هذه احتمالات نجاج أو فشل دي ميستورا

12
هذه احتمالات نجاج أو فشل دي ميستورا
هذه احتمالات نجاج أو فشل دي ميستورا

فريدة شراد

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. زار المبعوث الأممي دي ميستورا مخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب الجزائر وسط انهيار تام لمسار وقف إطلاق النار وعودة الحرب إلى الصحراء الغربية. ويرى أبي بشرايا البشير ممثل جبهة البوليساريو في الاتحاد الأوروبي في حوار مع “أفريقيا برس” أن “حماقات المغرب” خلقت جو احتقان غير مسبوق داخل المنطقة بعد استقرائه بقوى أجنبية والزج بالمنطقة في دوامة صراعات أخرى. وقدم محدث “إفريقيا برس” احتمالات متعددة يمكن من خلالها معرفة نجاح أو فشل آخر مبعوث للصحراء الغربية في آخر مستعمرة أفريقية.

أبي بشرايا البشير ممثل جبهة البوليساريو في الاتحاد الأوروبي

زار المبعوث الأممي دي ميستورا مخيمات اللاجئين، وسط تطورات كبيرة في القضية خاصة عودة الكفاح المسلح، كيف ترون هذه الزيارة؟

ما يميز هذه الجولة هو أنها تجري في ظرف مختلف عن الـ30 سنة الماضية، فدي ميستورا، بخلاف جميع المبعوثين الشخصيين، يباشر مهمته في ظل انهيار واضح للمسار ولوقف إطلاق النار وعودة الحرب إلى الصحراء الغربية. فبعد تحذيراتنا وأصدقائنا طيلة السنوات الأخيرة بأن محاباة المغرب وتصور أن وقف إطلاق النار والأمر الواقع يمكن أن يكون حلا نهائيا ليس سوى أضغاث أحلام، عادت الحرب بسبب خرق مغربي أدى إلى عودة النزاع إلى المربع الصفر. هناك واقع جديد، يؤكد فشل تدبير مجلس الأمن للملف وتخليه عن مسؤوليته الأصلية المتمثلة في تصفية الاستعمار من الإقليم وضمان تطبيق الاتفاق الموقع بين الطرفين.

هناك العديد من اللوائح والقرارات الأممية حول القضية، هل مهمة المبعوث الأممي للصحراء الغربية هي تطبيق القرارات الأممية؟

بطبيعة الحال، ولو كان جميع المبعوثين حرصوا على تطبيق القرارات الأممية لكان النزاع قد تمت تسويته منذ العديد من السنوات. لكن هذا الواقع الجديد المعاش منذ 13 نوفمبر 2020، كان من المفترض أن يقود مجلس الأمن الدولي إلى تبني مقاربة جديدة الى أن يتخذ قرارا واضحا إزاء مأمورية المبعوث الشخصي؛ هل هي من أجل تطبيق الشرعية الدولية والمتفق عليه بين الطرفين، أم من أجل تكريس الاحتلال والأمر الاستعماري الواقع كما يهدف المغرب وبعض النافذين في المجلس. للأسف الشديد المجلس في قراره أكتوبر الأخير كان مخيبا، وجاء كما لو أن 13 نوفمبر لم يحدث. بالإضافة إلى ذلك، فان حماقات المغرب، خلقت جو احتقان عير مسبوق داخل المنطقة، من خلال استقرائه بقوى أجنبية والزج بالمنطقة في دوامة صراعات أخرى. ظرف معقد وحساس، لكن الوصفة ستبقى واضحة ولا يمكن تجنبها لا اليوم ولا غدا؛ تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. فيما يتعلق بالجولة الحالية وجب التذكير أن فشل الوساطات لم يكن يتعلق بالمبعوثين الشخصيين على الإطلاق، وإنما بمجلس الأمن الدولي، الذي اختار مقاربة تسيير النزاع، وبالتالي دعم الأمر الواقع الاستعماري بدل مقاربة حل النزاع وتنظيم الاستفتاء.

في أول محطة للمبعوث حل بأول طرف في النزاع المغرب، الذي كرر نفس الحل “الحكم الذاتي، ما تعليقكم على تصريح وزير خارجية المغرب الذي ما زال يرفض استفتاء تقرير المصير؟

تصريح الوزير المغربي يؤكد أن العقبة الرئيسة بطبيعة الحال هي الموقف المغربي، والمعبر عنه على هامش اللقاء مع دي ميستورا، والذي أعاد من خلاله ترديد أسطوانة أن ليس ثمة نقاش خارج مقترحهم اللاشرعي والأحادي الجانب حول الحكم الذاتي. ككل الدول الاستعمارية المغرب سيتشبث بموقفه المتعنت، لكن سرعان ما سيجد نفسه مجبرا على مراجعة موقفه تحت ضغط المقاومة على الأرض والضغط الدولي. هذا العنصر الأخير يدفعنا إلى الاعتقاد أن العقبة الكأداء تبقى على مستوى مجلس الأمن الدولي، الذي يجب أن يتخلى عن لعبة الاختباء وراء المبعوث الشخصي، ويجبر المغرب على التعاون في طريق الشرعية الدولية ومنطق القانون، أما طريق الغطرسة ومنطق القوة فلا يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والمواجهات التي قد تكتوي الأطراف التي تدعم المغرب بشظايا نيرانها.

انتهت زيارة المبعوث الأممي التي دامت يومين، تفقد خلالها عدد كبير من المرافق في المخيمات، ماذا تنتظرون من هذه الزيارة؟

نحن لا نتوقع الكثير، وقد لا نتوقع شيئا على الإطلاق إذا ما قمنا باستحضار تجارب الوسطاء السابقين، لكن، ننتظر ونرى كيف سيسير الرجل مهمته وكيف سيتعامل المجلس مع الموضوع. في هذا الإطار، نؤكد بأن نجاح مهمة ديميستورا يتوقف على نيويورك وعلى أي المقاربتين سيختار. فالأولى المتعلقة بتسيير النزاع قادت إلى انهيار وقف إطلاق النار وعودة الحرب والتوتر إلى المنطقة وقد تقود إلى ما هو أسوأ. في حالة المقاربة الثانية أي العمل الحثيث لحل النزاع، فان الطرف الصحراوي سيكون جاهزا للتعاطي والتعاون والمساهمة في إنجاح مأموريته. في حالة المقاربة الأولى، الطرف الصحراوي غير معني بها ولن يكون حاضرا في أي خطوة في إطارها، خاصة وانه قد استعاد المبادرة الميدانية منذ 13 نوفمبر 2020.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس