أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في خضم الثورة التكنولوجية التي أحدثها إدخال الذكاء الاصطناعي في حياتنا، أنشأ المعهد الدولي للتنمية الإدارية “ساعة أمان الذكاء الاصطناعي”، وهي أداة تقيس المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي وتتوقع موعد خروجه عن سيطرة الإنسان.
وقالت مجلة “فوكاس” الإيطالية إنه تم تصميم الساعة من قبل مركز “تونوماس” العالمي للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وقد تم ضبطها على 26 دقيقة قبل منتصف الليل، ومنتصف الليل هنا يرمز إلى نقطة افتراضية لا رجعة فيها، يمكن للذكاء الاصطناعي وقتها أن يُلحق أضرارًا لا يمكن إصلاحها بالبشرية.
تعتمد ساعة الأمان على مراقبة مستمرة لأكثر من ألف موقع إلكتروني وأكثر من 3000 موجز إخباري، وتجمع بين الابتكار والتحليل للتركيز على التحديات والمساعدة في منع الكوارث التكنولوجية.
تستلهم ساعة أمان الذكاء الاصطناعي في الواقع من “ساعة يوم القيامة” الشهيرة، وهي “ساعة نهاية العالم” الرمزية التي أنشأها “نشرة علماء الذرة” في عام 1947 لتسليط الضوء على المخاطر العالمية التي تهدد البشرية.
كانت الساعة مرتبطة في البداية بخطر نشوب صراع نووي، ولا تزال الساعة نشطة حتى اليوم وتأخذ في الاعتبار تهديدات وجودية أخرى مثل تغير المناخ والتقنيات الناشئة.
يتم تحديد كل حركة لعقارب الساعة من قبل لجنة علمية تُشير إلى مدى قربنا من “منتصف الليل”، وهي نقطة اللاعودة، وبالمثل، تدعو ساعة أمان الذكاء الاصطناعي إلى التفكير في المخاطر التي يشكلها على المدى الطويل ذكاء اصطناعي خارج عن السيطرة، في ظل الحاجة المُلحة إلى اتخاذ إجراءات جماعية لتجنب أخطر العواقب.
يشدد مبتكرو ساعة أمان الذكاء الاصطناعي على أن المشكلة لا تكمن فقط في التكنولوجيا، بل أيضًا في غياب التنظيم، لذلك من المهم إقامة تعاون بين شركات التكنولوجيا والحكومات من أجل تخفيف المخاطر.
يشار إلى أن ساعة الأمان ليست مجرد تحذير، بل هي أداة لتعزيز الوعي وتحفيز الحوار حول مستقبل مسؤول في استخدام أداة قوية مثل الذكاء الاصطناعي.
يقول مايكل ويد، مدير مركز “تونوماس” العالمي: “لا نريد إثارة الذعر، بل الدعوة إلى العمل، نحن في لحظة شديدة الخطورة، لكن لم يفت الأوان بعد، يمكن لتشريعات فعالة أن تُقلل الأضرار دون خنق الابتكار”.
تهدف الساعة إلى إشراك، بالإضافة إلى الجهات الفاعلة الرئيسية، الحكومات والشركات المُنتجة المذكورة أعلاه، وخاصةً الرأي العام، من أجل وضع استراتيجية مُشتركة تتجنب اقتراب العقارب بسرعة كبيرة من نهاية اليوم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس