أفريقيا برس – الصحراء الغربية. غريب أمر دولة بنما ودولة البيرو.
في الحقيقة، هاتان الدولتان جعلتانا نُصاب بالدوار، لا نعرف هل تعترفان بالجمهورية الصحراوية أم سحبتا اعترافهما أم جمدتاه، وما الفرق بين سحبت اعترافها وجمدت علاقاتها؟ ننام وهما معترفتان ونصحا ونجدهما سحبتا أو جمدتا اعترافهما؛ يعني هما دولتان غير متأكدتين مما تقومان به، وهما دولتان سهلتا الابتزاز وسهلتا الشراء وسهلتا البيع.
حسب تاريخ تعاملها مع الجمهورية الصحراوية فقد اعترفت بنما سنة 1978م وكانت من أول الدول التي فتحت سفارة صحراوية في عاصمتها، ثم جمدت اعترافها يوم 20 نوفمبر – تشرين الثاني 2013 م، مقابل حصولها على مبلغ مالي من الفائض من أموال المخدرات التي يوزعها المغرب على الدول الضعيفة في نهاية كل سنة.
في 8 يناير 2015م، تابت وحدّثت اعترافها.
منذ ذلك التاريخ والمغرب يعلن كل سنة تقريبا إنها سحبت اعترافها، وأنها أقفلت السفارة الصحراوية في عاصمتها.نوفمبر – تشرين الثاني أمس 20 نوفمبر 2024م أعلنت بنما إنها جمدت اعترافها بالجمهورية النوفمبر – تشرين الثانية(لاحظوا أن التاريخ-20 نوفمبر- هو نفسه التاريخ الذي جمدت فيه علاقاتها سنة 2013 ).
ولا تبتعد البيرو عن بنما كثيرا في ارتباكها.
يكفي إنها جمدت اعترافها سنة 2022م ثم حدّثته في نفس السنة، ثم جمدته سنة 2023م حسب صحافة المخزن، ولا نعرف متى ستحدّثه.
شخصيا، لا أعرف هل البيرو الآن معترفة أم اعترافها وعلاقاتها مجمدة مع الجمهورية الصحراوية.
في الحقيقة، مثل هذه الدول غير المتأكدة مما تقوم به، ذات الأجواء السياسية المتقلبة لا يمكن الاعتماد عليها، وأصبح موقفها عادي وبلا أهمية، وسيان سحبت اعترافها أو جمدته أو حدّثته.
فإذا جمدت اعترافها فلن تضيف للمغرب نصرا مؤزرا، وإذا اعترفت فلن تضيف شئيا لوزن أو مكانة الجمهورية الصحراوية.
فبنما أو البيرو ليست هي جنوب أفريقيا أو كوبا أو فنزويلا أو نامبيا.
هما مجرد دويلتان صغيرتان تتجاذبهما العواصف السياسية.
الذي يهم الصحراويون الآن ليس هو اعتراف بنما أو البيرو من عدمه بقدر ما يهمهم أن ينتهي الصداع الذي تسببه إنباء إعلان الاعتراف اليوم وسحبه غدا.
السيد حمدي يحظيه
المصدر: المستقلة للأنباء
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس