هل يسعى المغرب الى حسم الصراع عسكريا؟

15
هل يسعى المغرب الى حسم الصراع عسكريا؟
هل يسعى المغرب الى حسم الصراع عسكريا؟

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. قد يستغرب البعض من طرح السؤال، لكني وبكل شفافية وواقعية مؤلمة ساتطرق من خلال اسطر هذه الورقة الى ما دفعني لطرح السؤال، ولكن وقبل ان يبدا المنتقدو من رمي سهامهم اود ان اشير الى ان ما سيرد هو راي شخصي مبني على قراءة متانية للاحداث والتغيرات على ساحة الصراع التي ليست محصورة بالضرورة على الاحداث التي بدات في الثالث عشر من نوفمبر بل قبل ذلك بسنوات.

لا يخفي على المتتبع العادي ان المغرب والجزائر في سباق تسلح محموم ويمثلان في ذلك وبشكل جلي سباق بين قوى عظمى ” وكانهما ما زالا يعيشان في حقبة الاستقطاب الشرقي والغربي ” ومع حركة الزمن يزداد الاستقطاب توسعا بدخول اطراف اخرى لاهداف مختلفة قد تكون مسالة الصحراء الغربيه في عمقها او قد تكون اهداف جيو استراتجية واقتصادية اخرى اعمق بكثير من مسالة الصحراء الغربية هي السبب.

منذ وقف اطلاق وبينما نحن في “سبات عميق” استرجع العدو انفاسه وبدات ٱلته السياسية والعسكرية والدبلوماسية تستجمع قواها وترسم استراتجية محكمة لسل البساط من تحت “الشرعية” التي اعتمدنا عليها من خلال المنتظم الدولي، وذلك عن طريق تكريس الامر الواقع في الاراضي المحتلة بكل اريحية.

ثم العودة الى الاتحاد الفريقي لتوسيع نشاطهم الدبلوماسي، واستغلال وقف اطلاق النار لاعادة بناء قوتهم العسكرية الى ان اصبح التحدي موجه للحليف (كبرو اعظلهم).

قرابة الثلاثين سنة من وقف القتال كانت اكثر من كافية لتجعل من المغرب قوى عسكرية تضع نفسها في مقام دولة مثل الجزائر.

ويراها معظم المحللين والخبراء العسكريين كند للجزائر.

لن اتحدث بالتفصيل هنا عن الترسانة من الاسلحة والطائرات التي اقتناها المغرب عندما كنا ” في سبات”‘, لاني ادرك ان ذلك سيكون محبطا الى اقصى الحدود، فمجرد الحديث عن ما اضافه المغرب الى ترسانته من المسيرات من تركيا و”اسرائيل” والصين وامريكا سيكون كافيا و ” غمزية”.

لمن يعقل،المسالة هنا هي لماذا كل هذا العدد من المسيرات.

جميعنا يدرك نوع السلاح الذي حسم المعركة بين ارمينيا واذربيجان في صراعهما على جيب ناقورنو كرباخ.

لكن ما لم يعلمه الكثير منا ان نوع التسليح وخاصة المضادات الجوية التي تمتلكها ارمينيا هي نسخة طبق الاصل لما تمتلكه الجزائر اليوم!!!.

قد يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء اقتناء المغرب لهذا الكم الكبير من المسيرات.

فمعلوم ان المضادات التقليدية المعروفة عالميا اليوم عجزت عن صد هجمات المسيرات.

، ما لم يحدث تطوير لهذه المضادات وسيكون الحصول عليها على المدى القصير شبه مستحيل .

مازالت الطائرات المسيرة ذات الكلفة المعقولة والفعالية العالية تسيطر على السماء ومصدر رعب للكثير من الدول التي تعتمد على المضادات التقليدية التي صممت لاهداف تقليدية مثل الطائرات والصواريخ.

كما ان المسيرات المتطورة تعتمد في الاتصالات على الاقمار الصناعية وليس على الترددات الارضية التي يمكن كشفها او التشويش عليها.

وفي مقابل منظومة الصواريخ الجزائرية من قبيل اسكندر والتفوق الجوي بحصول الجزائر على طائرات تتفوق على قدرة “اف16” التي يمتلكها المغرب، يحاول المغرب وبتصميم خلق التوازن عن طريق الحصول على منظومة صواريخ باتريوت او حتى “القبة الحديدية” الاسرائلية.

ما علاقة ما ذكر بسؤالنا؟ان ما ذكر عن سباق التسلح بين الجزائر والمغرب ليس الا غيض من فيض فلم ناتي على ذكر التفاصيل وخاصة ما تعلق بالمدفعية الصاروخية ذات المديات المتوسطة والبعيدة والاسلحة المضادة للدروع ووسائل الاستطلاع الراداري الحديثة وغيرها على المستوى التكتيكي واللوجستي.

لكن ما يخصنا هنا هو التساءل حول الاستخدام المحدود والدقيق لطائرة واحدة مسيرة من ضمن سرب الطائرات المسيرة التي يبلغ عددها حسب مصادر مطلعة حوالي 18 مسيرة من انتاج دول مختلفة والتي يسعى المغرب الى زيادته قريبا عن طريق صفقة جديدة مع تركيا.

طائرة واحدة مسيرةتحلق فوق اجواء المناطق المحررة وتطرح حمولتها بدقة فوق اهدافها وبدقة متناهية.

هل هي رسالة تحذيرية ؟ عرض للقوة مثلا كفرصة اخيرة للتفاوض بمنطق القوي.

هل هي مجرد تدريب حي بالقتل على استعمال الطائرات المسيرة.

هل هي حرب نفسية للتاثير على معنويات المقاتل الصحراوي.

ان ما يثير الشك في اختيار الاهداف هو كونها جميعا اهداف منعزلة.

ولم يحدث ان استهدفت المسيرة المغربية اي من تمركزات الوحدات العسكرية سواءا كانت محمولة او ميكانكية.

، ولا اعتقد ان ذلك ناتج عن خطر تشكله هذه التمكزات على الطائرة المسيرة.

وانما لم تكن ضمن بنك الاهداف في الفترة الحالية.

وهذا هو الامر الخطير ففي اعتقادي المتواضع ان العدو يخطط لامر جلل يجب على القادة على جميع المستويات النظر فيه بعمق واتخاذ الاجراءات اللازمة وعدم اعطاء الفرصة للعدو للقيام بهجوم شامل بالمسيرات يستهدف كل المواقع في ان واحد.

واتمنى ان تؤخذة التدوينات التي كتبتها في بدايات هذه النسخة من الحرب.

ان تؤخذ بمحمل الجد وخاصة ما تعلق منها بتشكيل القوات.

” تكسير الوحدات الكبيرة الى جماعات صغير تملك القرار والاستقلال اللوجيستي وتحويل الجيش الى اشباح ” والتخلص من المركزية.

وفقنا الله واياكم لخير شعبنا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس