بقلم : محمد لمين حمدي
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في خضم الأزمة التي تمر بها القضية الوطنية، خرجت مجموعة من الإطارات والمواطنين بعريضة تطالب بعقد مؤتمر استثنائي، نتيجة لما آلت إليه الأوضاع من تدنٍّ، وانفلات، وتراجع على مختلف المستويات.
ولا شك أن هذا المطلب يمثل حقًا مشروعًا ومظهراً من مظاهر حرية التعبير، ولا يجوز لأحد أن يُشكك في وطنية الموقعين عليه أو أن يزايد عليهم باتهامات لا تخدم سوى تعميق الانقسام.
لكن يبقى السؤال الجوهري الذي ينبغي طرحه بوضوح وصدق: ما هو البديل المطروح؟أين هو البرنامج السياسي أو الانتخابي المقترح؟هل هناك شخصية بديلة قادرة على تقديم رؤية متكاملة وشاملة تخرج الوضع من أزمته الراهنة؟لا شك أن للرئيس الحالي، إبراهيم غالي، مسؤولية سياسية كرئيس للدولة و أميناً عاماً للجبهة، غير أن جزءًا كبيرًا من الإخفاقات التي نعيشها تُعزى إلى الدائرة الضيقة من المحيطين به، والتي كانت سببًا في كثير من الأزمات والتعقيدات.
لقد أُقحم الرئيس في معارك جانبية لا تخدم القضية الوطنية، مما أسهم في هذا التدهور الذي يؤلم كل وطني غيور على وطنه وشعبه.
شخصيًا، أرى أن الحل لا يكمن فقط في تغيير الأشخاص، بل في إطلاق حوار وطني شامل وصادق، يضم كل مكونات الجسم الوطني، بعيدًا عن الإقصاء وتصفية الحسابات.
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى مراجعة جماعية عميقة، تعيد ترتيب الأولويات وتوحد الصفوف لمواجهة العدو الحقيقي: الاحتلال المغربي ومخططاته الرامية إلى تصفية قضيتنا العادلة.
إن استمرار الخلافات الشخصية والصراعات الداخلية لن يخدم سوى أعدائنا، يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين، وخاصة من تجربة حركة “فتح” التي عانت من الانقسام والفرقة، فالوحدة هي مفتاح النصر، وهي التي تصنع القوة والمناعة السياسية والميدانية.
ما أجمل أن نجد أنفسنا، في لحظة صدق وطني، يدًا بيد، متجاوزين الخلافات، متوحدين تحت راية الوطن، جامعِين كل أبناء الوطن دون إقصاء، وما أجمل أن نرى جميع الفرقاء من القادة السياسيين يجلسون إلى طاولة واحدة، يتحاورون بشفافية، ويضعون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
إنه وقت العقل والحكمة، لا وقت المناكفات، وقت الوحدة، لا التفرقة، وقت البناء، لا الهدم، ولن تنهض قضيتنا إلا بوحدة الصف الوطني وتغليب صوت العقل والضمير.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس