قم للمعلم وفّه التبجيلا، كادَ المعلم أن يكون رسولا، 30 ديسمبر… وقفة مع الذات لتقدير الاداة …

30
قم للمعلم وفّه التبجيلا، كادَ المعلم أن يكون رسولا، 30 ديسمبر... وقفة مع الذات لتقدير الاداة ...
قم للمعلم وفّه التبجيلا، كادَ المعلم أن يكون رسولا، 30 ديسمبر... وقفة مع الذات لتقدير الاداة ...

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بقلم : سعدبوه بلةفي مثل هذا اليوم يقف ابناء الشعب الصحراوي اجلالا وإحياءً للمعلمين والمعلمات الذين بذلوا جهودًا عظيمة من أجل إكمال ومواصلة الرسالة التعليمية في أبهى صورها.

يذكر أن ابناء المنظومة التربوية الصحروية يحتفلون بتاريخ 31 ديسمبر، من كل عام بيوم المعلم الصحراوي ، تقديرًا لنضالاته وتصديه لكل المؤامرات التي ترفض وجود التعليم بين ابناء الشعب الصحراوي وهو ماجابهته الدولة الصحراوية بسياسة واستراتجية وطنية تعليمية تربوية مغايرة تماما لما كان يطمح له الاحتلال المغربي من سياسة التجهيل و التحريف ضد الشعب الصحراوي ، ورغم أن الشعب الصحراوي يعيش حالة استثنائية في ظل وجود الاحتلال “المغربي” الذي يمارس أساليبه الغذرة الممنهجة عبر سياسة الجدار العازل بين الشعب الصحراوي الواحد ، وحرمان الطلبة الصحراويين من الوصول إلى مدارسهم وتلقي التعليم.

على ارضهم المقتصبة منذ 31 اكتوبر 1975 ورغم سياسة التهجير والمنع والتفقير ومختلف اساليب التجهيل والمغالطة والتدمير التي ينتهجها مدمر ومفلس العقول نظام محمد السادس بالمغرب ضد ابناء شعبنا بالارض المحتلة وجنوب المغرب ، ورغم ظروف الاحتلال و شح الامكانيات التعليمية والطبيعة القاسية التي يعشها المعلم الصحراوي بمخيمات العزة والكرامة ، إلا أن المعلمين والمعلمات الصحراويين لا يزالوا يقدمون رسالتهم التعليمية النبيلة بكل جهد و طرق واساليب بيداغوجية راقية .

في يوم_المعلم_الصحراوي تستوجب وقفة تحيّة إجلال وإكبار لكل من علمونا شق سُبل الحيّاة.

.

مهنة المعلم من أسمى المهن.

.

هي رسالة في دقائق على مدار ساعات اليوم وهي أساس رفعة ونهضة الأمم.

.

باختصار تحتاج إلى قلب مُلهم و سليم صبار .

.

.

المناسبة تاتي تقديرًا واعترافا بالدور الطليعي والمحوري للمعلمين الصحراويين يحتفي الشعب الصحراوي في اثلاثين من ديسمبر من كل عام بيوم .

المعلم الصحراوي، الذي يعد مناسبة وطنية يعبر فيها أبناء الوطن عن إجلالهم للقامة العظيمة حاملة رسالة الأنبياء وشعلة الخلاص من مزالق الجهل والجوع والفقر والعبودية، بانية الشخصية الصحراوية بأبعادها المعرفية والجسمية والوطنية لتصقلها ماسة فريدة عصية على الانكسار والانقياد؛ بعيدة عن التخاذل والأنانية البغيضة؛ فتجعل كل صحراوي حلقة في مسلسل العطاء يرابط على ثغرة من ثغور الأمة والوطن، متسلحًا بالعلم والمعرفة.

إنه يوم ينبغي أن لا ينتهي؛ ليفي هذه الشريحة الطليعية التي تحمل على كاهلها عبء التضحية من أجل التشبث بكل خيط من خيوط الأمل للحفاظ على الهوية الوطنية الصحراوية راسخة شامخة تتحدى مخططات التهويد والإحلال.

ويحمل هذا اليوم رمزية وطنية ترتبط جذورها بمحطة نضالية لقد سطر المعلمون الصحرويون تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات الاحتلال المغربي في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الصحراوية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية، وسجلوا مواقف وتحديات جسام خلال مسيرتهم الكفاحية متحدين جبروت الاحتلال الذي حاول تجهيل الشعب الصحراوي بشتى الطرق والاساليب وبشكل وحشي؛ إضافةً إلى نضالهم الوطني والنقابي في الدفاع عن قضية شعبنا الصحراوي ؛ بقوا متسلحين بالإرادة والعزيمة، يحرسون الحلم الوطني ويزرعون الأمل في نفوس أبنائنا.

إنهم الشريحة التي عاركت بعلمها وعزيمتها قسوة الحياة فأحالتها سراطا يشق عباب الظلام والجهل والعبودية.

فقهرت المستحيل، دون أن ينال أحد من عزيمتها.

إن المعلم هو الأب الذي يلجأ إليه الطلبة عند النوائب؛ وهو المستشار المؤتمن الذي لا تعييه الوسيلة لحماية المجتمع من الانجراف إلى متاهات الضياع؛ وهو الحكيم الذي يحمي بمظلة قلمه الأمة من الرياح المغرضة ويدق أجراس اليقظة في القلوب الغافلة.

هذا اليوم نستذكر فيه تضحيات وعطاء ووفاء معلمات ومعلمي اجيال واجيال وأسرة التربية والتعليم بكافة جنودها، الذين لم يتوانوا عن تأدية واجبهم الإنساني والوطني النبيل حتى في غمار أعتى التحديات والصعاب؛ الذين بفضل عطائهم المتواصل، تمكن الصحراوي من الانطلاق من ركام المعاناة والألم إلى فضاءات المعرفة والتميز، ليبني وطنه ودولته، ويرفع اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عاليًا خفاقًا في محافل ومنابر ودولية وقارية غاية في الأهمية.

لايمكن ان تمر وقفت الذت لتقدير الاداة التعليمية والتربوية هاته دون ان نترحم على شهداء المهنة وندعو طول العمر والتوفيق للاحياء منهم .

.

فهنئنا لزملاء بمهنة رسالة الانبياء .

.

كل عام والمعلم الصحراوي بالف خير

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس