أفريقيا برس – الصحراء الغربية. عاد كفاح الشعب الصحراوي العادل الى التّسبّب في إحداث وجهات نظر متباينة في صفوف الإتئلاف الحكومي الإسباني ، في خضمّ المفاوضات التي يجريها حاليا رئيس الحكومة بيذرو سانتشيث للبقاء في سدّة الحكم أربع سنوات إضافيّة.
ويرى حزب سومار أنه ” على إسبانيا أن تتحمّل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الصحراوي، الى جانب دعمهم الكامل لحق هذا الأخير في تقرير المصير طبقا لقرارات الأمم المتحدة “.
وقد جرى الإثنين إجتماع بمقر النواب الإسباني بهدف تنسيق العمل الهادف الى الدفاع عن تطلّعات الشعب الصحراوي على مستوى المجال السياسي لحزب سومار ، وذلك بحضور الأخ عبد الله العرابي ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بإسبانيا، الذي أشاد بهذه المبادرة ، داعيا القوى السياسية الى ممارسة الضغط على رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية للعودة الى حظيرة الشرعية الدولية.
وأبرز الممثل بإسبانيا موقف إسبانيا كقوة مديرة ، مشيرا الى ضرورة إحترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصّلة بنزاع الصحراء الغربية. بالإضافة الى التفكير الجيّد في توحيد رؤى كل القوى السياسية في سياق هذا المسعى لتقوية المجموعة البرلمانية ” السلام والحرية للشعب الصحراوي ” كقناة للعمل البرلماني داخل أروقة مجلس النواب.
وذكّر الممثل بإسبانيا بأن الشعب الصحراوي ومعه حركة التضامن يأملون بأن تحتلّ القضية الصحراوية مكانا ببرنامج عمل الحكومة المقبلة ، مؤكدا أهمية إتخاذ إسبانيا لإجراءات ملموسة ومعقولة ومتجانسة مع مسؤوليتها القانونية والتاريخية بخصوص مسار تصفية الإستعمار.
وخلال الإجتماع، تقدّمت النائبة البرلمانية تسلم سيدي بجملة من النقاط المحوريّة تخصّ رزنامة العمل على مستوى مجلس النواب الإسباني.
ووجّهت نداءا بشأن التحلّي بالشجاعة السياسية ، داعيّة الى صرورة الإبتعاد عن الموقف اللاّشرعي للحزب الإشتراكي العمالي الإسباني، والتركيز حاليا على ” الذاكرة التاريخية ” ، مع وجوب إحترام حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، وكذا الحقوق الأساسية.
وأشارت البرلمانية المذكورة الى أهمية إطلاع حزب سومار على فحوى هذه الطروحات المرتكزة على الشرعية الدولية ، وطرحها أيضا على طاولة المفاوضات كخطوط عريضة للسياسات الخارجية.
ومن جهته، أعاد السيد كارلوص كورّوتشانو مسؤول العلاقات الدولية لحزب سومار الى الأذهان بأن القوى السياسية المنضويّة تحت راية سومار سبق لها أن جدّدت تعهّداتها بدعم المبادئ العامة، وإعطاء الأولوية للقضية الصحراوية كعامل يحظى بإجماع الكل داخل الإتلاف، وأن موقف سومار تمّ الإعراب عنه بكل جلاء في مناسبات عديدة ، كما يشهد على ذلك تجميد القمة على أعلى مستوى مع المغرب .
وبصلب رزنامة عمل حزب سومار هناك إصرار واضح على الوقوف ضد موقف الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني فيما يتعلق بالصحراء الغربية ، وحق الشعب الصحراوي يحتلّ الصدارة، بدعم من أحكام محكمة العدل الأوروبية السابقة ، والمسؤولية السياسية والأهمية التاريخية للوضعية.
وركّز السيد إنريكي سانتياغو الناطق البرلماني بإسم اليسار الموحد والنائب عن مجموعة سومار على الإبقاء على مسار الضغط تجاه بيذرو مانتشيث من خلال تشكيل المجموعة البرلمانية ، الى جانب المصادقة على تصريحات قوية وواضحة في مجالات السياسة الخارجية.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أوضح السيد مانو بينيذا البرلماني الأوروبي أن ” موقف سانتشيث المتعلق بالصحراء الغربية أحاديّ بما في الكلمة من معنى “، لا يمثّل لا التحالف الحكومي ولا وجهة نظر مجلس النواب ، الذي صادق على قرار ضد تغيير الموقف “.
وإعتبر مسؤول اليسار الموحد أن الإجتماع يمثل خطوة إيجابية لأنه ساهم في رسم معالم وقنوات للإعلام والتنسيق على مستوى مجال عملنا وتعزيز رزنامة التحرّك.
وكمسطرة عمل عاجلة، سطّر السيد بينيذا تحت أهمية وإستعجالية فضح إتفاقات الصيد بين المغرب والإتحاد الأوروبي بشأن النهب المفضوح للخيرات الطبيعية الصحراوية. وفي الوقت نفسه أشار الى مخاطر إجراء بعض مقابلات المونديال 2030 بالمغرب بالتقاسم مع كل من إسبانيا والبرتغال ، على إعتبار أن الرباط تريد إستغلاله لإضفاء الشرعية على إحتلال الصحراء الغربية.
جدير بالذكر أن حزب سومار بجميع مكوّناته تقدّم الى خوض الإنتخابات السابقة بهدفين طبقا لرغبة المنتسبين إليه: رسم سياسات إجتماعية طموحة ، والدفاع المستميت عن مسألة حقوق الإنسان. ومن أجل هاته الغايات، فإن حزب سومار يؤكد دعمه وسعيه الدؤوب من أجل المرافعة العلنيّة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير تماشيا مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، يوضح المتحدث بإسم ماص مدريد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس
