أما آن لشطحات بوريطة, ولهرطقات عمر هلال ان تنتهي !!

12

الصحراء الغربية – افريقيا برس. كثفت دبلوماسية نظام المخزن في المغرب الاقصى بشكل ملفت من خرجاتها الدعائية التضليلية قبل أسبوعين, بعد غياب مفاجئ لرئيسها الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب فشله الذريع في الوفاء بالتزاماته, بإعادة عشرات ألآلف من العائلات المغربية المشردة في مختلف بقاع العالم, والذين منعوا من العودة إلى بلدهم الأم بذريعة الخوف من ان يكونوا سببا في نقل الوباء اليه وهو البلد “المستقر” و “الامن” “بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة”.

اختفاء بوريطة لم يدم طويلا, فالانتصارات الدبلوماسية للقضية الصحراوية ممثلة في المواقف المعبر عنها صراحة في الاتحاد الافريقي وفي الاتحاد الاوروبي وفي الامم المتحدة, والتي تدعم في مجملها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم الاستفتاء الذي تعهدت به الامم المتحدة, وتعتبر قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار, و صمود الشعب الصحراوي المنقطع النظير رغم المحاولات اليائسة لتفكيكه من الداخل بكل اشكال الاستهداف, وتنديد جبهة البوليساريو المتكرر بالتعنت المغربي وبحالة الجمود الراهنة, التي لا تخدم الامن والسلام في المنطقة.

هذه التطورات فرضت على بوريطة الظهور لاستئناف خرجاته خصوصا وانها تاتي قبل اسابيع قليلة من انتهاء المهلة التي اعطاها مجلس الامن الدولي للامين العام للامم المتحدة لتعيين مبعوث جديد يساهم في اخراج الملف من حالة الجمود الراهنة, الشيء الذي يزعج الاحتلال المغربي الذي فشل في شق الصف الصحراوي بمحاولاته اليائسة, مثلما فشل في التاثير على مكانة الدولة الصحراوية في الاتحاد الافريقي وفي تغيير طبيعة النزاع واطرافه.

خرجات بوريطة الت حاول من خلالها استغلال كل الاوراق المتاحة باستثناء ورقة اخراج علاقاته مع الكيان الصهيوني من الخفى الى العلن و التي فشلت بسبب رفض الولايات المتحدة الامريكية الاعتراف له بالسيادة على الصحراء الغربية, بدأها بالتسويق لدور اقليمي موهوم للمغرب في ليبيا, باستغلال مكشوف لزيارة رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، “ستيفاني ويليامز”, التي تجري مشاورات مع مختلف الأطراف الليبيين، وكذا مع الشركاء الإقليميين والدوليين بغية إيجاد حل للأزمة الليبية.

و في مالي باللعب على الحبلين, من خلال ارسال سفيره للقاء رئيس المجلس العسكري بمالي, لتسويق تاثير مزعوم للملك محمد السادس في هذا البلد.

ومن اكثر شطحات بوريطة اثارة للسخرية اثناء خرجاته هذا الاسبوع, هي اعادة تسويقه لمواقف سابقة لبعض الدول, كانت قد استهلكت اعلاميا وسياسيا من طرف الالة الدعائية المغربية ومن يسبح في فلكها.

يتعلق الامر بمكالمته الهاتفية مع وزير خارجية السورينام بتاريخ 24 من الشهر الجاري, والتي كان الهدف منها هو اعادة تسويق موقف هذا البلد من قضية الصحراء الغربية, الذي سبق ان اعلنه في مارس 2016.

وباستقبال سفير جنوب السودان يوم 25 من الشهر الجاري, لاعادة تسويق موقف بلاده الذي سبق الاعلان عنه منذ سنوات.

اعادة تسويق بوريطة لمواقف سابقة يعرف الجميع كيف انتزعت من اصحابها, تعكس فشل دبلوماسيته في الحصول على مواقف من دول افريقية وازنة, كان المغرب قد تعهد للراي العام المغربي باحداث تغيير في موقفها, بعد انضمامه الى الاتحاد الافريقي.

منها على سبيل المثال لا الحصر دولة نيجيريا التي اقام الاعلام المغربي الدنيا ولم يقعدها, معتبرا زيارة محمد السادس لها نهاية سنة 2016, وما رافقها وتلاها من وعود باطلاق مشاريع من ابرزها مشروع نقل غازها الى اوروبا عبر المغرب, ستكون بداية نهاية العلاقات الدبلوماسية بين نيجيريا و الدولة الصحراوية .

ولكن احلام المغرب وتكهنات بوريطة لم تتحقق, اذ ازدادت العلاقات النيجيرية الصحراوية رسوخا, بتاكيد نيجيريا لموقفها المبدئي من القضية الصحراوية من طرف الرئيس النيجيري محمد بوخاري, خلال استقباله المتميز لنظيره الصحراوي ابراهيم غالي بتاريخ: 13 يونيو 2019 بالعاصمة النيجيرية ابوجا .

و في يوم الثلاثاء الماضي اثناء استقباله للسفير الصحراوي ابراهيم السالم بوسيف, الذي قدم له اوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى نيجيريا .

خرجات بوريطة سبقتها هرطقات عمر هلال سفير المغرب الدائم لدى الامم المتحدة, التي نقلتها ما يسمى بوكالة المغرب العربي للانباء بداية الشهر الجاري, والتي ذهب فيها الى القول باستخفاف ملحوظ بعقول المغاربة, وتمرد مكشوف على الشرعية الدولية, وتحريف مقصود لمقرراتها انه : “وفقا للتوجيهات الملكية السامية، رسخ أسس مغربية الصحراء داخل مختلف هيئات الأمم المتحدة”.

ادعاء عمر هلال وجد له ردا سريعا في تقرير الامين العام للامم المتحدة, الذي سيرفع الى الدورة ال75 للجمعية العامة للامم المتحدة والذي جاء فيه بهذا الخصوص:

“ان الصحراء الغربية لاتزال مسالة محل نظر الجمعية العامة, ومجلس الامن وكذلك الامين العام في سياق مساعيه الحميدة”.

وان ” الوفاء بالواجب الجماعي وهو تمكين شعوب الاقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي, من ممارسة حقها في تقرير المصير وفقا لظروفها الخاصة”.

كما وجد له ردا سريعا ايضا في تصريح الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، السيد جوزيب بوريلبه الذي جدد تاكيده للمرة الثالثة بداية الشهر الجاري بأن “موقف الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالصحراء الغربية (التي يحتلها المغرب منذ عام 1975) متوافق تمامًا مع لوائح مجلس الأمن الدولي”, مشددا على أن “الاتحاد الأوروبي يعتبر الصحراء الغربية إقليمًا غير مستقل، سيتم تحديد وضعه النهائي من خلال نتائج المسار الاممي الجاري”، مع التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي لهذا المسار.

وايضا في المذكرة التي بعثت بها استراليا الى الامين العام للامم المتحدة وضمنها في تقريره السالف الذكر والتي جاء فيها.

” استراليا تؤيد ان تصنف الامم المتحدة الصحراء الغربية اقليما غير متمتع بالحكم الذاتي,وتؤيد كذلك حق الشعب الصحراوي في تقري المصير”.

وتشجع استراليا المضي نحو تنظيم استفتاء يختار فيه شعب الصحراء الغربية بين الاستقلال والاندماج مع المغرب “.

فهل سيستقظ الشعب المغربي من سباته, ليستعيد زمام السيطرة على زمام اموره ممن سلبوه حريته وافقروه واذلوه واحتقروه قبل فوات الاوان, ام صح فيه القول الماثور :

اسمعت لو ناديت حيا… ولكن لا حياة لمن تنادي. !!