في غزة.. شاب يصنع سيارة كهربائية من الخردة لذوي الاحتياجات الخاصة

9

الصحراء الغربية – افريقيا برس.  أصبح بإمكان الطفل زين أن يتجول بمفرده في محيط منزله بواسطة سيارة كهربائية محلية الصنع لذوي الاحتياجات الخاصة، صنعها قريبه مؤمن أبو ريدة باستخدام مواد مستعملة من الخردة في غزة.

يعاني زين (5 أعوام) من مرض أفقده القدرة على المشي منذ ولادته، ويقول والده جهاد للجزيرة نت “لقد تحسنت حالته النفسية كثيراً بعد السيارة الكهربائية، وأصبح مرتبطاً بها بشكل كبير”.

ولا ينام زين قبل الاطمئنان على وضع سيارته على الشاحن الكهربائي، لتكون بطاريتها ممتلئة وجاهزة للاستخدام خلال ساعات النهار.

ولم يكن باستطاعة والد زين -ويعمل فني كهرباء- شراء سيارة مستوردة لابنه لارتفاع ثمنها، وبدا سعيداً بتوفر مثل هذه السيارة في غزة بسعر مناسب.

إنجاز من الخردة
يقول صانع السيارة مؤمن أبو ريدة (29 عاماً)، للجزيرة نت، إن كلفة صناعة هذه السيارة لا تتجاوز 400 دولار، في حين ثمن السيارة المستوردة يصل إلى 2700 دولار.

واستخدم مؤمن مواد جلبها من سوق الخردة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لصناعة السيارة داخل ورشته الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 5 أمتار مربعة أسفل منزله المتواضع شرق المدينة.

ونجح مؤمن في صناعة نموذجين من هذه السيارة، واحدة خاصة بالأطفال ويستخدمها زين، والثانية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.

ويقول مؤمن إن صناعة السيارة استغرقت نحو أسبوعين من العمل اليومي، واجه خلالها عقبات تتعلق بأزمة انقطاع الكهرباء، وعدم توفر بعض المواد وقطع الغيار.

الفكرة
راودت مؤمن فكرة صناعة سيارة كهربائية بعدما لمس حاجة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن لوسيلة تساعدهم على التنقل وقضاء احتياجاتهم اليومية من دون الحاجة إلى مساعدة من غيرهم.

ويقول مؤمن “إن أعداد هذه الفئة شهدت ارتفاعا ملحوظا في غزة خلال السنوات الماضية بسبب الحروب والاعتداءات الإسرائيلية”.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من 130 ألفاً في غزة يعانون من أحد أنواع الإعاقة، ومن بينهم 25% يعانون من الإعاقة الحركية.

ويشعر مؤمن بكثير من التعاطف مع هذه الفئة، وأراد أن يحول إحساسه تجاههم إلى فعل بصناعة سيارة محلية وبسعر في متناولهم، في ظل واقع اقتصادي مترد في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاماً.

طموح
أحلام مؤمن وطموحه لا تحدهما جدران ورشته الصغيرة، التي تتناثر فيها قطع الخردة في كل مكان، ولا يكاد يستطيع التحرك داخلها بسهولة.

ويقول مؤمن “الصحافة اهتمت بالسيارة ولا أحد من المسؤولين كلف نفسه عناء الاتصال للبحث في إمكانية التطوير لصناعة المزيد منها لخدمة الناس”.

وأضاف “وضعي المادي صعب، واضطررت إلى بيع اللاب توب (الحاسوب المحمول) من أجل توفير المال لإنجاز السيارة، ورغم ذلك سأبذل كل جهد من أجل مواصلة الطريق”.

ويعكف مؤمن حالياً على تطوير جوانب متعلقة بمحدد السرعة في السيارة لجعلها أكثر أماناً من خلال تطوير لوحة إلكترونية محلية، في ظل ارتفاع ثمن اللوحات المستوردة، والقيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال الأجهزة والإلكترونيات إلى غزة.