مع تفشي كورونا..سائق سيارة إسعاف يصبح بطلا في نيبال

23

الصحراء الغربية – افريقيا برس. أصبح سائق سيارة إسعاف في نيبال -والذي ‫يمارس أيضا طقس “ثقب اللسان” في مهرجان شعبي يرجع أصله إلى العصور ‫الوسطى- مصدرا للإلهام، حيث وجدت هذه الدولة -الواقعة في منطقة جبال ‫الهيمالايا- نفسها في خضم أزمة تتعلق بسيارات الإسعاف بسبب الخوف والوصمة ‫المرتبطين بفيروس كورونا.

‫ومنذ فرض حالة الإغلاق بنيبال في مارس/آذار الماضي، ناضل النيباليون من ‫أجل استدعاء سيارة إسعاف بسبب نقص أعداد السائقين، وأدى رفض السائقين نقل ‫المرضى المصابين بالحمى وغيرهم ممن يعانون من أعرض كورونا إلى وفاة ‫العديد من الأشخاص.

‫‫وسجلت وسائل الإعلام النيبالية مئات مثل هذه القصص عن أشخاص لم يجدوا ‫سيارات الإسعاف التي تنقذهم، بالإضافة إلى رفض المستشفيات تقديم العلاج للمرضى ‫الذين ظهرت عليهم أعراض كورونا، أو الجثامين التي تراكمت عدة أيام ‫لأنها لم تجد من يهتم بها بسبب الخوف والوصمة المرتبطين بالجائحة، أو ‫نتيجة نقص أدوات الحماية الشخصية.

‫ومع ذلك، لم يتوقف بوذا كريشنا باجا شريستا (49 عاما)، الموظف بمستشفى الصداقة ‫النيبالية الكورية الحكومي، مطلقا عن أداء عمله رغم الضغوط التي تعرض ‫لها من جانب أسرته وأصدقائه وجيرانه، طالبين منه الحصول على إجازة من ‫عمله.

‫وقال شريستا لوكالة الأنباء الألمانية “قدمت خدمات سيارات الإسعاف لأكثر من 300 مريض ‫منذ الإغلاق الذي فرضته الحكومة في 24 مارس/آذار الماضي، وجاءت عليّ ‫أوقات كنت أعمل خلالها طوال 24 ساعة في اليوم”.

‫وأضاف شريستا أن الأخبار التي لا تنتهي حول نقص سيارات الإسعاف في ‫بلاده حفزته على العمل بمزيد من الجد، وتابع “لأول مرة خلال فترة عملي التي ‫امتدت لنحو 18 عاما؛ جعلتني الجائحة أفهم الشكل الحقيقي للأزمة، وذلك ‫عندما قلت لنفسي إنه من الأفضل أن أموت على أن أجلس وأشاهد الناس ‫يموتون بسبب عدم توفر سيارات الإسعاف.

‫وكان هاتف شريستا يرن بلا توقف كل يوم منذ الصباح الباكر حتى وقت متأخر ‫من الليل، اتصالات لا تنتهي من المرضى والعاملين بالمستشفيات. وأحد العوامل التي فاقمت أزمة سيارات الإسعاف تمثل في أنه لا يوجد سوى 3 آلاف سيارة منها فقط في جميع أنحاء نيبال، وهو عدد ضئيل لا يكفي ‫لتلبية الطلب في أوقات الأزمات.

‫‫وصار على شريستا نفسه أن يواجه الوصمة عندما واصل عمله في نقل المصابين ‫بكورونا، رغم تحفظ أقاربه وجيرانه الذين يخشون من أن يصاب ‫بالعدوى. وفي هذا الصدد يقول شريستا “بعض جيراني أطلقوا عليّ اسم حامل ‫الفيروس، وكانوا يهربون من أمامي”.

‫وكان شريستا معروفا في باكتابور، إحدى المدن التاريخية الثلاث بوادي ‫كاتماندو الشهيرة بثقافتها، وتراثها الذي ينتمي للعصور الوسطى.

‫فأثناء مهرجان “ثقب اللسان” الذي يُحتفل به في أبريل/نيسان مع ‫بداية كل عام نيبالي جديد، يتجمع مئات الآلاف من السكان لمشاهدة شريستا ‫وهو يسير في أنحاء المدينة وقد اخترقت إبرة حديدية طولها 25 سنتيمترا ‫لسانه.