عام على استئناف النزاع المسلح: كيف أفشل الجيش الصحراوي رهانات المغرب

22
مرور عام على استئناف الكفاح المسلح: كيف افشل الجيش الصحراوي رهانات الاحتلال المغربي، و وضعه في مأزق حقيقي
مرور عام على استئناف الكفاح المسلح: كيف افشل الجيش الصحراوي رهانات الاحتلال المغربي، و وضعه في مأزق حقيقي

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. احدثت حرب الصحراء الغربية المندلعة منذ 13 نوفمبر 2020 تداعيات كبيرة على النظام المغربي الذي حاول التعتيم على الوقائع وتصوير ما يجري بانه مجرد دعاية اعلامية.

لكن المغرب يدرك ان حالة الحرب ستكون لها انعكاسات وخيمة على وضعه الاقتصادي فزيادة الانفاق العسكري ومتطلبات الحرب اليومية المكلفة ستزيد من تعقيدات الوضع في المغرب، فعلى سبيل المثال يقوم الجيش المغربي منذ اندلاع الحرب بعمليات كبيرة لنقل العتاد والجنود من الشمال نحو الصحراء الغربية بالإضافة الى تعزيز القوات الأمنية داخل المدن الصحراوية، فضلا عن المتطلبات المكلفة في حركة الطيران العسكري التي اصبحت على مدار الساعة بضواحي مدن الصحراء الغربية وعلى طول الجدار المغربي، يضاف الى ذلك النفقات المتعلقة بالإمداد وعمليات تحصين الجدار.

ومن شأن استمرار الحرب أن يؤثر على تواجد الشركات الأجنبية والاستثمار والسياحة، فضلا عن متطلبات مواجهة الرأي الداخلي بشأن الخسائر البشرية والتكاليف الاقتصادية، ([1])وينظر الى اندلاع الحرب في الصحراء الغربية كتهديد مباشر للعرش خاصة مع توقع اتساع رقعتها لتشمل الاراضي الصحراوية المحتلة، وهو ما دفع الحاخام المغربي “يوشيا بينتو” رئيس المحكمة الحاخامية العليا في المغرب واحد اهم الشخصيات المقربة من الملك محمد السادس، الى دق ناقوس الخطر حول تداعيات الحرب على العرش الملكي، حيث اوضح ان المغرب غير مستعد للحرب نتيجة لوضعه الداخلي والذي ازداد ضعفا نتيجة تفشي جائحة كورونا ([2]) .

وحسب مؤسسة “أتراديوس” المتخصصة في مجال التأمينات وإدارة الأزمات فان التطورات في الصحراء الغربية من شأنها ان تزيد من تعقيدات الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في المغرب، المتدهور منذ عام 2017 بسبب ارتفاع معدل البطالة والانقسام بين المناطق الحضرية والريفية، وعدم المساواة في الدخل، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية، والفساد مما يفرض زيادة الإنفاق الاجتماعي من أجل احتواء الاحتجاجات والذي سيودي الى إجهاد الخزينة التي تنتظرها تحديات امنية مرتبطة بالحرب في الصحراء الغربية ([3]).

وأدى غلق ثغرة الكركرات وإندلاع الحرب الى تعطيل الطرق البرية لتجارة المخدرات التي كانت تقودها شبكات مرتبطة بالنظام المغربي تضخ اموالا ضخمة في الخزينة المغربية تستغل في شراء مواقف الدول ، ودفعت الحرب عددا من الشركات الاجنبية المختصة في الاعمال و خدمات الامن في العالم الى التحذير من خطورة الوضع واثره على عمل الشركات والاستثمارات الاجنبية داخل المغرب وبالأراضي الصحراوية المحتلة، وفي هذا السياق نصحت شركة “جاردا وورلد” المختصة في توفير حلول الأعمال وخدمات الأمن في العالم، الشركات والسياح بعدم ولوج الصحراء الغربية، وتوقعت تصاعد حدة التواتر من خلال اندلاع المظاهرات في كبرى مدن الصحراء الغربية ([4]) .

و توقعت مجموعة AKE الدولية المتخصصة في الاستشارات حول المخاطر السياسية والامنية في العالم، ان تتسبب الحرب في وقف صادرات الفوسفات وغيره من الثروات الطبيعية الموجودة في الار اضي الصحراوية المحتلة ([5])، فيما حذر مركز المراقبة الجوية بجزر الكناري من خطورة المجال الجوي للصحراء الغربية، ولم تستبعد إدارة الطيران الفيدرالية الامريكية اتساع العمليات العسكرية، وامكانية استعمال جبهة البوليساريو للأسلحة المضادة للطيران ([6]) .

لقد ادت الحرب في الصحراء الغربية الى فشل الاستراتيجية التي راهن عليها المغرب منذ سنوات، والممتثلة في تحويل ثغرة الكركرات الى معبر دولي وضمان مرور أنبوب الغاز النيجري عبر الأراضي الصحراوية المحتلة وتحويل هذه الاخيرة الى منطقة نفوذ للقوى الاجنبية، وإنعاش حركة تجارة المخدرات التي ظل يعول عليها المغرب في دعم اقتصاده، وخططه في منطقة الساحل.

لق راهن المغرب منذ ديسمبر الماضي في ان يساهم اعلان “دولاند ترامب” في الدفع بالدول الكبرى خاصة الأوروبية الى اعلان الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، غير ان الموقف الدولي الرافض لقرار واشنطن اخلط اوراق الرباط وجعلها تدخل في مواجهات دبلوماسية مع عدد من البلدان الوازنة كألمانيا، اسبانيا، كينيا، جنوب افريقيا والاتحاد الافريقي، كما ان الاعلان أضعف الموقف المغربي ورهن حساباته، بل و تحول الى ورقة ضغط لدى ادارة الرئيس “جو بايدن” التي نجحت في اخضاع المغرب وجعله يتخلى عن شروطه التي وضعها امام تعيين مبعوث شخصي جديد الى الصحراء الغربية.

————————————–

[1] سیدی اوکل، دبیر کل وزارت امنیت و اسناد صحراوی به «الحوار» گفت: ارتش مراکش خسارات سنگینی به ما وارد کرده است، روزنامه الحوار، 02 دسامبر 2020، https:// 2u.pw/T79Bb
[2] آیا یهودیان مراکش پس از تشدید عملیات نظامی انجام شده توسط ارتش صحرا، خطری که تاج و تخت مراکش را تهدید می کند، احساس کردند؟، سمودانت، 26 نوامبر 2020، https://2u.pw/bz5rs
[3] گزارش کشور مراکش – آوریل 2021. Atradius. 14 آوریل 2021. https://2u.pw/7LYjp
[4] نیروهای امنیتی مراکش عملیاتی را در صحرای غربی آغاز کردند. دنیای گاردا. 13 نوامبر 2020 https://2u.pw/W4Z9B
[5] مراکش: صحرای غربی – درگیری نادیده گرفته شده. Akegroup.26 نوامبر 2020. https://2u.pw/u607T
[6] مراکش / صحرای غربی – نگرانی های احتمالی درگیری. فضای امن 13 نوامبر 2020. https://2u.pw/8Uj38

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس