة

3
صحيفة فرنسية: الجزائر.. عملاق غازي مع مساحة محدودة للمناورة
صحيفة فرنسية: الجزائر.. عملاق غازي مع مساحة محدودة للمناورة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. كتبت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، أنه مع نقص الغاز الروسي، فإن الجزائر -عاشر منتج عالمي للغاز الطبيعي، وسابع مصدر له- أضحت محل تودّد ومغازلة من قبل الدول الأوروبية المستوردة للغاز، والباحثة عن بدائل في مواجهة ندرة الغاز الروسي.

وأوضحت “ليبراسيون” أن الزيارات المتتالية لعدد من المسؤولين الأوروبيين إلى الجزائر العاصمة في الأشهر الأخيرة، تندرج في إطار هذه المساعي الأوروبية لإيجاد بديل للغاز الروسي، بما في ذلك زيارة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن يوم الأحد، ثم المفوضة الأوروبية للطاقة التي تزور الجزائر اليوم الإثنين.

وكانت شركة النفط والغاز الوطنية الجزائرية (سوناطراك) وشركة (إنجي) الفرنسية قد توصلتا في شهر يوليو الماضي إلى اتفاق بشأن سعر الغاز، وأعلنتا “عزمهما توسيع شراكتهما في الغاز الطبيعي”. كما أن المديرة العامة لإنجي، كانت ضمن الوفد الذي رافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للجزائر في نهاية شهر أغسطس الماضي.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من أن رئاسة الوزراء الفرنسية شددت على أن مسألة زيادة شحنات الغاز الجزائري إلى فرنسا “ليست على جدول أعمال” زيارة إليزابيث بورن؛ غير أنه “في السياق الحالي، ليس لدى البلدان المستهلكة للغاز عدد كبير من موردي الغاز المحتملين الذين تلجأ إليهم. والجزائر، التي تعد أصلاً مورداً مفضلاً، مطلوبة للضرورة”، كما تنقل “ليبراسيون” عن أوليفييه أبيرت، المسؤول الكبير المتخصص في الطاقة ومستشار مركز الطاقة والمناخ التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إفري). ويتم تصدير الغاز المنتج في قلب الصحراء إلى الدول الأوروبية عبر شبكات أنابيب الغاز إلى إسبانيا (ميدغاز) وإيطاليا (ترانسميد).

وتتابع “ ليبراسيون” القول إنه مع ارتفاع أسعار النفط والغاز، تستفيد الجزائر مالياً ودبلوماسياً من الوضع؛ بما في ذلكللدفع من أجل عقود بيع الغاز طويلة الأجل. وأيضاً تستخدم الجزائر نفوذها الدبلوماسي في قضايا مثل الصحراء الغربية” كما تنقل الصحيفة عن روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، وهي شركة استشارية للطاقة تتخذ من دبي مقراً لها، وباحث مشارك في مركز للطاقة العالمية بجامعة كولومبيا.

نعم.. ولكن بالتقطير

غير أن “ليبراسيون” أوضحت أن الطلب المحلي الخاص بالجزائر آخذ في الارتفاع، وطاقتها التصديرية تبقى محدودة. فمع إنتاجها لما يزيد قليلا عن 100 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2021، فإن الجزائر لا تستطيع على المدى القصير، تلبية الاحتياجات الأوروبية. فالمواطنون الجزائريون في ازدياد، واستهلاك الغاز أسرع، والإنتاج راكد، لا سيما بسبب نقص الاستثمار والكفاءة، يقول أوليفييه أبيرت.

وتضيف الصحيفة أنه ليس للجزائر هوامش تصدير، خاصة وأن إيطاليا التي تعتمد بشدة على الغاز في مزيج الطاقة لديها، كانت موجودة بالفعل، إذ حصلت شركة إيني العملاقة هذا الصيف على استغلال لمدة خمسة وعشرين عاما، جنبا إلى جنب مع سوناطراك، من وديعة جديدة في شرق البلاد. وبالتالي “يمكن لفرنسا دائما أن تطلب المزيد من الغاز، لكن الجزائر لا يمكنها الإجابة إلا بنعم ، لكن قطرة قطرة” على حد تعبير مستشار معهد “إفري”.

تمتلك الجزائر موارد كبيرة من الغاز الصخري، لكن لا يبدو أنها قابلة للاستغلال على المدى القصير، بسبب مناخ الاستثمار غير المواتي ومعارضة المجتمعات المحلية”.

وهناك مشاريع غاز أخرى قيد التطوير، لكن الخلاف مع المغرب وإسبانيا يحد من إجمالي الصادرات في الوقت الحالي”، كما يوضح روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، والباحث مشارك في مركز للطاقة العالمية بجامعة كولومبيا.

وأشارت ”ليبراسيون ” إلى أنه لم يتم توريد أحد خطي أنابيب الغاز اللذين يربطان الجزائلا بإسبانيا (Gazoduc Maghreb Europe) والذي يمر عبر المغرب، منذ نهاية عام 2021، نتيجة لانهيار العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والرباط.

يدفع الخبراء من أجل إقامة شراكات أوروبية لتشجيع تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة في البلاد وتقليل الاحتراق وتسرب غاز الميثان، وهو غاز قوي مهم في حقول الغاز الجزائرية. وأظهر تحقيق أجراه موقع Unearthed وهو موقع تحقيق أطلقته Greenpeace أظهر على سبيل المثال، أن محطة الضغط في حقل حاسي الرمل، وهو الأكبر في القارة الإفريقية، تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي منذ نحو أربعين عاما. لكن الجزائر رفضت الانضمام إلى الالتزام الذي قطعته في مؤتمر الأمم المتحدة الأخير للمناخ بخفض انبعاثات غاز الميثان، على عكس 105 دول أخرى، تشير “ليبراسيون”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس