إنطلاق أعمال الندوة الرابعة لبلديات مقاطعة قادس للتضامن مع الشعب الصحراوي

351
مريم السالك احمادة، والي ولاية أوسرد في الصحراء الغربية
أعمال ندوة البلديات والمؤسسات المتضامنة مع الشعب الصحراوي في مقاطعة قادس بجنوب إسبانيا (21/10/2021)

نفعي أحمد محمد

أفريقيا برسالصحراء الغربية. انطلقت في مقاطعة قادس “بالإسبانية: Cádiz، كـاديث” بجنوب إسبانيا أعمال ندوة البلديات والمؤسسات المتضامنة مع الشعب الصحراوي في طبعتها الرابعة والتي تحتضنها مدينة بورتو ريال، (Puerto Real) الصديقة مع دائرة تشلة بولاية أوسرد ضمن اتفاقية تعاون منذ العام 1991.

الحدث الذي يحضره عن الجانب الصحراوي والي ولاية أوسرد مريم السالك احمادة برفقة ممثل جبهة البوليساريو بإقليم الأندلس محمد زروق الجماني،  شهد مشاركة تمثيل عن مختلف تشكيلات ألوان الطيف السياسي في المنطقة.

وتربط بلديات الجمهورية الصحراوية عدة إتفاقيات تضامن وتعاون وشراكة مع نظيرتها بالمنطقة، تتوج سنويا بمواقف سياسية داعمة ومشاريع إنسانية مرافقة للشعب الصحراوي في مختلف المجالات.

الصمت الإسباني الرسمي مخجل وغير مبرر

ايلينا أمايا (Elena Amaya)، رئيسة بلدية قادس في جنوب إسبانيا

في الكلمة الافتتاحية لفعالية التضامن مع الشعب الصحراوي أعربت رئيسة بلدية قادس ايلينا أمايا، عن أسفها من استمرار مواقف “خذلان” الحكومات الإسبانية المتعاقبة للشعب الصحراوي التي تستمر معاناته وسط صمت إسباني رسمي وصفته بالمخجل وغير المبرر. ودعت أمايا إلى ضرورة الانسجام مع المواقف المعبر عنها قيادة وشعباً من قبل البلديات وحركة التضامن الواسعة على مختلف الأقاليم الإسبانية، حيث قالت: ” قبل عام كنا خلال ندوة La Rota نمني أنفسنا بأن ننظم ندوة هذا العام والشعب الصحراوي قد حصل بالفعل على حقوقه المشروعة، لكن الحقيقة المرّة هي أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بفعل حالة الحرب والوضعية الوبائية وخروقات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة”.

دور الأمم المتحدة؛ حل النزاع وليس إدارته

مريم السالك احمادة، والي ولاية أوسرد في الصحراء الغربية

عضو الأمانة الوطنية والي ولاية أوسرد مريم السالك احمادة استعرضت أمام المشاركين في الندوة أوضاع الشعب الصحراوي وظروفه المعيشية، ما بعد الثالث عشر من نوفمبر 2020 ، وبعد ستة عقود من استئناف الكفاح المسلح، حيث تطرقت إلى حالات اللجوء والنزوح وما يعانيه الصحراويون العزل من حملات قمع وخاصة حالة سلطانة خيا وعائلتها بمدينة بوجدور المحتلة.

احمادة دعت إسبانيا إلى تحمل مسؤولياتها كاملة اتجاه الشعب الصحراوي والضغط على السلطات المغربية بدل التعرض للضغط العكسي الذي تمارسه الرباط على القوى الأوروبية والحكومات الإسبانية على وجه الخصوص لثنيها عن السعي في تطبيق الشرعية الدولية ومنها قرار تقرير المصير.

أممياً، نقلت عضو الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب فقدان الشعب الصحراوي لثقته في المجتمع الدولي لاسيما الأمم المتحدة بسبب عدم إحراز أي تقدم في ملف الصحراء على مدار ثلاثين عاماً من إطالة أمد النزاع دون تسوية، داعية في هذا السياق المنظمة الأممية إلى حله لا إدارته فحسب.

وأضافت: “قناعة الشعب الصحراوي باتت أكثر إدراكا بأن معالجة القضية بأيدي الصحراويين أنفسهم، وهو ما بدى جليا وأثبتته الوقائع على الأرض، ما بعد الخرق المغربي لقرار وقف إطلاق النار عبر الاعتداء على مدنيين صحراويين أمام الثغرة غير الشرعية بالكركرات ومن بينهم مواطنين من ولاية أوسرد.

عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو تحدثت عن الأوضاع الإنسانية للاجئين الصحراويين وتجربة السلطات الصحراوية في التعامل مع الأزمات والظروف الصعبة، حيث قدمت نماذج عينية لمسار خدمة المواطن في الصحراء الغربية وتجسيد مقومات بناء الدولة الصحراوية على الرغم من جميع التحديات وآخرها الوضعية الوبائية لفيروس كورونا وحالات النزوح التي خلفتها الحرب المتواصلة رحاها.

وفي تصريح لـ “أفريقيا برس” أكدت عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو مريم السالك احمادة أن الفعالية “هي نداء للسلطات الإسبانية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للضغط على النظام المغربي من أجل إحقاق الحق وإجراء استفتاء حر وعادل ونزيه في الصحراء الغربية”. وأضافت أن “الفعالية كانت مناسبة لدعم الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وبعد عودة الحرب” وضد “ما تقوم به السلطات المغربية في هذه المناطق من جرائم ضد الإنسانية”.

في الأثناء شهدت الندوة عدة مداخلات من نشطاء ومسؤولين عبرت عن تضامنها القوي مع كفاح الشعب الصحراوي لنيل حقوقه المشروعة، داعين المجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل وضع حد لمعاناة طال انتظار تسويتها.