ياسين م صالح
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. استقلال الشعب الأميركيكان استقلال الولايات المتحدة في الرابع من يناير 1776م بعد حرب دامت ثمانى سنوات مع المملكة البريطانية.
وبعد سنة كان المغرب آنذاك قد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأميركية عام 1777م من خلال رسالة رسمية بعث بها إلى الكونكريس الاميركى-السلطان محمد بن عبد الله بن اسماعيل والتي دعى فيها ايضا الى إقامة علاقات تجارية وسياسية وذلك في عهد الرئيس الأمريكى الثالث.
وبعد ذلك بسنوات كانت اتفاقية صداقة بين الجانبين عام 1786م واستمرت هذه العلاقة التاريخية بين الجانبين مما جعل المغرب يحظى باحترام كبير من طرف الأميركيين.
لكن مهلا أن السلطان المغربي الذى اعترف باستقلال الولايات المتحدة المسمى محمد بن عبد الله بن اسماعيل هو نفسه الذي اعترف من قبل, للملك الاسبانى شارل الثالث سنة 1767م بأن جنوب واد نون اي جنوب المغرب الحالى اي شمال الصحراء الغربية لا ينتمي اصلا المغرب الأقصى وذلك في سياق مبادرة كان العاهل الاسبانى ينوى إقامة مؤسسة تجارية جنوب واد نون.
فكانت نصيحة السلطان المغربي وشهادته للعاهل الإسباني:«يجب أن لا يقيم مؤسسته جنوب واد نون لأنها ستكون غير أمنة لأن واد نون لا ينتمي اصلا لسلطنة المغرب وان سكان المنطقة قوم آخرون لا يخضعون لسلطنة المغرب وبالتالى هو غير مسؤول عن الحوادث والمصائب التى قد يسببها هؤلاء السكان».
إذن واد نون وبالاحرى جنوب واد نون من الحدود التاريخية للصحراء الغربية وسكانها نسيج اجتماعي من الشعب الصحراوي والحق بما شهدت به الأعداء.
وسار على نهج السلطان محمد بن عبد الله بن اسماعيل خلفه السلطان سليمان.
ومن هذا نستنتج أن الصحراء الغربية كانت بعيدة كل البعد من انتمائها لسلطنة المغرب آنذاك والمملكة المغربية المعاصرة.
وفي سنة 1884م كانت الصحراء الغربية قد دخلتها اسبانيا بشكل سلمى,ووقعت اتفاقيات مع السكان المحليين من خلال مجموعة مهمة من الاسبان: BoneluCervera.-Alvares.
وكانت الاتفاقيات مع السكان تضمن الحماية لهم من أي عدوى خارجي وعدم المساس بدينهم وعاداتهم، مقابل تزويد المنطقة بالمواد الاساسية كالسكر والشاي واللباس وما تراه اسبانيا مناسبا لصالح السكان كوضع فبريكات لمعالجة الأسماك التى تعج بها شواطيء المنطقة.
وصمدت العلاقة بين أميركا والمغرب إلى أن ظهرت قضية الصحراء الغربية وسبل تحريرها من اسبانيا والمغرب من طرف شعبها وبالضبط من خلال حركة البوليساريو منذ سبعينيات القرن الماضى وبروز القضية الصحراوية على المساريح العسكرية والسياسية والدبلوماسية بفضل نضال شعبها واعترفت بها العديد من الدول في أغلب القارات خاصة افريقيا وامريكا اللاتينية.
وكادت تشرف على الحل من خلال مشروع استفتاء من طرف مجلس الأمن سنة 1990م،لكن المملكة المغربية عرقلته حوالى 30 سنة بادراكها انه ليس فى صالحها.
كما صرح بذلك مستشار الأمن القومي الأميركي.
Jean Bolton«: المغرب أدرك أنه ارتكب خطأ فادحا بالموافقة على الاستفتاء ولهذا عرقلته منذ 30 سنة,»لكن المجتمع الدولى كان ثابتا في موقفه للقضية الصحراوية لأنها تصفية استعمار بينة.
وعندما جاءتا فترتي الرئيس ترامب كثف المغاربة دبلوماسيتهم داخل الولايات المتحدة الأميركية مستعينين باللوبيات اليهودية والصهيونية مثل Aipac وغيرها علهم يقلبون الحقائق ويدفعون رئيس الولايات المتحدة بتغيير الوضع القانوني للصحراء الغربية ولأنهم انتظروا نصف قرن ولم تعترف لهم أية دولة بمغربية الصحراء.
ولهذا السبب كان التركيز على الرئيس الأمريكى لاستغلال عنجهيته ونرجسيته مقابل طرح واستغلال ورقة قديمة وهي أسبقية اعتراف المغرب بالولايات المتحدة والقفز على قرارات المجتمع الدولي وميثاق الأمم المتحدة ونسف نصف قرن من الزمن من كفاح الشعب الصحراوي واستغلال فترة الرئيس ترامب وقبل انقضاءها لتمرير مشروعهم الدنيء.
ومعلوم أن الرئيس ترامب كان متهورا يطلق التصاريح تلوى الأخري ويتراجع عن اكثريتها.
وكان يحسن تدابير الصفقات الرابحة كرجل أعمال وتجارة ويتقن فن الضغوطات السياسية كما فعل بدول الخليج.
وذلك مقابل حماية عروشهم ورفع الرسوم الجمركية بشكل صارخ مما سبب لهباحراجات كثيرة.
يحب الاطراء والمديح ويرى نفسه اقوى رئيس لاقوى دولة في العالم وعلى جميع رؤساء العالم طاعته والخضوع لأوامره.
وقد سببت له نظرته إلى نفسه عقدا كثيرة مع بعض رؤساء العالم مما اضطر بعضهم الرد عليه بكل جرأة كرئيس البرازيل وغيره.
ورماه غضبه في بناء سور عظيم يفصل الولايات المتحدة عن أراضى المكسيك وذلك لمنع المهاجرين من التدفق إلى بلاده.
مما دفع بالحكومة الألمانية بالرد عليه من خلال إرسالها نسخة من ميلاد جده الألماني الذى هاجر إلى الولايات المتحدة طلبا للقمة العيش لكبح جماح سياسته المجحفة فى حق المهاجرين و تذكيره بجذوره الاجتماعية وعسى أن تنفعه الذكرى.
التصريح المتزن لمسعد بولس بخصوص الصحراء الغربية:رغم أصداء تصريحات الرئيس ترامب ووزير خارجيته وميولهما للطرح المغربي دون مراعاة واعتبار ما سبقهما من قرارات أممية وقوانين في مسألة الصحراء الغربية- فإن المستشار الأميركية الشرق الأوسط والمغرب العربي في أول تصريح له كشف عن فهم عميق لمسألة الصحراء الغربية وما تكتنفها من ظروف لايجب القفز عليها- بأهمية الدولة الجزائرية في المنطقة واستعابها لكل مشاكل القارة الأفريقية ليس فقط الصحراء الغربية واعتبار دبلوماسية الجزائر مشهود لها بالمصداقية ومراعاة القوانين الدولية،وبروزها مؤخرا كقطب اقتصادي في افريقيا ونظرا لضيافة الآلاف من اللاجئين الصحراويين على أراضيها قرابة نصف قرن،وان الحل الحتمى يرجع إلى ما يقبله الصحراويون وجبهة البوليساريو.
هذه العوامل تعطي الدولة الجزائرية حق الاصغاء والنصيحة والاعتبار.
وبعد هذا التصريح المطمئن للقضية الصحراوية كانت زيارته للجزائر يوم 07/08/2025 م دون المغرب تنم عن تسجيل نقاط ايجابية بالنسبة للقضية الصحراوية.
وخاصة اذا ما اضفنا إلى نفس الكفة تصريح سفيرة الولايات المتحدة والجزائر عندما قالت:« أننا نتقاسم مع الجزائر نفس الرؤية بخصوص الصحراء الغربية.
»وهذا ما دفع بملك المغرب في خطاب عرشه الاخير بمد اليد إلى الجزائر بتواضع شديد « لا غالب ولا مغلوب»•توقعات وحدس جون بولطون المستشار الأميركي للأمن القومى السابق:لقد سبق لهذا الدبلوماسي الكبير أن قابل موقع otra cultura الاسبانى وصرح« أن هناك شيئا يطبخ في مكاتب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص الصحراء الغربية وكأنه يتوقع مؤامرة ما وكأنه يشير إلى ما جاء مؤخرا في جريدة لومند الفرنسية في عددها 1058بتاريخ 28/08/2025،ينسخ القرار الأممي التاريخى الخاص بالاستفتاء عام 1990م بمشروع قرار تعسفى وهوMansaso بدل Minurso ويكون ذلك من خلال تصويت في احتماع مجلس الأمن المقبل في شهر اكتوبر2025م وهذا سيفضى إلى تداعيات وخيمة على القضية الصحراوية وترجع الصراع إلى مربعه الاول بين المغرب وجبهة البوليساريو وجر المنطقة برمتها إلى التوتر.
لكن هذا المشروع قد لا يمر بسلام لأن الكثير من الدول ستقف له بالمرصاد وخاصة الدول العظمى في منظمة لبريكس لانه يتحايل على القرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وقد يكون القشة التى تقصم ظهر البعير اي قد ينفض مجلس الأمن من أحادية القطب إلى تعددية الأقطاب لانه اصلا محتقن بسبب الفيتو المجحف.
واذا وقع هذا ستفتح آفاق جديدة تكون أكثر تحررا وعدلا في صالح الدول المتحركة في منظمة الأمم المتحدة ومعلوم أن جون بولطون هو أحد الشخصيات الأميركية التى التى أظهرت تأييدا كبيرا لعملية الاستفتاء منذ مشروع بيكر للتسوية الذايع الصيت انطلاقا من قرارات مجلس الأمن.
وفي الآونة الأخيرة كان موازيا ومعاندا لمواقف الرئيس ترامب التامرية من قضية الصحراء الغربية وميوله الظالم إلى الطرح المغربي مما دفع بالرئيس ترامب بانتقام سريع تمثل في تحريك مخابراته لتفتيش منزل جون بولطون محاولا الضغط عليه بمحاولة الصاقه تهما تشغله بنفسه وتبعده عن تأييد القضية الصحراوية العادلة.
المصدر: المستقلة للأنباء
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس