المغرب يفقد البوصلة.

23
المغرب يفقد البوصلة.
المغرب يفقد البوصلة.

افريقيا برسالصحراء الغربية. تعيش مملكة التوسع والاحتلال المغربية منذ 13 نوفمبر 2020 في حالة ارتباك دبلوماسي وسياسي وعسكري غير مسبوق بعد تأكدها من فشلها الذريع في مواصلة الرهان على الأمر الواقع في الصحراء الغربية كوضع نهائي ويقينها وقناعتها بان خطا الكركرات كان قاتلا بكل المقاييس، وان المغرب أصبح في قاع الجب فوق كف عفريت، لا يعرف لنفسه مصيرا

فلم يكن حديث غوتيريس الجمعة 07 ماي الجاري امام ممثلي الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة بريئا على الاطلاق، فقوله انه قدم 12 مرشحا لمنصب مبعوثه الشخصي منذ استقالة كوهلر، واعترافه بعدم وجود مبعوث شخصي حتى الان، هي محاولة بائسة من غوتيريس للتغطية على رفض المغرب للمقترح الأخير دي ميستورا ّ، الا ان دوجاريك قالها بشكل اخر عندما أكد أن “غوتيريش سيواصل ترشيح أسماء أخرى للمنصب”

هذا الرفض يندرج تماما في سياسة التخبط وفقدان البوصلة التي يوجد فيها المغرب اليوم

انهار كل شي:

– الانضمام الى الاتحاد الافريقي تحول نقمة بعد قرار مجلس السلم والامن الافريقي الأخير وفشل كل محاولات التاثير على الواقع الصحراوي

– خطا الكركرات في أغسطس 2016 كان قاتلا بكل المقاييس، وعادت الحرب التي لم يكن يرغب فيها اطلاقا وليس اهلا لها في 13 نوفمبر 2020

– فتح القنصليات وتبذير أموال المغاربة في شراء الذمم لم يفد في شيء ,و لم ينفع حتى في الحيلولة دون عقد قمة مجلس السلم والامن

– قرار ترامب تحولت نقمة واعطى القضية الصحراوية بعدا لم يكن ليحصل لولا سياسة المقايضة التي راهن عليها المغرب

كل شي انهار، وكل شيء انقلب 180 درجة دون سابق انذار

ولم يعد المغرب يعرف لا ماذا يريد ولا ممن يريد؟

– هاجم دولة كينيا خلال رئاستها للاجتماع المقرر لمجلس السلم والامن الافريقي، بعد فشل محاولاته للحيلولة دون انعقاده

– تطاول على موريتانيا يريد محاسبتها بسبب استقبالها لمبعوث الرئيس الصحراوي الأخ البشير مصطفى دون اذن مسبق منه

– يريد من الاتحاد الافريقي ان يبقى بعيدا عن القضية الصحراوية وفي نفس الوقت يريده ان يقصى دولة عضو ومؤسس وخرق نظامه التأسيسي وميثاقه

– يريد من الولايات المتحدة الامريكية ان تبقى خلف قرار ترام ويهدد إدارة الرئيس بايدن بان الاتفاق ملزم قانونيا بذلك، وعليها ان تشرع احتلاله مقابل علاقته ب”إسرائيل” وان تقبل مرغمة بان إيران موجودة في المنطقة وتدعم البوليساريو والصين موجودة في المنطقة وروسيا موجودة في المنطقة وحزب الله والحوثيين وووو وكان أمريكا تحتاج المغرب لمعرفة ما يدور بالعالم الذي هي أحد اقطابه

– هرع نحو لجنة الشؤون العامة الأمريكية ال”إسرائيل”ية تسمى اختصاراً أيباك للحصول على دعم من المنظمة لقرار ترامب او على الأقل الحصول على ضمانات تبقى قرار ترامب على مستوى الولايات المتحدة الامريكية حيا ولو لفترة ولم يحصل على هذا ولا ذاك

– يريد من الأمم المتحدة مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية يا اما من المغرب او السنغال او بوركينافاسو وان يكون الحل هو الحكم الذاتي وان تبقى المينورصو لمراقبة وقف إطلاق النار وان لا تراقب حقوق الانسان ولا الثروات ولا أي شي وان تكون بعثة الأمم المتحدة مكتب من مكاتب وزارة الداخلية المغربية

– يريد من اسبانيا ان تحصل على موافقته لاستقبال الرئيس إبراهيم غالي من اجل العلاج وان تترك له شان تسيير قضائها ليكون على مقاسه كي يسجن من يريد بالتهمة التي يريد، ويريد منها ان يكون هو من يحدد علاقاتها الخارجية وعلاقاتها الدولية ومع من تتعامل ومع من لا يمكنها التعامل، بالضبط كما تفعل فرنسا مع المغرب ذاته انطلاقا من معاهدة ايكس ليبان

المغرب، يريد من اسبانيا ان تقرا حقوق الانسان تماما كما يقرأها هو صاحب التاريخ الأسود في المجال، ويتحدث عن القمع والاعتقال والاغتصاب وكأنه السويد او النرويج

– والمغرب يريد من المانيا بان تبارك قرار دونالد ترام الذي لم تباركه حتى أمريكا ذاتها وتعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية وان تشركه في اجتماعات الامن والسلم التي تهم مناطق لا حدود له معها وان لا تتخذ قرارات في شانها الداخلي او الخارجي ولا موقفا الا بعد استشارته هو صاحب الراي السديد الذي تأتيه الأوامر من فرنسا

– المغرب يريد من الاتحاد الأوروبي ان يشرع له الاحتلال ويدعم مواقفه ويدوس على قرارته مؤسساته ومواقف دوله وان يقول بان الجبهة تسرق المساعدات الإنسانية وأنها تجند الأطفال وأنها تنتهك حقوق الانسان، والا فما معنى الشراكة حسب قول بوريطة، فالشراكة في الصالح والطالح حسب مفهومه

– المغرب يريد من بريطانيا ان لا تنبري بموقف يدعم احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وان تدوس على قرارات المحاكم وتنهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي

– المغرب يريد للعالم ان يسبح باسم الملك ويسجد لملك فاسد وفرسه وعبيده

– المغرب يريد للعالم ان يكون شبه جامع لفنى مصغر في قلب مدينة مراكش يتحكم فيه المخزن ويراقب فيه كل شاردة وواردة

– المغرب يريد من العفو الدولية ان تتهم عمار الراضي بالتجسس وخدمة أطراف اجنية

– المغرب يريد من هيومن راييت ووتش ان تسلم بان الريسوني وبوعشرين مغتصبي وتجار بشر

– المغرب يريد من فرونت لاين ان تقول بان المعطي منجب لص وسرق أموال الدولة واعتقل بسبب الفساد

– المغرب يريد من مراسلون بلاحدود ان تقول بان حرية الصحافة في المغرب أفضل منها في السويد والنرويج والدانيمارك

وللابتزاز رمى بكل شي على الطاولة وأشهر معترفا بسوائل ابتزازه التي يا ما حذرت منها الجبهة في أكثر من مناسبة: الإرهاب، الهجرة السرية والاتجار بالبشر والمخدرات، فإما واما

فماذا جنى المغرب ياترى من توتره هذا غير الفشل

وعليه الان ان يجني ثمار تغطرسه:

· فهذه وزيرة الخارجية الاسبانية تقول للمغرب بلغة دبلوماسية، سياستنا الداخلية لا تعنيك في شي والشراكة لا تعني معاهدة ايكس ليبان

· وهذه الخارجية الألمانية تؤكد على ان موقفها من القضية الصحراوية ثابت ولا يخرج عن حل تقرير المصير

· وهذا وزير الخارجية لبريطاني يجدد التأكيد على موقف ابريطانيا الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويؤكد على ضرورة احترام قرارات المحاكم حول ملف الثروات

· وهؤلاء كبار ساسة الولايات المتحدة الامريكية ومرجعيات قراراتها من بيكر الى روس مرورا بجون كيري يؤكدون ان حق الشعب الصحراوي غير قابل للتصرف ويتحدثون عن الدولة النموذج لأول مرة في الصحراء الغربية

· وهذه الإدارة الامريكية تعترف بالحرب وتعرف عن موقف لا علاقة له بترام خلال اجتماع مجلس الامن الأخير

· وهذه وزارة الخارجية الامريكية تكذب بشكل صريح وسريع ما قاله وزير الخارجية المغربي عبر مراسل موقع “اكسيون”باراك رافيد، حول محتوى اللقاء الذي دار بينه وكاتب الدولة الأمريكي حول قرار ترامب الميت يوم ولادته

· ومن هناك إيران تدين محاولة المغرب توريطها في قضايا فشل في حلها

· وهذه ليبيا تدب نحو الحل الحقيقي دون المغرب ومالي تتقدم نحو الاستقرار دون المغرب

· ومن هناك الاتحاد الأوروبي يجدد مواقفه ويكذب دعاية المغرب حول تجنيد الجبهة للأطفال ويدحض مزاعم المغرب حول موضوع المساعدات الإنسانية

· ومن جينيف الامم المتحدة تحذر المغرب: “التعذيب والاضطهاد القضائي، والتهديد والمراقبة المستمرة، اعتداء خطير على المدافعين عن حقوق الإنسان” بالصحراء الغربية وأعرب المقرران الامميان الخاصين بالمدافعين عن حقوق الانسان وحرية التعبير عن قلقهما إزاء غياب الأمان ووجود بيئة معادية للمدافعين عن حقوق الإنسان في المغرب والصحراء الغربية”.

· واخيرا الصليب الأحمر الدولي يعرب عن أسفه لعدم تمكنه من القيام بمأموريته في المدن الصحراوية المحتلة

· وميدانيا الاقصاف مستمرة وفي تصعيد مستمر ونتائج الحرب عليه لا تخفى اليوم على أحد

فإلى أي متجه يتجه الاحتلال اليوم امام الأبواب المؤصدة بإحكام الا واحدا، احترام حق الشعب الصحراوي في تصفية الاستعمار والاستقلال.

بقلم الكاتب والصحفي محمد سالم احمد لعبيد.