هل كانت قضية الصحراء الغربية وراء تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر؟

35
هل كانت قضية الصحراء الغربية وراء تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر؟
هل كانت قضية الصحراء الغربية وراء تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر؟

افريقيا برسالصحراء الغربية. طرح إعلان إرجاء الجزائر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جون كاستيكس العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء التأجيل في آخر لحظة، والتي كانت مقررة يوم الأحد المقبل، ليترأس مع نظيره الجزائري عبد العزيز جراد أشغال اللجنة العليا المشتركة التي لم تنعقد منذ 2017.

وعزت باريس التأجيل لأسباب صحية، بالنظر إلى انتشار جائحة كورونا، غير أن هذا المبرر لم يلق القبول بحكم أن قرار عقد القمة اتخذ في ظل الجائحة. وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي إن “جائحة كوفيد-19 لا تسمح بأن تكون هذه الوفود في ظروف مُرضية تماما”.

وأضاف أن اللجنة الحكومية الفرنسية- الجزائرية “أُرجئت بالتالي إلى موعد لاحق يكون فيه السياق الصحي أكثر ملائمة”. في حين لم يصدر عن الجزائر بعد أي بيان رسمي حول تأجيل زيارة كاستيكس، وإن كان مراقبون يرون أن القرار تمثل في إلغاء الزيارة وليس فقط تأجيلها.

وذكرت تقارير إعلامية في الجزائر وفي فرنسا أن مرد الإلغاء كان التحفظات التي أبدتها الجزائر بعد تخفيض فرنسا في عدد الأفراد في الوفد المرافق لرئيس الوزراء الفرنسي بسبب الجائحة ووجدته الجزائر غير كاف.

وكان من المنتظر انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة كل من كاستكس وجراد، لتقييم العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة منها الاقتصادية. ومعلوم أن فرنسا تراجع ترتيبها في سلم شركاء الجزائر الاقتصاديين لحساب كل من الصين وتركيا.

وعقد آخر اجتماع للهيئة المشتركة التي تعنى بتقييم التعاون الاقتصادي بشكل خاص في نهاية 2017، ما حل وفق متابعين إلى البرودة التي تطبع العلاقات بن البلدين، خاصة وأنه ما بين كانون الأول/ ديسمبر 2017 إلى بداية 2020 مع بدء انتشار الجائحة لم تكن هناك أي موانع تحول دون انعقاد الهيئة.

وفي قراءته لخلفيات إرجاء الزيارة، قال زين شرفاوي، رئيس تحرير جريدة “الوطن” الناطقة باللغة الفرنسية، “الواقع أن رئيس الوزراء الفرنسي لن يأتي إلى الجزائر يوم السبت.

وبناء على طلب الجزائر تم تأجيل هذه الزيارة مرة أخرى. استشهد ماتينيون (قصر الحكومة) بأسباب صحية تتعلق بـكوفيد-19. كما أصدر ماتينيون بيانا صحافيا في الساعة 8 مساء يوم الخميس يقول إن الاجتماع قد تم تأجيله باتفاق متبادل لأسباب صحية”.

ويرى زين شرفاوي، في تصريح لـ”القدس العربي”، أن حجة الوضع الصحي غير مقنعة “في رأيي ، يمكن تفسير هذا التأجيل لسببين: تم تقليص الزيارة إلى يوم واحد (بدلاً من اثنين) وأربعة وزراء من قبل ماتينيون. لذلك تبدو الجزائر غير راضية عن هذا الشكل المصغر” الذي وضعت فيه الزيارة.

ويورد رئيس تحرير جريدة “الوطن” معطى آخر تزامن مع إلغاء الزيارة ويتعلق بإعلان حزب “الجمهورية إلى الأمام” الحاكم وهو حزب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عن إنشاء فرع له بمدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية.

ويقول المتحدث في هذا الشأن “إن الإعلان في نفس اليوم عن افتتاح فرع -الجمهورية إلى الأمام- بالداخلة، كان سيئا للغاية في الجزائر العاصمة. وبالنسبة للكثير من المتابعين فإن ذلك يؤكد انحياز فرنسا للمواقف المغربية”.

وأضاف قائلا “وأعقب هذا الإعلان أيضا أنشطة سياسية ودبلوماسية أخرى في نفس اليوم: اجتماع مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ، واجتماع وزير الخارجية الفرنسي لودريان مع نظيره المغربي”، ناصر بوريطة.

من جانبه، قال الصحافي محمد مهدي المتابع للعلاقات الجزائرية الفرنسية “شخصيا لا أظن أن لديها علاقة بالأحداث الأخيرة”. وعن علاقة الإرجاء بفتح فرع للحزب الحاكم بفرنسا بمدينة الداخلة، قال مهدي لـ”القدس العربي” إنه “يمكن جدا أن يكون ذلك السبب”.

واعتبر المتحدث أن “المثير للدهشة هو أن فرنسا الرسمية عادة ما تحاول حلحلة العلاقة مع الجزائر قبل كل انتخابات رئاسية”، والدارج حسبه “أن فرنسا تحاول أن تكون الجزائر في صفها قبل أي انتخابات فرنسية”. وتساءل “ما الذي تغير هذه المرة؟ وهل هو خطأ ارتكبه حزب الجمهورية إلى الأمام؟ وهل أمر عادي أن يفتح حزب فرنسي فرعا له في بلد أجنبي؟”.

وكان رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة قد استقبل رئيس أركان الجيوش الفرنسية فرنسوا لوكوانتر بمقر قيادة الأركان بالجزائر العاصمة، الخميس، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، وذلك قبل انتشار خبر تأجيل زيارة كاستيكس، وطلب الفريق شنقريحة من نظيره الفرنسي أن تسلم بلاده خرائط التجارب النووية الفرنسية بالجزائر. القدس العربي