مستشار الامن القومي الامريكي السابق,: ” إدارة بايدن قالت بالفعل إنها ستراجع هذا القرار وأعتقد أنه يمكنها إلغاؤه”.

13
مستشار الامن القومي الامريكي السابق,: ” إدارة بايدن قالت بالفعل إنها ستراجع هذا القرار وأعتقد أنه يمكنها إلغاؤه”.
مستشار الامن القومي الامريكي السابق,: ” إدارة بايدن قالت بالفعل إنها ستراجع هذا القرار وأعتقد أنه يمكنها إلغاؤه”.

افريقيا برسالصحراء الغربية. أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق السفير جون بولتون، أن إعلان إدارة الرئيس الجديد جو بايدن مراجعة قرار الرئيس السابق دونالد ترامب حول الصحراء الغربية مؤشر على إمكانية إلغائه.

وفي تعليقه على القرار الأمريكي الأخير حول الصحراء الغربية، أوضح بولتون، أنه “لم تكن هناك مشاورات مسبقة من قبل حكومة الولايات المتحدة وإدارة ترامب مع جبهة البوليساريو، أو حكومة الجزائر أو موريتانيا أو أي جهة أخرى غير المغرب، وبالتأكيد ليست هذه الطريقة التي تمارس بها الدبلوماسية”.

وقال بولتون، إن “قرار ترامب حول الصحراء الغربية كان خطأ لا يعكس السياسة الأمريكية القديمة، أعتقد أن إدارة بايدن قالت بالفعل إنها ستراجع هذا القرار وأعتقد أنه يمكنها إلغاؤه”.

وأوضح بولتون، أن ما يقع اليوم في الصحراء الغربية، هو نتيجة طبيعية لفشل سياسة الأمم المتحدة في أداء مهامها بعد ثلاثة عقود، وعرقلة المغرب لاستفتاء تقرير المصير الذي وافق عليه الجميع في سنة 1991.

وأضاف بولتون: “أود أن أقول كما قلت سابقاً عندما كنت مستشاراً للأمن القومي، لقد مر ما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن حيث منع المغرب الأمم المتحدة من إجراء استفتاء لشعب الصحراء الغربية وتحديد مستقبلهم، فوقف إطلاق النار هو جزء من مهام المينورسو وليس السبب الوحيد الذي تم بموجبه إنشاء هذه البعثة التي تكمن مهمتها الأساسية في تنظيم الاستفتاء، وإذا لم يقبل المغرب بالاستفتاء، فإنه لا ينبغي أن يكون هناك وقف لإطلاق النار”.

واعتبر بولتون، أن “الأمم المتحدة لا يمكن أن تصبح طرفاً في النزاع من خلال التمسك بوقف إطلاق النار ومنع الاستفتاء، فهي بهذه الطريقة تنحاز للمغرب. الآن لا أعرف لماذا تستمر الأمم المتحدة في فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً لمدة 30 عاماً دون تحقيق النتيجة التي كانت مقصودة منذ البداية”.

وأكد الدبلوماسي المخضرم، أن كل هذا “مضيعة للموارد وللوقت، وغير عادل لجميع الأطراف المعنية وبشكل خاص للصحراويين الذين لا يريدون شيئاً سوى أن يكونوا قادرين على التصويت على تقرير مصيرهم”.

وفي معرض حديثه مع “المركز الجزائري للدبلوماسية الاقتصادية”، قال جون بولتون أيضاً: “لقد ساعدت في كتابة قرار مجلس الأمن في عام 1991 الذي أنشأت بموجبه بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، ومن اسمها يتضح أنه لم يكن الغرض من إنشائها مجرد مراقبة وقف إطلاق النار بين البوليساريو وحكومة المغرب، ولكن لإجراء الاستفتاء الذي كان فكرة حل وضع إقليم الصحراء الغربية الذي كان محل نزاع منذ نهاية الحكم الاستعماري الإسباني في عام 1975”.

وقال بولتون: “أثناء المفاوضات التي قادها جيمس بيكر عام 1997 في هيوستن وفي أماكن أخرى كالبرتغال وبريطانيا وشارك عدد من الدول لأنهم أرادوا أن تحل القضية، لكن يجب أن أقول مع كل الاحترام لأصدقائنا في باريس، الفرنسيون لم يساهموا كباقي الدول من أجل الحل، وكان عليهم أن يفعلوا ذلك، لذا أعتقد أن أوروبا بحاجة إلى دعم الاستفتاء”.

واستطرد قائلاً: “فيما بعد عدت كمتطوع لمساعدة جيمس بيكر في عام 1997 عندما أصبح المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، وعمل جيمس بيكر بجد خلال عام 1997 بأكمله حتى توصلنا إلى ما أطلقنا عليه اتفاقيات هيوستن، حيث التزم المغرب مرة أخرى بشكل غامض بإجراء الاستفتاء ثم عرقله مرة أخرى”.

وكشف بولتون، أن “سياسة الولايات المتحدة وعلى مدى عقود ظلت ثابتة، وكانت تقوم على أن وضع الصحراء الغربية وعودة اللاجئين الصحراويين يمر عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه، ولم تعترف يوماً بسيادة المغرب على الإقليم”.

وشدد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق على أن “السيادة على الإقليم يحددها شعب الصحراء الغربية، وكان ينبغي أن تتاح للصحراويين الفرصة ليقرروا بأنفسهم ما يريدون.. لذلك أعتقد أن الأمر برمته هو مثال لما يقرب من 30 عاماً من فشل الأمم المتحدة في القيام بشيء وافق عليه الجميع في عام 1991”.

وفي ختام اللقاء، خلص بولتون إلى أن “المغرب يوجد في عزلة إقليمية وقارية خاصة على مستوى الاتحاد الإفريقي، وإذا أصر على مواصلة احتلال الصحراء الغربية وعدم الوفاء بالتزاماته وقبول تنظيم استفتاء لتقرير المصير، سوف يؤدي ذلك إلى مزيد من المشاكل بالمنطقة ويزيد من عزلته”.