“الاحتلال المغربي يستخدم التحول الأخضر لنهب الصحراء”

1
"الاحتلال المغربي يستخدم التحول الأخضر لنهب الصحراء"

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. ينفذ الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية سياسة استغلال ممنهجة للثروات تحت غطاء ما يسميه “التحول الأخضر” في محاولة لتبرير وجوده غير الشرعي، فيما يعيش الشعب الصحراوي تحت القمع و الحرمان من حقه في تقرير المصير، حسب ما أفاد به صحافيون اسبان.

وتبرز شهادات وتحليلات صحفية الأبعاد الحقيقية لما يسمى “التحول الأخضر” في الصحراء الغربية, باعتباره أداة جديدة لتكريس السيطرة ونهب الموارد تحت غطاء التنمية, حيث أكد الصحفي الإسباني روبرتو كانتوني, في مقال بعنوان “50 عاما من الاحتلال والنهب: الوهم الأخضر في الصحراء الغربية”, نشره اليوم الخميس بموقع “الاندبانديانتي”, أن ما يقدمه المغرب من مشاريع “خضراء” في الصحراء الغربية ليس سوى غطاء زائفا لاحتلال مستمر منذ عقود يهدف إلى إضفاء شرعية على نهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي وحرمانه من حقه في تقرير المصير.

وأوضح كانتوني، في مقاله، أن الاحتلال المغربي لم يعد يعتمد على القوة العسكرية المباشرة فقط، بل على أدوات اقتصادية واستراتيجية جديدة تقوم على التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والزراعة في محاولة لتثبيت هيمنته على الإقليم.

وأضاف الصحفي أن الخطاب المغربي حول “التحول الأخضر” ليس سوى وسيلة لتجميل واقع استعماري قائم، مشيرا الى أنه “بينما تنصب توربينات الرياح وتزرع مشاريع الطاقة الشمسية، يحرم الصحراويون من أبسط حقوقهم السياسية والاقتصادية وتستغل خيراتهم من فوسفات وطاقة ومصايد بحرية لصالح شركات أجنبية”.

وأضاف أن ما يسمى “المعجزة الخضراء” في الصحراء الغربية “ما هو إلا وهم جديد يخفي حقيقة مرة مفادها أن الاحتلال يتجدد بأدوات عصرية”, داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي وتمكينه من ممارسة حقه في الحرية والسيادة على أرضه وثرواته.

من جهته، اعتبر الصحفي الإسباني، فرانسيسكو كاريون، في مقال نشره بذات الموقع، أن ما يقوم به الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية التي أكدت غياب أي روابط سيادية بين المغرب والإقليم، موضحا أن الاحتلال المغربي يواصل فرض سياسة الأمر الواقع عبر استخدام أدوات ناعمة لتبرير وجوده غير الشرعي، في حين يعيش الشعب الصحراوي تحت قيود سياسية واقتصادية خانقة تهدف إلى كسر إرادته.

وأشار إلى أن المغرب يعتمد على خطاب مزيف يخفي وراءه عمليات قمع ممنهجة ضد الشعب الصحراوي، الى جانب مصادرة أراضيه ونهب موارده الطبيعية وكذا التضييق على الأصوات المطالبة بالحرية والاستقلال، مضيفا أن هذه الممارسات هي “وسيلة لتثبيت واقع استعماري جديد تحت غطاء مشاريع التنمية، بينما تواصل قوات الاحتلال خنق كل أشكال المقاومة السلمية وملاحقة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان”.

وفي مقال آخر بعنوان “50 عاما على غزو الصحراء الغربية” للكاتب لويس رودريغيث كابدفيلا، نشر بموقع “الصحراء الغربية”, تم التأكيد على أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية يمثل جريمة متواصلة في حق شعب حرم من أبسط حقوقه، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير.

وأبرز المقال أن النظام المغربي انتهج، منذ بداية الغزو، سياسة القمع والتهجير بهدف فرض أمر واقع بالقوة، محاولا طمس الهوية الصحراوية ومحو معالم الوجود الوطني من المدارس والإعلام والإدارة، مشيرا إلى أن الاحتلال حول الإقليم إلى منطقة عسكرية مغلقة تنتهك فيها الحريات وتمارس فيها أساليب التعذيب والملاحقات ضد المدنيين, بينما تستمر عمليات نهب الثروات الطبيعية بلا حسيب ولا رقيب.

واختتم كابدفيلا مقاله بالتأكيد على أن هذا الوضع يفضح زيف الادعاءات الرسمية المغربية ويكشف الطبيعة الاستعمارية للنظام الذي يواصل احتلاله رغم رفض الشعب الصحراوي المستمر للخضوع أو التنازل عن حقه في الحرية والاستقلال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس