
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. – عبرت الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي عن تنديدها بحملات الاعتقال والترهيب التي طالت المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية قبيل مقابلة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي الجزائر والمغرب في ربع نهائي بطولة كأس العرب 2021 بقطر.
وطالبت الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي، في بيان لها، بملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن ممارسة كل هذه الجرائم، كما تطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتهم والخروج من وضعية المواقف السلبية وإجبار المغرب على إحترام تعهداته ذات الصلة.
وفيما يلي النص الكامل للبيان كما توصل به موقع “الصحراوي”:
بيان
وفق ما أفادت به “مؤسسة نشطاء” الإعلامية الصحراوية، فإن شرطة الإحتلال المغربي باشرت حملة ترويع وترهيب للمدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية قبيل مقابلة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي الجزائر والمغرب، التي جرت أطوارها بدولة قطر ضمن بطولة كأس العرب، يوم السبت 11 ديسمبر 2021، حيث تم اعتقال رئيسها الوالي لحماد، من منزل عائلته بمدينة العيون المحتلة واقتياده إلى وجهة مجهولة معصوب العينين، وقد تم تعذيبه بوحشية، كما تم تهديده بالإغتصاب داخل سيارة تابعة لشرطة الإحتلال المغربي، قبل أن يتم نقله إلى مقر ولاية شرطة الإحتلال المغربي وهو معصوب العينين أيضا، ليتم إخضاعه هناك للإستنطاق المصحوب بالسب والشتم والتهديد والوعيد، ليفرج عنه بعد 8 ساعات من الإحتجاز التعسفي وآثار التعذيب بادية على أنحاء من جسمه.
ومن جهة أخرى، فإن عناصر من شرطة الإحتلال المغربي حاولت قبل ذلك إختطاف الإعلامية الصحراوية، الصالحة بوتنگيزة، مراسلة التلفزيون الوطني الصحراوي والتي تمكنت من الإفلات من بين أيديهم.
وتؤكد الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي من خلال رصدها المباشر للأحداث أن قوات القمع المغربية من شرطة بزي رسمي ومدني وعناصر من القوات الشبه عسكرية “القوات المساعدة” عمدت إلى نشر العديد من سياراتها وآليات فض المظاهرات بشكل مكثف في الشوارع الرئيسية لمدينة العيون المحتلة وفي أنحاء متفرقة من المدينة، بل عمدت إلى إرغام أرباب المقاهي بالمدينة على إغلاقها حتى لا تكون أمكنة لتجمعات المدنيين الصحراويين الراغبين في متابعة مباراة كرة القدم المذكورة عبر شاشات أجهزة التلفاز بهذه المقاهي.
وفي وقت لاحق، قال شهود عيان إن قوات شرطة الإحتلال المغربي قامت بعد نهاية هذه المقابلة باعتقال عدة شبان صحراويين كانوا يعبرون عن فرحتهم إحتفالا بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم وأخضعت هؤلاء الشبان للإعتداء عليهم بالضرب والسحل.
ونشرت عدة مواقع للتواصل الإجتماعي مقاطع لڤيديوهات تظهر عناصر من شرطة الإحتلال المغربي وهم يعتدون بشكل جماعي بالضرب بالهراوات على مدنيين صحراويين إلى درجة سقوط أحدهم مغميا عليه، كما يظهر ڤيديو آخر عملية دهس سيارة تابعة لشرطة الإحتلال المغربي لشابين صحراويين كانا يمتطَيان دراجة نارية تم اعتقالهما ومباشرة تعريضهما للتعنيف بطريقة وحشية.
ويبقى المشهد الفاضح لعدوانية عناصر شرطة الإحتلال المغربي هو ما تضمنه ڤيديو آخر يوثق نزول أفراد يرتدون زيا مدنيا من سيارة رسمية تابعة لشرطة الإحتلال المغربي، وقيامهم بتعريض سيارات المدنيين الصحراويين التي كانت تجوب شوارع مدينة العيون المحتلة محتفية بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم على نظيره المغربي، للرشق وعن قرب بالحجارة وبشكل عنيف.
إن مشاهد الإستعمال المفرط للقوة من طرف قوات شرطة الإحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين التي عرفتها مدينة العيون المحتلة مباشرة بمناسبة إحتفال المدنيين الصحراويين بفوز المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم على نظيره المغربي، تعيد للأذهان حادثة وفاة المواطنة الصحراوية، صباح عثمان أحميدة، بعد أن تم دهسها َمن طرف سيارة تابعة لإحدى تشكيلات قوات القمع المغربية يوم 20 يوليوز 2019، بعد فوز المنتخب الوطني الجزائري بكأس إفريقيا للأمم وعدم إسعافها، حيث عمدت أجهزة الإحتلال المغربي آنذاك إلى منع المدنيين الصحراويين السلميين من الإحتفال في الشوارع بذلك الفوز وتم استهدافهم باستعمال القوة من قبل قوات شرطة الإحتلال المغربي، ناهيك عن إستهداف آخرين في بيوتهم، وقد يكون الأمر في بعض الأحيان رد فعل إنتقامي ضد مدني صحراوي لا علاقة له بالحدث، وإنما للتنكيل به حتى تكون رسالة لكل المدنيين الصحراويين.
وتأتي هذه الممارسات التي تعقب عادة سلطات الإحتلال المغربي على أخبار حدوثها بالنفي أو باتهام المتظاهرين الصحراويين بارتكاب ما تعتبره “أعمال فوضى وشغب” أو بالإشارة إلى أنها ستقوم بالتحقيق حول مزاعم حدوث الإنتهاكات المرتكبة من طرفها المصاحبة لهذه الأحداث، وبعد فترة تطوي ملفها ولا يتم التطرق إليها إطلاقاً، كالعديد من الحالات التي مضى عليها سنوات، وهو ما يعتبر تكريسا لسياسة الإفلات من العقاب وتحفيزا وتشجيعا لعناصر شرطة الإحتلال المغربي لارتكاب المزيد من الفظاعات في حق المدنيين الصحراويين.
إن الهيئة الصحراوية لمناهضة الإحتلال المغربي إذ تدين بشدة إستمرار قوات شرطة الإحتلال المغربي في التمادي في الإعتداءات العنيفة والتعذيب والاعتقالات التعسفية لعدد من الإعلاميين والنشطاء الصحراويين، فإنها تطالب بملاحقة وبمحاسبة المسؤولين عن ممارسة كل هذه الجرائم، كما تطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتهم والخروج من وضعية المواقف السلبية وإجبار المغرب على إحترام تعهداته ذات الصلة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس