أفريقيا برس – الصحراء الغربية. قال خبراء جزائريون إن الجزائر متمسكة بعدم الانخراط في أي محادثات بين المغرب وجبهة “البوليساريو”. الخبراء أكدوا في حديثهم لـ”سبوتنيك”، أن الجزائر رغم استضافتها للاجئين الصحراويين إلا أنها لا يمكنها الانخراط في المحادثات وأن موقفها ثابت من القضية لن يتغير، حيث أنها ترى أن جبهة البوليساريو يجب أن تخوض المحادثات مع المغرب بنفسها، حيث أنها المعنية بالقضية.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الجزائر عدم رغبتها بالمشاركة في أي موائد مستديرة حول وضع الصحراء الغربية، لأنها ليست طرفًا في النزاع، وذلك بعد دعوة الأمم المتحدة للانخراط في المحادثات.
مسؤولية مجلس الأمن
وأشار الدبلوماسي في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية إلى، أن “القيادة كانت حاضرة في مفاوضات سابقة لحل الأراضي المتنازع عليها. لكن الرباط عرضت دولة الجوار على أنها جانب من المواجهة المسلحة، رغم أن جميع قرارات مجلس الأمن تشير إلى أن المشاركين في الصراع هما المغرب وجبهة البوليساريو”.
جولة دي ميستورا
وأجرى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا العديد من اللقاءات خلال يناير/ كانون الثاني المنصرم مع أطراف الأزمة. كما زار مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث من المقرر أن تستأنف المحادثات الفترة المقبلة بين الأطراف حال التوصل لاتفاق على ذلك.
علاقة دول الجوار بالأزمة
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن: دعوة المغرب إلى انخراط الجزائر هدفها تغيير الحقيقة حول أن قضية “الصحراء الغربية” هي قضية “تصفية استعمار”، وأنه لا جدوى من المساعي المغربية، وسياسة الهروب إلى الأمام، حيث أنها لا يمكنها أن تغير موقف الأمم المتحدة من عدالة القضية، والمسجلة كقضية تصفية استعمار.
حقوق تاريخية
وأوضح أن دعوة الأمم المتحدة للحوار بين المغرب والبوليساريو، هي تأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. واعتبر أن الدعوة تحمل رسالة واضحة من الأمم المتحدة على أن الخروقات والخروج عن قواعد القانون الدولي الذي ترتكبه المغرب مرفوض، وغير مقبول خصوصا بعد نقضه لاتفاق وقف إطلاق النار.
ما سر رفض الجزائر؟
من جانبها، قالت حدة حزام، السياسية الجزائرية، إن الجزائر ليست طرفا في القضية حتى وإن كانت تدعم الشعب الصحراوي في نضاله، وتستضيف لاجئين صحراويين على ترابها، فإنها دائما رفضت إقحامها كطرف في القضية مثلما تريد ذلك المملكة المغربية.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”، أن المغرب تريد إقحام الجزائر كطرف في القضية حتى ترفض أي حلول مقترحة من طرف الجزائر. وشددت على أن، “الجزائر رفضت في وقت سابق عرض الملك الحسن الثاني بتقسيم الصحراء بين الجزائر وموريتانيا والمغرب، وهو ما يؤكد عدم وجود أي أطماع لها”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن البوليساريو جلست مع المغرب في وقت سابق خلال فترة التسعينيات من أجل التفاوض وهو ما يجب أن يتم. وتعد مشكلة الصحراء الغربية أهم المشاكل المطروحة على الساحة السياسية لدول المغرب العربي على وجه الخصوص؛ وتعد واحدة من أهم الأسباب الرئيسية في توتر العلاقات المغربية – الجزائرية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قرر، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تعيين الدبلوماسي السويدي، ستيفان دي ميستورا، مبعوثا أمميا إلى الصحراء الغربية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس