مدريد: تقديم كتاب “تاريخ الصحراء الغربية الممنوع” للكاتب الاسباني طوماس باربولو

18
مدريد: تقديم كتاب “تاريخ الصحراء الغربية الممنوع” للكاتب الاسباني طوماس باربولو
مدريد: تقديم كتاب “تاريخ الصحراء الغربية الممنوع” للكاتب الاسباني طوماس باربولو

أفريقيا برسالصحراء الغربية. قدّم الصحفي والكاتب الإسباني، طوماس باربولو، اليوم الأربعاء بمدريد، نسخة جديدة معدّلة من كتابه “تاريخ الصحراء الغربية الممنوع”، كخاتمة لعمل صحفي دقيق ذي طابع بحثي، يضم مئات الوثائق رفعت عنها السلطات الإسبانية صفة السّرّيّة من مقرات الأرشيف العسكري والمدني، يصاحبها إجراء مقابلات أجرت بالصحراء الغربية المحتلة ( العيون، السمارة) وبمخيمات اللاجئين، وبالمغرب ( الرباط، الدار البيضاء)، وبمناطق عدّة بإسبانيا.

ويظهر الكتاب الاسباني للمرة التاسعة، وهذه المرة بشكل معدّل، وقد نشرت نسخته الأولى عام 2002، بعرض أحداث مستجدّة، وبالتركيز خاصة على الحيثيات التي تحكم العلاقات بين إسبانيا والمغرب العربي.

وتأتي النسخة الجديدة المعدّلة في ظروف معقّدة تطبعها العودة إلى الكفاح المسلح، بعد مضيّ 30 عاما من الهدنة بين طرفي النزاع، وعدم صلاحية “مخطط سلام” قادته الأمم المتحدة منذ 1991.

ويرى الصحفي طوماس باربولو، أن الأزمة الحالية المختلقة من قبل الرباط لا تعدو كونها فصل آخر من سياسة ممارسة الضغط المتواصل لإجبار إسبانيا على التنازل تلبية لإملاءات الرباط.

وأوضح الكاتب أن السياق الذي تمّ إستغلاله لعرقلة إستقبال إسبانيا للرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، في إطار إنساني، ينطوي في حقيقة الأمر على نيّة ممارسة الضغط على الإتحاد الأوروبي من بوابة كل من إسبانيا وألمانيا، على أن هذه الأخيرة تمسّكت بالحزم والثبات، وذلك بهدف دعم مبادرة ترامب بشأن الصحراء الغربية.

ولم يغفل الكاتب الإشارة إلى الحكومات الإسبانية المتعاقبة وفرنسا، وبعثة المنورسو من أجل تنظيم الإستفتاء بالصحراء الغربية، مُستغرباً عدم جدوائية تحركات المنتظم الدولي بالمناطق المحتلة من الإقليم.

وقد جرى حفل تقديم النسخة الجديدة بالمكتبة إبان دي بارغاس بمدريد بحضور الممثل الشهير بيبي بيهويلا، الذي أجرى حوارا متكاملا مع الكاتب الصحفي لتحليل بعض مقاطع الكتاب، وتبادل الإنطباعات بخصوص الأسئلة المطروحة حول خيانة إسبانيا للشعب الصحراوي، وخضوع الدولة الإسبانية لإبتزازات المغرب.

وحضر حفل تقديم النسخة الجديدة ممثل جبهة البوليساريو بإسبانبا، عبد الله العرابي، الذي أبرز في تدخله دفاع الصحفي الاسباني، طوماس باربولو، عن الحقيقة وأهمية كتابه الجديد، للتعرف على تاريخ هذا الشعب، الذي يكافح طوال نصف قرن من الزمن متطلّعا الى العدالة.

وكشف عبد الله العرابي إلى أن الشعب الصحراوي سيلجأ إلى كل الوسائل المتاحة لنيل مطالبه المشروعة.

يذكر أن صاحب الكتاب المذكور عاش بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية، وعاين الأيام الأخيرة للتواجد الإسباني بالإقليم وكذا الغزو المغربي؛ وهذه الفترة بالذات يمكن إعتبارها أساسية بالنسبة للكاتب، وهو الذي يعدّ أحد الصحافيين الإسبان الذين عكفوا على إجراء التحقيقات بشأن الصحراء الغربية، كما أنه من بين الأصوات المؤهّلة للحديث عن العالم العربي وبخاصة حول الاتحاد المغاربي.