استطلاع لخبراء إسبان: اتساع الهوة بين الحكومات والشعب حول قضية الصحراء الغربية

17
إستطلاع: خبراء إسبان يؤكدون اتساع الهوة بين حكومات بلادهم ورأي الشعب من قضية الصحراء الغربية
إستطلاع: خبراء إسبان يؤكدون اتساع الهوة بين حكومات بلادهم ورأي الشعب من قضية الصحراء الغربية

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. كثرت مؤخرا الشواهد على استفاقة الرأي العام الإسباني تجاه المطالب المشروعة للشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، ولم تعد تخفي الساحة الإسبانية دعواتها لحكومة بلادها أن تتحمل مسؤوليها تجاه هذا الحق، بل تجاهر بحتمية دعم إستقلال الصحراء الغربية وتعتبر أن المغرب جار لا يؤتمن.

موقف أصبح يتجدد في كل مناسبة، كشفه أحدث إستطلاع للرأي نشره الموقع الإسباني «إليكتومانيا»، المتخصص في إجراء استطلاعات الرأي في إسبانيا وأوروبا بشكل عام، حيث أبرز فيه أن «أكثر من 70% من الإسبان يساندون قيام دولة صحراوية مستقلة».

وأضاف الموقع الإسباني أن «المصوتين يمثلون كل الطيف السياسي الإسباني وينتمون لمختلف الأحزاب السياسية الإسبانية من اليمين إلى الوسط إلى اليسار».

ويتساءل العديد من المهتمين الإسبان على وجه الخصوص، عن متى ستأخذ الحكومات الإسبانية بعين الاعتبار مواقف الشعب الإسباني؟ ومتى يشكل هذا الموقف الشعبي عامل ضغط حقيقي، يفرض على الحكومة الإسبانية دعم الكفاح الصحراوي بشكل علني وصريح؟.

وللتعقيب على هذا الموضوع، إتصل موقع “الصحراء الغربية 24” بشخصيات إسبانية حقوقية إعلامية:

فيلبي بريونس الخبير القانوني والمدعي العام والأمين العام للرابطة الدولية للحقوقيين من أجل الصحراء الغربية، ذكر بأن «الموقف الذي إتخذته الحكومة الأسترالية بشأن الاستفتاء في تيمور الشرقية في عام 1999 كان ذكيا، حيث تحتفظ أستراليا بعلاقة استراتيجية مع إندونيسيا، لكنها استندت إلى الشرعية الدولية، وقبل كل شيء، إحترمت الرأي العام الأسترالي، لتبرير دعمها لعملية الاستفتاء لشعب تيمور الشرقية»، مضيفاً أن «كل الحقائق تشير إلى أن هذا التحالف الأسترالي الإندونيسي لم يضعف منذ ذلك الحين».

وشدد الخبير القانوني الإسباني على أن «هذا ما هو متوقع من حكومات إسبانيا أن تقوم به»، ليذكر «أنه ليس اليوم فقط البوليساريو، ولكن كذلك الشعب الإسباني، يطالب الحكومة الإسبانية بسياسة أكثر وضوحًا وتقدمًا تجاه الصحراء الغربية».

واستنتج فيليبي بريونس أن «الحكومة الإسبانية لا تبتعد فقط كثيراً عن الرأي العام فحسب، بل تسير في الاتجاه المعاكس».

من جانبه يرى الصحفي ألفونسو أرمادا الرئيس السابق لمنظمة «مراسلون بلا حدود» بإسبانيا، في تعقيبه لموقع “الصحراء الغربية 24” أن «سياسة الأمر الواقع التي تحاول بعض الاحزاب السياسية الإسبانية نهجها في تعاطيها مع القضية الصحراوية هي مخالفة وفي تناقض صارخ مع مشاعر غالبية الإسبان الواعين».

أما الدكتور والباحث الإسباني والمدير السابق للإذاعة والتلفزة الاسبانية بالصحراء الغربية إبان الاستعمار الإسباني،،بابلو دالماسيس، فيرى «أن الحكومات الإسبانية المتعاقبة مازالت تتحمل الإبتزاز المستمر لجار غير مريح، فإما يشجع على الهجرة غير الشرعية، أو يخلق توترًا على الحدود، أو مضايقات بالأراضي الإسبانية، بل إنه ينتهك المياه الإقليمية (جزر الكناري، مليلية، أو الأراضي الوطنية الإسبانية نفسها».

وقال الإعلامي والكاتب الإسباني بابلو: «هناك طلاق واضح بين الرأي العام الإسباني والحكومة، فالغالبية العظمى مؤيدة لحرية الصحراء الغربية، مقابل موقف جبان للحكومة»، مضيفا «وهو ما يصل إلى حدالسخرية التي يرتكبها الرئيس الحالي لملف الشؤون الخارجية عندما يشير إلى أن المغرب دولة صديقة، في حين أن الحقائق تدل على خلاف ذلك».

و ذكر المدير السابق للإذاعة والتلفزة الاسبانية بالصحراء الغربية أن «الحل الوحيد لقضية الصحراء الغربية هو أن يقرر الشعب الصحراوي مصيره طبقا للقانون الدولي».

جدير بالذكر أنه سبق أن كشف استطلاع للرأي قام به معهد”dym” الاسباني أن 89 بالمائة من الاسبان لا يثقون في النظام المغربي، ويعتبرونه ”شريكا غير مخلص وغير موثوق”، فيما يعتبر 55 بالمائة منهم أن سلطات بلادهم لم تتفاعل مع أزمة المغرب كما ينبغي.

وجاء في سبر آخر نشرته صحيفة ”بينتي مينوتس”، الاسبانية أن انعدام الثقة في نظام المخزن الجارة واسع للغاية بين المشاركين في سبر الآراء وصل إلى حدود 90 بالمائة في حين رأى 3 بالمائة من المستجوبين أن المغرب شريك موثوق وامتنع 7 بالمائة منهم عن الإجابة؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس