إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. وفد صحراوي رفيع المستوى يزور موريتانيا هذه الأيام.
يتشكل من صاحب ثاني منصب في الدولة الصحراوية وهو رئيس المجلس الوطني الصحراوي (البرلمان) وعضو الأمانة الوطنية؛ أعلى هيئة قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) حمه سلامه ترافقه ثلاث قيادات عسكرية سامية في الدولة الصحراوية؛ أحدها ثاني شخصية في الجيش الصحراوي والثاني مدير الأمن الصحراوي والثالث قائد إحدى أهم النواحي العسكرية الصحراوية والتي تحمل الرقم ثلاثة.
كان التصريح الرسمي الأولي الذي أدلى به الوفد الصحراوي للصحافة الموريتانية في الرئاسة الموريتانية؛ مختصرا عفويا زاخرا بعدم التكلف؛ تخللته لهجة حسانية قحة وعذبة.
صحيح أن القيادات العسكرية الثلاث المنضوية في الوفد تحمل دلالات لاتخفى؛ وقد انتظرهم الرئيس الموريتاني غزواني وهو يوشك أن يبدأ فريضة الحج.
حتى الآن ليس الأمر سوى خبر عاد؛ لأن الضيوف ليسوا غرباء فهم يزورون بلدا به أربعة ملايين سفير صحراوي؛ بحيث كل البيوت هنا سفارة لهم؛ ومتأكد أنهم نالوا حظهم من تسابق هذه البيوت إلى دعوتهم لشاي أو مقيل أو نحوهما.
موازاة مع هذه الزيارة التي تدخل في صميم التشاور والتنسيق وحسن الجوار؛ تم رصد بعض الخراصين من أعداء الوحدة الترابية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والمستفيدين من فاجعة الشعب الصحراوي؛ وهم يذكرون أن موريتانيا أغلقت بعض نقاط مرور الجيش الصحراوي؛ وأنها بذلك تمنعه من عملياته القتالية ضد الجيش الملكي المغربي الذي يتخندق خلف الجدار الملغم الذي قضم 80% من الصحراء الغربية.
وأثناء الزيارة صدر في تقرير عن مجلس الأمن الدولي ما نصه: “أكد أعضاء المجلس مجدداً على هدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو، يتيح خلق الظروف اللازمة لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية” وتحدثت بريطانيا عن الوضع في الصحراء الغربية بلغة انغليزية تمت ترجمتها إلى العربية بخلاف ما ذهبت إليه.
وتبدت بوادر انتصار فلسطين على الساحة الدولية؛ وتفكك السوار الغربي المنيع المحيط بمجرمي الحرب على عرصات ثغر غزة.
موريتانيا لا تشترك في الحرب على الصحراء الغربية؛ وموقف الدولة الرسمي هو الحياد الفعال.
وليست بحاجة لشرح موقفها كل حين لأنه توجه والتزام سياسي وعسكري منذ منتصف 1979 حتى الآن.
طبيعة التشكيلة الرسمية للوفد الصحراوي تشي بأهميته وتعدد مهامه؛ وقد التقوا نظراءهم في البلد؛ وتشاوروا وتبادلوا معاني الأخوة والمودة.
متأكد أن حمه سلامه ورفاقه هنأونا بفوز ولد التاه على رأس البنك الإفريقي؛ وأبلغونا تحيات الشعب الصحراوي في الملاجئ والداخل والشتات.
ومتأكد أن زيارة مسؤول صحراوي أيا كانت مهمته أو وظيفته تنسف في المسافة بين أباريق الشاي الثلاثة سرديات دبجت لسنوات في اختلاق المسافات بينهم وبين وطن يلف أرضهم وعرضهم هو موريتانيا.
فموريتانيا هي دولة الطوق الصحراوي بامتياز؛ والحرب الدائرة في الصحراء الغربية منذ نهاية 2020 تدور رحاها بمحاذاة الجنود الموريتانيين وعلى أعينهم وآذانهم؛ ولن يتدخلوا فيها.
وقد اعلنت موريتانيا مؤخرا عن عملية كبيرة قامت بها السلطات العمومية لضبط واعتقال شبكات لاستيراد وتصدير الحبوب المهلوسة؛ وهو شيء يعني بحكم الجيرة والتداخل السلطات الصحراوية من حيث الاستباق وتبادل المعلومات.
لايحتاج الجيش الصحراوي للأرض الموريتانية حتى يمارس أنشطته الحربية على أرضه؛ فالمقاتل الصحراوي شجاع وصبور يقاتل حيث يعيش؛ وعلاقته بالأرض أقوى من التكنولوجيا والعلاقات الدولية.
وخطوط إمداده سر من أسرار نضاله الممتد عبر أزيد من نصف قرن.
هنا في موريتانيا يذوب الصحراويون وتغمرهم التعالقات؛ إنهم نحن وإننا هم؛ فقبل المستعمرين كنا كذلك؛ وبعد المستعمرين القدامى ومع ألئك الجدد؛ لم تقنعنا كثيرا مخلفات ألئك ولا متعلقات هؤلاء؛ صممنا أن نبقى وطنين لإنسان واحد.
ولتطلب الجغرافيا النجدة من السياسة وليحاول التاريخ ما استطاع إلى ذلك سبيلا الحيلولة دون وقوعهما كليهما في تيه العلاقة.
المصدر: المستقلة للأنباء
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس