أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بقلم الأستاذ والاعلامي : سعدبوه بلة في عيدها السادس والاربعين ، تحية اجلال وتقدير لام الاعلام ” الاذاعة الوطنية متمثلة.
بالام القديرة وة الفاضلة “امل المدرس الاعلامية وجوهرتها ” الصوت النابض بالكفاح والامل والنضال .
تاسست الاذاعة الوطنية للجمهورية الصحراوية في 1975/12/28 وفي ظروف صعبة للغاية ، وسط ابتهاج الجماهير الصحراوية ، وهي ذلك الصوت الصادح الذي يؤنس الصغير والكبير ، ورغم صعوبة بدايات بثها منذ نعومة اظفارنا اعتدنا على ذلك الجهاز المتواضع، الكبير الاثر في نفوسنا وهويصدح باجمل الالحان، واروع الاغاني الوطنية الفياضة والحماسة، وتلك البرامج المنوعة و من اخبار تركت اثرها واضحا في نفوسنا فلم يكن يخلو بيتا من جهاز الراديو وخصوصا الصغير الذي ناخذه معنا اينما نذهب في البيت، في السفر ، او في الخيمة في البادية ، او راديو السيارة مسافرين اوذاهبين لاي مكان، بل الاطرف ان يضعه الفتيان-المراهقين-على دراجاتهم الهوائية كنوع من الترف.
كانت مريم الحسان و اشويطة وام ادليلة و المحفوظ ( ادرببة ) وغيرهم كثير ممن كانوا يطربون ويؤنسون المناضل والمكافح باصواتهم البراقة وكلماتهم الجياشة وهي تضفي نكهتها على رائحة الشاي المهيل ورائحة الخبز التقليدي لتلك الموائد الصباحية العامرة بالحب والحميمية تشاركنا الافطار، اوتذهب معنا في السيارة ونحن في الطريق او نسمعها ليلا ، تعطينا شحنة من التفاؤل لبداية يوم جديد.
كان صوت الشعب الصحراوي المكافع اسم على مسمى طيلة 46 عاما يشغل حيزا كبيرا في حياة الانسان الصحراوي المثقف والبسيط على حد سواء، المراة والطفل، فقد نالت برامج الطفل حيزا من باقتها البرامجية في زمن يصعب ذلك وتعددت وتنوعت على مدى السنين برامجها السياسية ،الاجتماعية ،الثقافية والاخبارية وحتى الرياضية اضافة الى البرامج التوعوية ناهيك عن برامج المراة، فهي موجهة لكل شرائح المجتمع دون استثناء، رسالتها سياسية انسانية سامية تهدف الى التثقيف والتوعية والارشاد و نقل للاخبار، فقد اختزلت وبحق مع بساطتها كل وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بروحية اكبر، وبوعي اشمل.
كانت تحرص على تنوع برامجها لتصل الى اكبر عدد من المستمعين عبر هذا التنوع الذي شمل كل مناحي الحياة، و البرامج الاجتماعية الهادفة ،الاذاعة الوطنية كان لها حضورا جماهيريا واسعا لنقل صوت الشعب الصحراوي المكافح نحو بقاع العالم ، وذلك الكم من المشاركات الوطنية و الاغاني والخواطر التي كانت تتناغم مع الليل، فمن خلال سماع برامجها اتفاعل معها كثيرا من المستمعين داخليا وخارجيا كان الصوت الاقرب الى المستمع صديق العائلة وهناك راديو في كل مكان تقريبا من البيت، والسيارة، وفي المناطق المحررة و الريف التي تعتبره احدى مقوماتها ومكوناتها الاساسية والجمالية، حيث الاغاني القديمة تصدح باصوات فنانين صحرويين يشغلون حيزا من طرب شريحة كبيرة من الناس انذاك ، في الوقت الذي كان التلفزيون الوطني محدودا على ساعات معينة واماكن محدودة ايضا .
ان صوت الاذاعة الوطنية كان بالفعل الصوت الدافئ الذي كان يشد اسماع المستمعين نحو الكلمة الصادقة، والخاطرة الهادفة، والحكمة المعبرة التي تترك بالغ الاثر في نفوس المستمعين، و الخبر المفرح خاصة نقل اخبار المعارك التي كانت دايرة انذاك بين جيش الاحتلال المغربي وجيش التحرير الشعبي الصحراوي بعد الاجتياح التوسعي على حساب الشعب الصحراوي ولازالت الى يومنا هذا تذيع البلاغات العسكرية في نسختها الثانية، ان الدور الرائد الذي لعبه صوت النضال والكفاح و الشعب شكل علامة فارغة في تاريخ مسار الاذاعة الوطنية الصحراوية فتحية اجلال وتقدير لرجالات ونساء الاثير، وبوابة الاشعاع الحضاري والفكري، التي عاصرت عهودا وتربت على يديها اجيالا قضوا اجمل الايام بين ذراعيها، نهلوا من مناهلها صنوف المعرفة والابداع والطرب الاصيل، روت لنا وباحرف من نور تاريخ الشعب الصحراوي، بنهاراته ولياليه، بايامه وسنينه، باحداثه، بافراحه واحزانه، لازلت متالقة رغم الزمن، وخطوطه تزيده بريقا ونظارة، كل الاحترام والتقدير ومزيدا من النجاح اذاعتنا الام اذعة الجمهورية الصحراوية من مخيمات الصمود والعز والكرامة وهي تقد الشمعة السادسة والاربعون في عيدها الاغر.
فهنيئا لكل من ساهم في انجاح هذا المشروع الوطني المقاوم من صحفيين ،تقنيين و محررين وغيرهم دون ان ننسى ان نترحم على ارواح شهداءئها الاوفياء والذين مابدلو تبديلا .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس