وضعنا العام ….أسباب ونتائج

7
وضعنا العام ....أسباب ونتائج
وضعنا العام ....أسباب ونتائج

حمدي أبه

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. إن ما تشهده المخيمات منذ فترة من تجاذب وإحتقان، أدى في معظم الأحيان الى مشاحنات تتحول وبسرعة الى صراعات بينية تتطور على أكثر من مستوى، وتأخذ بسرعة أكثر من بُعد تختلط فيه الدوافع والأسباب الاجتماعية والإقتصادية لتلتقي جميعها في إنتاج وضع أمني لا يتناسب وطبيعة الإنسان الصحراوي ويزيد بالضعف من أعباء اللجؤ علينا كمواطنين وكتنظيم.

و مهما إختلفنا في حصر الأسباب المباشرة لهذا الوضع، ومهما تعددت وجهات النظر في تقييم إنعكاساته علينا كمجتمع وكأفراد، فإنه من غير المنطقي إطلاقا أن نختلف على أن ما يمر به وضعنا العام وفي مختلف ساحاته، وخصوصا جبهتنا الداخلية، هو نتيجة حتمية وطبيعة لسبب واحد قديم و متجدد وهو، ضعف وتقادم الادوات من قادة ومسيرين هذا الضعف الذي شكل، ويشكل وسيشكل دائما وابدا ألمحرك الذي لا يتحرك في إعادة إنتاج جميع الإخلالات القديمة – الجديدة مما جعل إعادة التمسك بنفس الادوات مرادف لاعادة إستنساخ نفس الاخلالات.

على مر السنوات الماضية إجتهد التنظيم، وحاول القادة والاطر، وابدت القواعد في أكثر من مناسبة الاستعداد التام، وأبدعنا في النصوص والادبيات، وأكثرنا من الوعود والتسويف، وتفننا في تشكيل اللجان المختصة، في كل ماله علاقة بأدائنا الوطني، أرجعنا السبب لعامل الظروف تارة، ولعامل الامكانيات تارة أخرى، وحينا لعدم توفر الارادة، واحيانا لغياب الرغبة، وأستحدثنا هياكل واستغنينا عن أخرى، وأسهبنا في إستحضار العوامل الذاتية والموضوعية وفي كل مرة جاءت النتائج دائما دون المتوقع، والسبب هو إحتفاظنا بنفس الادوات من قادة ومسيرين وببساطة كنا نعيد التجربة بنفس المواد وننتظر نتيجة مختلفه وأستمر فعلنا كحركة تحرير يأخذ خطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء.

إختلفت المراحل، وتغيرت الظروف، وتجددت المعطيات، وتبدلت الذهنيات، وتعددت المفاهيم، وأتسعت الحاجات، وتعقدت الحياة، كل ما فينا وحولنا كان يتغير سلبا وايجابا إلا الادوات من قادة ومسيرين ظلت ثابتة تحاول عبثا الخروج بين مطرقة المسؤولية وسندان الواقع.

في تقديري أن سبل الخروج من الوضعية الراهنة محدودة، وأن هامش الفرص المتاحة يتقلص بفعل المتغيرات الداخلية والخارجية مما يجعل من استمرار القادة في مواقعهم التنفيذية أمرا قد ينقل وضعنا العام الى مستوى أخطر.

ويبقى أكثر الحلول نجاعة وأقلها كلفة هو إختيار طقم من الاطر والكفاءات الوطنية من خارج دائرة الحكومة والامانة الحاليتين لإدارة دفة الشان الوطني من جميع المواقع التنفيذية ( حكومة، اركان، ولاة) على أن تكتفي الهيئات السياسية والتنفيذية القائمة الآن بدور رسم الخطط والمتابعة ومحاسبة هذا الطقم التنفيذي.

المصدر: المستقلة للأنباء

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس