أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكثر من أربعة عقود من العلاقات الوطيدة بين الصحراء الغربية ودولة المكسيك.. المواقف بالمكسيك المعبر عنها شعبيا كما هو الأمر رسميا دعماً لحقوق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.. مشاركة صحراوية في المنتدى الاجتماعي العالمي في العاصمة المكسيكية، فضلا عن دور المكسيك على مستوى مجلس الأمن الدولي خلال العضوية الدورية للمجلس، خاصة المواقف التي عبرت عنها في أبريل الماضي، عندما ناقش المجلس ولاية بعثة الأمم المتحدة المينورسو في الصحراء الغربية، وهو ما سيكون أيضاً محوراً لنقاش أكتوبر المقبل، في قرار جديد لمسألة الصحراء الغربية في ظل التطورات المسجلة حالياً ميدانياً سياسياً عسكرياً حقوقياً وإنسانياً وحتى دبلوماسيا، نرحب بسفير الصحراء الغربية مختار البويهي مبويرك في هذا اللقاء الخاص مع موقع “أفريقيا برس” من العاصمة مكسيكو.
نفعي أحمد محمد
بداية سيد مختار، المكسيك في موقعها الاستراتيجي في منطقة قد تكاد تكون تضم ثلاث قارات، ليست فقط هي المكسيك، فهي ثقل في أميركا الوسطى، وتشكل حلفاً على مستوى دول أميركا الشمالية، والعمق اللاتيني في المكسيك والعمق المكسيكي في البلدان اللاتينية.. ماذا عن القضية الصحراوية على مستوى هذا البلد؟
طبعا المكسيك نتيجة موقعها الجغرافي والسياسي وكذلك تاريخها المليء بالمواقف المبدئية الثابتة بحق الشعوب لتقرير نفسها.. لا ننسى أن المكسيك خلال ثلاثة قرون وهي كانت مستعمرة إسبانية، المكسيك كذلك كافحت ضد التواجد الفرنسي والاحتلال الأميركي لأراضيها، ولهذا المكسيك تعرف أكثر من غيرها أهمية حق الشعوب في تقرير المصير. لقد كانت المكسيك من أولى الدول في أميركا اللاتينية التي اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كما أن سمعة المكسيك في المنطقة هي سمعة جيدة، وأكثر من جيدة، هي دولة لها دور أساسي في الدفاع عن حقوق الشعوب وحقوق الإنسان والمبادئ الأساسية المكونة للعلاقات الدولية. ولهذا البعد الجغرافي والسياسي والاستراتيجي وكذلك التاريخي للمكسيك يجعلها تلعب هذا الدور المحوري في المنطقة. ولهذا هي دولة نعول عليها، دولة نتواجد فيها، دولة كذلك خلال هذه الأيام الماضية وخاصة الأخيرة كان عندها تواجد مهم للباحثين والأساتذة المكسيكيين من جميع هياكل المجتمع المدني والسياسي والأحزاب.. كانت متواجدة مع الشعب الصحراوي في كل مكان، في مخيمات اللاجئين.. في المناطق المحتلة.. وفي كل أماكن تواجد الشعب الصحراوي، ولهذا حقيقة كان لهم مواقف قيمة سياسياً وأمنياً.
في رأيك مع تعدد أوجه التضامن كيف تقرأ استقبال الوفد الصحراوي الزائر للمكسيك من قبل الحزب الحاكم ولقائه واحداً من أكبر القوى السياسية المعارضة في البلاد وتشكيل لجنة للصداقة البرلمانية الصحراوية المكسيكية؟
طبعا، هذا ما هو إلا تجسيد حقيقي لهذه المواقف الثابتة والقديمة. في عام 1976 عندما كان المغرب يطارد ويقتل الصحراويين في جميع أنحاء الصحراء الغربية تكونت مجموعة صداقة مع الشعب الصحراوي في المكسيك. وكان المكسيكيون هم الوحيدون الذين يعملون تقارب مع القضية الصحراوية قبل اعتراف الدولة المكسيكية بالصحراء الغربية. هذا الاستقبال حقيقة كان باهراً، حتى الصحافة المكسيكية أعطته تغطية وأولوية، وهو نتيجة هذه الصداقة الحقيقية ونتيجة الدفاع عن المبادئ التي نعرفها لدى المكسيكيين وهي ليست جديدة عليهم، ولهذا كما قال لكم الإخوان في جمعية الصداقة مع الشعب الصحراوي؛ أن المكسيكيين بسيط عليهم التعاطف مع القضية الصحراوية وطبيعي عليهم التعاطف مع القضية الصحراوية، حيث لديهم نفس التاريخ ونفس المعطيات ونفس المعاناة، ولهذا حتى المكسيكين كما رأيت في المنتدى أتوا معنا في الورشات وكانوا يكررون معنا الشعارات بأن يخرج المغرب برة عن الصحراء الغربية.. حتى أنهم طردوا الوفد المغربي في إحدى المحاضرات التي قام بها الوفد الصحراوي ضمن أعمال المنتدى.
بما أنك ذكرت الطرف المغربي وسعيه للتغلغل داخل الساحات الدبلوماسية، كيف يرى المكسيكيون هذا النوع من السلوك المغربي؟
المغرب يحاول في المنطقة بشكل عام وفي المكسيك بشكل خاص تحسين صورته، لكن حقيقة الأمر فالحق يعلو ولا يعلى عليه. يعني أن المغرب ليس لديه شيء يقدمه لهذه الدول عن الصحراء الغربية وهم يعرفون التاريخ والمعاناة التي مروا بها ومر بها الشعب الصحراوي. حاول المغرب مراراً وتكراراً في المكسيك وفي أميركا اللاتينية بصفة عامة بسط صورة أخرى عن المغرب السياحي والمغرب الاقتصادي وبيع الوهم تجاه المغرب، لكن الناس يعرفون القضية، اللاتينيون ليسوا أغبياء في التاريخ والجغرافيا والواقع والحقيقة، هم زاروا المناطق المحتلة، وزاروا المخيمات وأخيرا زار ما يقارب مئتي مكسيكي من الباحثين والمهتمين المخيمات الصحراوية.
هذا رغم بعد المسافة؟..
نعم رغم بعد المسافة والصعوبات في زيارة المناطق المحتلة، وهم مهتمون بالمناطق المحتلة ويحاولون أن يتعرفوا عليها عن قرب.
هذه العلاقات توجد حتى باستقبال الرئيس الصحراوي ولقاءه على أكبر مستويات في المكسيك من خلال زيارة رسمية لدولة المكسيك؟
طبعا استقبال الرئيس واستقبال الوفد الصحراوي برئاسة الرئيس، كذلك ترحيب وتقدير خاص في مجلس الشيوخ المكسيكي في آخر زيارة للرئيس الصحراوي للمكسيك، ولهذا حفاوة الاستقبال وتقبل القضية الصحراوية ومرافعتها والتعاطف معها في المكسيك هو على جميع الأصعدة السياسية والبرلمانية والاجتماعية وحتى الجامعات، واليوم كان لي شرف استقبال وفد الجامعات في إحدى أهم الجامعات المكسيكية كلهم يعرفون القضية الصحراوية ويتعاطون معها نتيجة التاريخ، رغم جميع حيل الصحافة وجميع الأعمال التي نعرفها في المغرب لتغيير مواقف الدول. هم حاولوا في الصحافة المكسيكية استقطاب شيئ ما من القراء المكسيكيين بما وقع في إسبانيا، لكن هذا لم يجلب أصداء، بل المكسيكيون كتبوا أن موقف إسبانيا غير مشرف،. وموقف المرافعة لمبادىء العلاقات الدولية للمكسيك حقيقة مدرسة في هذه المرافعة.
كيف يمكن أن تشكل المكسيك ظاهرة صحية على مستوى مختلف بلدان القارة الأمريكية سواء في أميركا الوسطى والمنطقة اللاتينية والكونكاكاف (اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) وحتى على مستوى القارة الجنوبية والمواقف المعبر عنها في هذه العواصم؟
إذا كانت لأميركا اللاتينية ولأميركا الوسطى وللكاريبي مواقف ثابتة هذا يرجع أساساً لمواقف المكسيك في ذلك، لوزنها الحقيقي في المنطقة.
رغم هذا تسجل بعض الدراسات خاصة المتعلقة بالمذاكرات الصحراوية هناك بعض الشركات التي لها مصالحها في المنطقة خاصة تورطها بشكل أو بآخر عن علم أو عن غير علم بخاصة موضوع الثروات الطبيعية وخاصة الفوسفات.. ماذا عن هذه الخطوة وكيف ترى مستوى المرافعات على مستوى المكسيك والمعارك القانونية؟
الموضوع حقيقة خطير. الدولة المكسيكية بصفتها دولة ليس لها ضلع بهذا الموضوع، لا وجود لشركات رسمية ولا الحكومة تشتري الفوسفات. هذه شركة أميركية وكانت لها في الماضي مشاكل وتراجعت بشأنها أن تصدر الفوسفات إلى أميركا، فنقلته إلى المكسيك لتغطية المكسيك ودول أخرى.
نحن اليوم في محادثات مع جمعيات معنية بالموضوع، الموضوع خطير جداً. استيراد الفوسفات وغيرها من الصحراء موضوع كبير، لكن الحمدلله بشأن المكسيك هي دولة تفهم المبادىء وخطوط هذه المواقف، رغم أن الأمر لا يتعلق بالحكومة والدولة المكسيكية الرسمية. لا زالت خطوات لازم نقوم بها مع الجميع الأطراف في الأيام القادمة.
الوجهة لا تكون الوجهة النهائية للمكسيك ولكن هناك معبر من أجل تصدير ما امتنعت الشركة عنه مباشرة للولايات المتحدة الأميركية؟
في الحقيقة هذه الشركات لديها مشترين وزبائن في المكسيك وفي أميركا، لكن الموضوع لا زال موضوع شركات شخصية بحد ذاتها..
يعني أغراض تجارية بغض النظر عن المُعطى السياسي؟
حقيقة أغروا حتى الحكومة وأصدقاء في المكسيك منبهرين من الموضوع، وهم درسوه لإيجاد حل نهائي.
لماذا ذكرت الارتباط الأميركي المكسيكي مع محور يشكل تحالف معابر أميركية و كندا، هناك ملايين المكسيكيين على مستوى الساحة الأميركية، تماس مباشر ليس فقط على المستوى الحدود المشتركة ولكن أيضا على مستوى التقارب بين البلدين، وأيضاً كانت عندها قوة قادمة على مستوى الساحة الدولية.. لأي مدى يمكن أن يشكل هذا التأثير على المستوى الرسمي والتضامن القوي مع كفاح الشعب الصحراوي أن يساهم أو يدعم ما يقول هذا التحالف على مستوى الوصول إلى أكبر الفئات، رغم أنه ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية خاصة منذ خطوة ترامب ضد الشرعية في الصحراء الغربية قبل سنتين ساهم بشكل كبير في نشر القضية الصحراوية على مستوى الأوساط الأميركية، وحتى هنالك أصوات كبرى داخل أميركا انتقدت الخطوة، بل ورافعت من أجل الانتصار للقضية الصحراوية في واشنطن؟
قابلت مثال المكسيك كمثال يقتدى به، يقولون في أميركا بشأن قرارات المكسيك أنها دولة جارة وشقيقة وهي دولة تساند قضية الشعب الصحراوي. حقيقة.. لا ننسى على المكسيك أن لها تاريخ وهي استقبلت أكثر من 50 ملك إسباني في الحقبة الدكتاتورية وأكثر من ذلك آلاف وآلاف اللاتينيين من جميع أنحاء دول أميركا اللاتينية جاءت واستقبلتها المكسيك يعني أن لها تاريخ في التعاطي مع القضايا العادلة، ولهذا مواقفها ثابتة، وهي لا تناقش الموضوع معهم لأنه ليس موضوع نقاش. نتمنى على هذا التحالف الكندي الأميركي أن يستفيد من هذه التجربة. هناك نموذج مكسيكي في التعاطي مع المبادىء رغم الضغوط. العالم كله يضغط عليهم ولكن المكسيك لم تغير مواقفها، في بوليفيا لم تغير موقفها، والعالم الكامل يشهد لها بعدالة موقفها تجاه البوليفيين، وكذلك مع الصحراويين. موقفها مثلا من كوبا لم تغيره والتاريخ أعطاها الحق.
أستاذ مختار ننتقل إلى قضية أخرى، فبعد استئناف الكفاح المسلح للشعب الصحراوي، هنالك وضع حقوقي وإنساني متردي بالأراضي المحتلة، أزمة نزوح جديدة إلى مخيمات اللاجئين. كيف ترون اللعبة الدولية الجديدة التي تحمل عنوان دعم جهود المبعوث الأممي دي ميستورا لبعث مفاوضات جديدة بين طرفي النزاع بهدف ايجاد تسوية عاجلة وعادلة في وقت تضل الأمم المتحدة وبعثتها في الصحراء الغربية الشاهد الكبير الذي لا يسمع ولا يرى؟
– السؤال مهم، وحقيقة المكسيك لها دور أساسي في هذا الأمر بمكانتها التاريخية وكذلك بعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي. المكسيك كانت دائما تعبر عن قلقها الكامل من التعاطي مع ملف القضية الصحراوية، ليس فقط بحد ذاته كملف بل بطريقة تعاطيها. دائما تشتكي المكسيك بطريقة علنية بهذا الانفراد عند بعض الدول والمكسيك كغيرها تعاني من أن يخلوا الاتفاق خارج مجلس الأمن على وثيقة ولا يوجد فيها التشاور ولهذا عبروا مراراً وتكراراً عن رفضهم التام لهذا الطريقة التي يتعاملون بها في المجلس الدولي. المكسيك مواقفها واضحة وهم مع تقرير مصير الشعب الصحراوي بدون أي تحفظ.
هذا يذكرنا ببعض الفنانين التشكيليين المكسيكيين خلال مشاركتهم في المهرجان الدولي للفن وحقوق الإنسان سحبوا مجسمات فنية أمام مينورسو تعبيراً عن حالة الغضب عما يجري في الأراضي المحررة.
الحقيقة نفس التاريخ فالدولة المكسيكية في عمقها التاريخي وعمقها الفعلي في العلاقات الدولية هو الذي يدفع المواطن البسيط وأي فنان تشكيلي أو غيره للتعبير عن حالته ويكشف عن تواصل مع المفاهيم، لكن تتجانس المفاهيم بين الفرد والدولة، حقيقة واحدة ولغة واحدة، والأساس أن المكسيك عبرت عن موقفها الثابت في تقرير المصير، المكسيك لديها أفراد في المينورسو، دائما عندها اتصال واهتمام كبير يعطيها هذا المكانيزم للقيام بالواجب الحقيقي. الحمدلله المكسيك دولة صديقة ولديها مواقف ثابتة، ونحن لا نرى المكسيك تقف في موقع ضد تقرير المصير.
على ضوء المشاركة الثقافية والمواقف الشعبية في نافذة المنتدى الاجتماعي العالمي في مونديال سوسيال في 2022 بالمكسيك، في رأيك ما هي الرسائل والخلاصات التي يمكن الخروج بها؟
في الحقيقة ما حدث هو مهم جدا وكشاهد عيان في هذا المنتدى كان الوفد الصحراوي متواجداً رغم أنه كان وفد بسيط وصغير أقل من عشرة أشخاص في مقابله الوفد المغربي كان يتخطى الـ100 مشارك. رغم ذلك الوثائق الختامية للمنتدى والورشات وتعاطي الشارع العام مع القضية الصحراوية كان في أحسن وضع، وكان روعة. الجمعيات المكسيكية واللاتينية بصفة خاصة كان لها تعاطي حقيقي واضح مع القضية الصحراوية، محاضرات قيمة قدمت عن القضية الصحراوية وتاريخ الشعب الصحراوي وحقوق الإنسان، وعن الثروات الطبيعية. فضلا عن اللقاءات في الملتقى الاجتماعي كانت هناك لقاءات أخرى مع الصحافة والجامعات والأحزاب في المكسيك، وكانت ملتقيات قيمة كان الوفد بالمستوى وغطى القضية الصحراوية بجميع هيئاتها وتشكيلاتها التي كانت متواجدة في المُلتقى، ورغم أن الأيام كانت قليلة لكن كانت الصحراء والقضية الصحراوية وحق الشعوب في تقرير المصير متواجدة على أعلى مستوى.
هذا يقودنا إلى أن لغة الخطاب الدبلوماسي مثلما تكون رسمية في المكسيك تكون أكثر حاجة لتكون ثقافية تربوية وهو ما وصل إلى أكبر القواعد على مستوى الساحة المكسيكية فتجسد بشكل أكبر على المستوى الاجتماعي من خلال الورشات واهتمام الشارع المكسيكي وأيضاً عبر المشاركين من مئات المنظمات الدولية المنضوية تحت لواء المنتدى؟
حقيقة، لأنه لما تلتقي المكسيكيين في الشارع أو في الورشة يكون اهتمامهم تقني معرفي فهم يسألونك عن حقوق الإنسان ويسألون بدقة عن الثروات الطبيعية و يسألونك عن سلطانة خيا، وأسئلتهم تنم عن فهم ومعرفة وتعاطي واهتمام حقيقي. لهذا ساعدت المحاضرات المتخصصة في تسليط الضوء على ملفات فيها تفاصيل تقنية مثل ملف الثروات الطبيعية.
في نهاية الحوار أذكركم أستاذ ببعض النقاط، نريد إجابة مختصرة عنها، ماذا تعني للسيد السفير القلقلات؟
القلقلات هي بداية نهاية القضية الصحراوية.
العلاقات الصحراوية المكسيكية؟
علاقات قيمة ووطيدة.
مخميات اللاجئين الصحراوييين؟
مخيمات العزة والكرامة.
موقف إسبانيا؟
موقفها غير منصف.
ما حدث في واشنطن إبان حكم ترامب؟
موقف لا أهمية له.
مينورسو؟
سياحة أممية يجب أن تنتهي.
الاستقلال الصحراوي؟
الدولة الصحراويية دولة مستقلة، ويبقى القليل من الوقت لتثبيتها و رفعها على كامل التراب الصحراوي.
المكسيك والجزائر؟
دول ذات مبادىء ترفع القضايا العادلة.
ذكرى تأسيس البوليساريو وبدء الكفاح المسلح؟
سر وجودنا وسر مستقبلنا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس
