وزير الخارجية: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. وترقب لنوعية الإشارة إلى الصحراء في القمة مع المغرب

9
وزير الخارجية: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. وترقب لنوعية الإشارة إلى الصحراء في القمة مع المغرب
وزير الخارجية: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. وترقب لنوعية الإشارة إلى الصحراء في القمة مع المغرب

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. على بعد يومين من القمة المغربية-الإسبانية، صرح وزير خارجية مدريد مانويل ألباريس بأن “سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان، نقطة على السطر”، ويأتي تصريحه للرد على مجموعة من التساؤلات حول مستقبل المدينتين على ضوء قرار تحويلهما إلى مركزين جمركيين. كما يترقب المراقبون نوعية الإشارة إلى ملف الصحراء في البيان الختامي للقمة.

وستحتضن العاصمة الرباط القمة المغربية-الإسبانية على مستوى رئيسي حكومتي البلدين بيدرو سانشيز وعزيز أخنوش يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري. ويوجد ترقب هل سيستقبل الملك محمد السادس رئيس حكومة مدريد أم لا بحكم وجود الملك في سفر خارجي. واعتاد ملك المغرب استقبال رئيس حكومة إسبانيا في كل زيارة إلى المغرب وخاصة خلال إجراء القمة الثنائية، وهي القمة التي لم تعقد منذ سنة 2015 بسبب الأزمات التي وقعت حول ملف الصحراء والهجرة ثم تأثير جائحة كوفيد 19.

وتراهن مدريد من خلال هذه القمة على الرفع من جودة العلاقات مع الرباط لتصبح الشريك الرئيسي للمغرب تجاريا وسياسيا عوض فرنسا، علاوة على إنهاء التوتر في ملفات مثل الهجرة وكذلك سبتة ومليلية المحتلتين. ومن جانبه، يراهن المغرب كثيرا على إسبانيا بحكم تفهمها لموقف المغرب في ملف الصحراء من خلال دعم قوي، وهو الأكبر أوروبيا، لمقترح الحكم الذاتي حلا للنزاع. وكان رئيس حكومة مدريد قد أعلن خلال يونيو الماضي أن الحكم الذاتي يجب أن يكون الحل الوحيد للنزاع، مما تسبب له في أزمة عميقة مع الجزائر التي تساند جبهة البوليساريو.

ويبقى المثير أن حكومة مدريد اعتادت تجنب الحديث عن سبتة ومليلية حتى لا تستفز المغرب والرأي العام المغربي، غير أن هذا الملف حضر مسبقا قبل القمة لسببين، الأول وهو قرار قبول المغرب تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين، وهي سابقة في تاريخ المغرب لا سيما بالنسبة لسبتة، ذلك أن مليلية كانت في فترات تاريخية مركزا جمركيا بموجب اتفاقية تعود إلى سنة 1860 عندما انهزم المغرب في حرب تطوان خلال السنة نفسها، وهي الحرب التي أدت إلى سقوطه تحت الاستعمار الفرنسي والإسباني سنة 1912.

كما تحضر بسبب تصريحات وزير خارجية مدريد مانويل ألباريس الاثنين الجاري بقوله في محاضرة في نادي القرن 21 في العاصمة مدريد “سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان، نقطة على السطر”. وأكد أنه “جرى استئناف مليلية كمركز جمركي الجمعة الماضية، كما جرت تجربة تحويل سبتة إلى مركز جمركي مع المغرب في اليوم نفسه وهو حدث تاريخي”. وعمليا، لم يسبق لسبتة أن كانت نقطة جمركية طيلة قرون من احتلالها لأن المغرب كان يعتبر كل خطوة في هذا الشأن ترسيخا للوجود الإسباني. وقال الوزير إن القمة المغربية الإسبانية ستضفي الطابع الرسمي والدائم بتحويل سبتة ومليلية إلى نقط جمركية مع المغرب.

ويوجد ترقب كبير حول الإشارة إلى الصحراء الغربية في البيان الختامي، وترى أوساط متتبعة أنه بعد التضحيات التي قدمها المغرب لإسبانيا ومنها في سبتة ومليلية سواء تجميد المطالب أو تحويلهما إلى مركز جمركي، يجب أن ينص البيان الختامي على مغربية الصحراء، وإذا اقتصر الموقف الإسباني على دعم الحكم الذاتي حلا واشتراط تطبيقه بقبول جبهة البوليساريو له، وقتها ستكون الدبلوماسية المغربية في وضع صعب.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يعطي أولوية قصوى لملف الصحراء الغربية، وقام بتأجيل ملف سبتة ومليلية، غير أن الخطوات التي يقدم عليها مثل تحويل المدينتين إلى مركزين جمركيين، هي إجراءات ستكون ضده مستقبلا، وفق بعض التحاليل في هذا الشأن.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس