المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية: تنظيم وتوجيه

3
المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية: تنظيم وتوجيه
المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية: تنظيم وتوجيه

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. المؤتمر الحادي عشر للشبيبة الصحراوية: محطة سياسية تنظيمية بحاجة للمرافقة والتوجيهالجزء الثانيالتحديات والصعوبات التي واجهتها اتحاد الشبيبة خلال أربعة عقود من عملها ومسيرتها النضاليةكمنظمة جماهيرية مطالبة بان تكون وتبقى طلائعية ورائدة في الفكر والإبداع والتضحية العطاء

مقدمة:لقد تأسس اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب كمنظمة جماهيرية ليكون الإطار الجامع للشباب الصحراوي، مؤطرًا لنضالاته، ورافدًا من اهم روافد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

وعلى مدى عقود اضطلع الاتحاد بأدوار محورية ومركزية، حيث حمل على عاتقه مهمة تكوين وتأطير جيل الشباب، وتعزيز وعيه الوطني والسياسي،الاجتماعي والثقافي، وصون هويته الوطنية، مما جعله جيل ملتزم بقضية وطنه، ومواكب للتحولات الدولية، ومؤهل لقيادة المستقبل، بالإضافة إلى الانخراط القوي في المحافل الدولية دفاعًا عن القضية الصحراوية.

غير أن هذا المسار لم يكن سهلاً، ولا معزولا عن السياق الموضوعي الذي عاشه ويعيشه الشعب الصحراوي، إذ اعترضت طريق المنظمة جملة من التحديات والمعيقات الموضوعية والذاتية، المحكومة بطبيعة الحال بخصوصية السياق الاستعماري وظروف اللجوء، والتي قيدت قدرته في بعض الأحيان على تنفيذ جزء من برامجه بالفعالية المرجوة، فضلًا عن إكراهات تنظيمية وبيئية، يمكن أيجازها عموما فيما يلي:أولاً: تحدي الاحتلال وعدم الاستقرار السياسي:لقد شكل الاحتلال المغربي لجزء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العقبة الأولى أمام نهوض الاتحاد بكامل برامجه.

فسياسات نهب الثروات الطبيعية من جهة والقمع والملاحقات ضد الطلبة والشباب في المدن المحتلة من جهة اخرى، جعلت من الصعب تنظيم أنشطة علنية هناك.

كما أن غياب الحل السياسي العادل وغياب أفق واضح زاد من حالة القلق والإحباط لدى بعض الشباب، وهو ما أنعكس احيانا على حماسهم وانخراطهم في مختلف البرامج والأنشطة.

ثانيا: تحديات مرتبطة بظروف اللجوء:1- شحّ الموارد والإمكانيات: الاعتماد شبه الكلي على المساعدات الإنسانية جعل من الصعب تمويل أنشطة شبابية واسعة النطاق أو مستدامة.2- ضعف البنية التحتية: غياب مراكز شبابية مجهزة، نقص وسائل النقل، وضعف خدمات الاتصال والإنترنت حدّت من إمكانيات التكوين والتواصل.3- الضغط النفسي والهشاشة الاجتماعية: طول امد اللجؤ، وانعدام الفرص الاقتصادية المضرة للدخل، وارتباط الظروف المعيشية في غالب الاحيان بالدعم الانساني الغير مستقر، عوامل أدت إلى خلق حالة من الإحباط واللايقين لدى بعض الشباب، وانشغال نسبة منهم بتأمين متطلبات الحياة اليومية بدل الانخراط بفعالية في البرامج التنظيمية، وادت أحيانا إلى بروز ظواهر اجتماعية سلبية مثل الهجرة غير النظامية والجنوح، والانسحاب من العمل الجماعي.

ثالثا: تحديات مرتبطة بظروف الحرب والتحرير:1- القمع في الأراضي المحتلة: القيود الأمنية والحصار والقيود المشددة على الحركة والتجمعات والملاحقات ضد النشطاء الشباب في المدن المحتلة حالت دون انطلاق أنشطة الاتحاد هناك بشكل منظم وعلني، وجعلت التنسيق بين مختلف فروع الاتحاد مهمة معقدة ومكلفة.2- الانخراط العسكري: التحاق أعداد معتبرة من الشباب بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي حدّ من فرص تعبئتهم ودمجهم في البرامج المختلفة للاتحاد داخل المخيمات.

رغم توفر اليات تنظيمية يمكنها المساهمة في ذلك.3- تراجع الحماسة والاندفاعة الثورية: مع وقف إطلاق النار سنة 1991، برز فتور الحماسة النضالية لدى بعض الشباب نتيجة طول الانتظار وغموض الأفق السياسي، رغم ان فرصة العودة للكفاح المسلح 2020 كانت من المفروض أن تعطي زخماً جديداً للعمل والتواجد الشبابي في مختلف الميادين.4- غياب الاستقرار السياسي: استمرار النزاع المفتوح على كل الجبهات مع الاحتلال المغربي، وغياب حل أممي عادل، وفقدان الثقة بجدوى الوساطات الدولية، قضايا جعلت من التخطيط طويل المدى للبرامج الشبابية أمرا صعبا نسبيا.5- التشويه الإعلامي: الحملات المضادة التي يشنها الاحتلال المغربي في الساحات الدولية والإعلامية صعّبت في بعض الاحيان من مهمة الاتحاد في إيصال صوته والتعريف بقضيته.

رابعا: تحديات هيكيلية، تنظيمية وبنيوية:1- المسافة الجغرافية والانقسام المكاني: تواجد الشباب بين المخيمات، المناطق المحتلة، والمهجر، صعّب من التنسيق وتوحيد البرامج.2- عدم الأستدامة: الضغوط الاقتصادية والاجتماعية من جهة، ومقتضيات الحرب من جهة أخرى، جعلت بعض الأنشطة موسمية أو ظرفية أكثر منها برامج مستدامة.3- العوائق التنظيمية الداخلية: حالات الشغور في بعض المناصب القيادية، ضعف آليات المتابعة والتقييم،، تفاوت مستويات الانخراط بين الولايات وضعف التنسيق بين الهياكل المركزية والمحلية.

كلها تحديات أثرت على الأداء،وحدت نسبيا من فعالية الاتحاد.4- شروط الترشح لمختلف هيئات الاتحاد: فبينما يفترض أن تكون هذه الشروط وسيلة لترسيخ الجدية والكفاءة، أدّى تطبيقها العملي أحيانا إلى تضييق دائرة المشاركة، وإقصاء طاقات شبابية واسعة من المؤسسات الوطنية الأخرى، وهذا يتناقض مع روح خط الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ومع قانون المنظمة بحد ذاتها، اللذين يمنحان حق العضوية والترشح والانتخاب لكل الشباب الصحراوي الملتزم بخط وقيم وثوابت الجبهة.5- التأثيرات الثقافية الخارجية: الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي جعل الشباب أحيانًا في صراع بين الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الثقافية وبين الانجذاب إلى أنماط عيش بديلة.6- تراجع الدور الإعلامي للمنظمة: محدودية الإمكانيات التقنية والموارد البشرية المتخصصة، وغياب إدارة متخصصة في إنتاج محتوى إعلامي تنافسي باللغات الأجنبية لايصال صوت وصورة نضال وصمود الشعب الصحراوي، جعلت من الصعب على الاتحاد إنتاج محتوى إعلامي احترافي قادر على منافسة الروايات المضادة.

وحدت من قدرته على استقطاب متضامنين جدد، رغم ما يمتلكه من رصيد نضالي وأخلاقي معتبر.

خاتمة:وكخلاصة لايمكننا التطرق بإسهاب إلى كل التحديات والمعيقات التي واجهت المنظمة خلال مسيرتها النضالية لمدة اربعة عقود من الزمن، إلا انه يتضح أن منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب واجهت خلال السنوات الماضية عدة تحديات، ومنظومة معقدة من المعيقات البنيوية المرتبطة باللجوء، والقيود السياسية والأمنية المرتبطة بالحرب والاحتلال.

وهي عوامل مجتمعة حالت دون تنفيذ العديد من برامجها، لكنها لم تُسقط المنظمة من موقعها كإطار تعبوي رئيسي للشباب الصحراوي، ظل محافظا على دوره الطلائعي في تأطير الشباب وتوعيتهم بقضيتهم الوطنية،وتكوينهم وحماية وصون الهوية الصحراوية لدى الأجيال الجديدة في ظل ظروف اللجوء القاسية، رغم استحالت مقارنة ظروف الأمس بظروف اليوم لعدة اعتبارات.

وسنتطرق في الجزء الثالث من هذه السلسلة التي باشرناها التزاما منا بمرافقة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحادي عشر للاتحاد بحول الله إلى أفكار ومقترحات من شانها ان تساهم ولو بشكل متواضع في وضع خارطة طريق للقيادة المستقبلية للمنظمة لتجاوز جزء من المعيقات التي تحدثنا عنها في هذا الجزء، شريطة ان تتوفر تلك القيادة على جملة من القيم اهمها الإرادة، الصدق والنية الخالصة، القناعة بطواعية العمل والانضباط، والالتزام المهني والاخلاقي والسياسي.

عبيد الله الضعيف، المناضل قبل ان يكون الوزير: موسى سلمى لعبيد

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس