افريقيا برس – الصحراء الغربية. ترأس ملك مملكة التوسع والاحتلال المغربية يوم الخميس 11 فبراير الجاري اول اجتماع لمجلس الوزراء لسنة 2021, وذلك بالقصر الملكي بفاس.
مدينة فاس التي تبعد ب 204 كلم عن مدينة لفنيدق, التي تغلي منذ أسابيع بسبب الفقر والجوع للمطالبة بالحق في العيش، ولازالت هراوات المخزن تنهال عليهم ضربا واحتقارا دون رحمة, وشبابهم الحي اعتقل وعجلت محاكمتهم لبث الرعب والخوف في نفوس الجماهير الغاضبة.
مدينة فاس التي تبعد عن مدينة تطوان ب 174,71 كلم، وهي المدينة المكلومة التي تفننت آلة المخزن باستخدام الفرسان والهراوات على التنكيل بمعلميها وسكانها, فقط لأنهم يطالبون بحق الادماج في الوظيفة العمومية.
مدينة فاس التي تبعد عن مدينة الحسيمة بقرابة 272 كلم، التي يعاني ابناءها الظلم والحيف والتسلط, مضربين عن الطعام ومحكومين بأكثر من 20 سنة سجنا ,فقط لأنهم قالوا نريد العيش، نريد بنية تحتية لائقة, نريد الكرامة, وغير بعيد تعيش قرية تماسينت المنكوبة, الجوع وسكانها في مظاهرات يومية ومسيرات كبيرة ولا يجدون من اذان صاغية غير القمع والتسلط والاعتقالات.
ومدينة فاس تبعد فقط ب 205,76 كلم عن مدينة طنجة التي لازالت تدفن موتاها بسبب زخات مطرية اغرقت المدينة الثالثة في المملكة, ولازالت الجثث تستخرج بين الساعة والأخرى من تحت الأنقاض.
والقصر الملكي بفاس لا يبعد بازيد من عشرات الأمتار عن مكان تظاهر الأساتذة المتعاقدين, ويسمع عويلهم وبكائهم واستغاثتهم وهم يضربون من قبل قوات القمع التابعة للملك
لاشي من هذا اثار اهتمام الملك ووزرائه!!
لاشي من كل هذا حظي ولو بكلمة خلال اجتماع مجلس وزراء الملك, وكان الشعب المغربي ومعاناة الشعب المغربي ومآسي الشعب المغربي اهم منها بكثير اتفاقيات التعاون في مجالات الصيد البحري مع روسيا الاتحادية، وتدريس اللغة العربية مع الجمهورية الفرنسية، وكذا التعاون في المجال القضائي، في المستوى الجنائي والمدني والتجاري، مع جمهورية أوكرانيا،
صحيح ان مجلس وزراء الملك اكد ولأول مرة ان المنظمات الدولية صادقة في كل تقاريرها ,فبلاغ الدياون الملكي بالحرف الواحد قال ان مجلس وزراء الملك قرر تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض. خلال سنتي 2021 و2022، وذلك بتوسيع الاستفادة من هذا التأمين لتشمل الفئات المعوزة المستفيدة من نظام المساعدة الطبية، وفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يمارسون نشاطا خاصا، حيث سيتمكن 22 مليون مستفيد إضافي من هذا التأمين الذي يغطي تكاليف العلاج والأدوية والاستشفاء، وهذا يعني أن 22 مليون مواطن على الأقل لاتزال ضمن الفئات المعوزة، وهو ما يمثل 63% من عدد سكان المغرب.
وإذا كان هذا اعتراف من الملك ووزرائه بالحقيقة المرة, فهذا يعني ان تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة الذي يضع المغرب في ذيل قوائم دول العام صادق، وتقارير البنك الدولي صادقة ومبنية على أسس صحيحة، ويعني أيضا ان تقارير هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراسلين بلا حدود ومنظمة الشفافية العالمية ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة الجريمة المنظمة والمخدرات وغيرها, كلها صحيحة ومبنية على أسس صحيحة.
وهو ما يؤكد بالملموس ان نظام ملك المغربي يجر الشعب المغربي الى الهاوية, ويدفع بالوضع الى الانفجار، وان ما يهمه هو الإبقاء على خدام اعتاب القصر والرعايا، والإبقاء على نمو الهولدينغ الملكي وتصاعد ارباحه, وموت المغاربة وفقرهم لا يعنيه في شي.
بقلم الكاتب والصحفي محمد سالم احمد لعبيد
