
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد الأسرى المدنيون الصحراويون ضمن مجموعة أكديم ايزيك من داخل سجون الاحتلال المغربي وهم يخلدون الذكرى الثانية والخمسون لتأسيس رائدة كفاح الشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بأنهم لن يتراجعوا ولن يستسلموا بالرغم من المآسي والعذبات والمحن الى أن ينال شعبنا حقه في الوجود والاستقلال أو يرتقوا شهداء.
وأشاد الأسرى المدنيون الصحراويون في بيان لهم بالمناسبة بالصورة النضالية المبهرة التي يرسمها اخوانهم في مخيمات العزة والكرامة بإلتفافهم الواعي والمؤثر حول الحملة الوطنية والدولية لتحرير جميع الأسرى المدنيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي.
نص البيان:
نخلد بكل فخر وإعتزاز نحن الأسرى المدنيون الصحراويون ضمن مجموعة أكديم ايزيك من داخل سجون الاحتلال المغربي الذكرى الثانية والخمسون لتأسيس رائدة كفاح الشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حيث تتزامن هذه الذكرى المجيدة مع تحقيق قضيتنا الوطنية لإنتصارات ومكاسب استراتيجية على جميع المستويات والأصعدة، أبرزها قرار محكمة العدل الأوروبية القطعي والبات في أكتوبر من العام المنصرم، والذي قضى ببطلان الاتفاقيات التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع دولة الاحتلال المغربي، مؤكدا من جديد الوضع القانوني المتمايز للصحراء الغربية عن دولة الاحتلال المغربي.
هذا الانتصار القانوني يشكل نسفا لمنظومة النهب المنظم للثروات الصحراوية التي كرستها تلك الاتفاقيات المشبوهة، كما يعزز المكانة القانونية للدولة الصحراوية داخل المجتمع الدولي، ويحصن أدوات المواجهة اليومية مع العدو المغربي ومخططاته الرامية لزعزعة استقرار المنطقة.
إن استمرار المنظومة الاستعمارية – فرنسا وإسبانيا وحتى أمريكا التي فقدت بوصلتها مع ترامب – في دعم الاحتلال المغربي لن يثني الشعب الصحراوي عن فرض إرادته الشامخة شموخ جبال لوركزيز ولن يتنازل عن حقه الوجودي مهما تكالبت عليه قوى الاستعمار بشتى مسمياتها بل ولا ينتظر منا من القوى الإمبريالية لتمكينه من حقه الطبيعي في تقرير المصير.
فشعبنا الصحراوي الشامخ قرر مصيره وحسمه منذ السابع والعشرين من فبراير عام 1976 حينما أعلنها جمهورية عربية صحراوية ديمقراطية حرة مستقلة في وجه المستعمر ومن يقف وراءه.
وعليه، فإن معركتنا مع العدو لا تدور حول انتزاع اعتراف بحق أصيل، بل معركتنا معه حول فرض هذه الحقيقة الواقعة؛ حقيقة أن الشعب الصحراوي قد قرر مصيره بنفسه، وهو يخوض اليوم حرب تحرير وطني ثانية لطرد الاحتلال الجبان من على أرضه الطاهرة الممتدة جغرافيا من محاميد الغزلان إلى لكويرة.
وهنا لا يفوتنا من أن نرفع تحايا النضال والصمود والمقاومة لجيشنا الشعبي الصحراوي المقدام البطل الذي يدك جحور وتخندقات العدو المغربي ليل نهار وعلى طول جدار الذل والعار، راسما بذلك أجمل صور الشجاعة والإباء.
إن هذا السياق التاريخي المفصلي التي تجتازه قضيتا الوطنية يحتم على كافة مكونات الشعب الصحراوي الالتفاف حول رائدة كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوصفها المعبر الحقيقي الوحيد والأوحد عن الإرادة العامة للشعب الصحراوي.
فآلة الاحتلال المغربي وبحكم طبيعتها الوظيفية تعمل دون كلل ولا ملل عبر توظيف أدواتها الإعلامية والدعائية المتعددة لبث المغالطات والأكاذيب التي تستهدف في جوهرها نشر ثقافة الهزيمة والانكسار وتبخيس الإنجازات الحقيقية للشعب الصحراوي في ساحات الصمود والمقاومة.
ومن هنا، تأتي ضرورة الوعي بهذه المخاطر والتنبه لعدم الانزلاق وراء الخطابات التبخيسية والتيئيسية المصاغة بحرفية عالية والتي تهدف في محصلتها النهائية إلى تحطيم العزيمة وثني الإرادة الشعبية الصحراوية عن مواصلة نضالها التاريخي المشروع ضد الاحتلال المغربي الجبان.
فمعركتنا ضد العدو المغربي تتجاوز في جوهرها المواجهة العسكرية والسياسية والدبلوماسية إلى ما يمكن تسميته بالمعركة المفاهيمية التي لا تقل- من وجهة نظرنا- أهمية عن غيرها، والتي تستدعي من كافة أطياف ومكونات شعبنا الصحراوي البطل التفطن للمفاهيم الاستعمارية المضللة التي تحاول تقزيم قضيتنا وتحويلها من قضية تصفية استعمار إلى مجرد “نزاع” بين طرفين متكافئين، وهذا التوصيف الذي يعكس في جوهره منطق القوة المهيمنة الساعية إلى فرض تكافؤ وهمي بين الضحية والجلاد، نعم يحاولون فرض تكافؤ بين شعب صحراوي يناضل من أجل حريته واستقلاله وبين قوة عسكرية مغربية غاشمة محتلة تفتقد لأي شرعية كيفما كانت.
ومن هذا المنطلق نوجه تحية نضالية لجميع النشطاء والصحفيين والمدونيين الطلائعيين الذين يصيغون خطابا نضاليا ثوريا يعكس الحقيقة الواضحة لقضية شعبنا باعتبارها قضية تحرر وطني بكل ما تحمله الكلمة من معنى متجاوزين كل المصطلحات المضللة التي تسعى إلى تمييع صراعنا مع الاحتلال المغربي وإفراغه من محتواه التحرري.
، كما نهيب بجميع أطياف ومكونات شعبنا البطل بأن يحدوا حدوهم.
ولا يفوتنا في خضم تخليدنا لذكرى تأسيس جبهتنا الصدامية بأن نشيد بالصورة النضالية المبهرة التي يرسمها شعبنا الصحراوي الصامد في مخيمات العزة والكرامة بإلتفافه الواعي والمؤثر حول الحملة الوطنية والدولية لتحرير جميع الأسرى المدنيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي التي أعطى إنطلاقتها رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الأخ المناضل إبراهيم غالي.
كما ونثمن عاليا نضال جاليتنا الصحراوية في أرض المهجر التي أبانت عن تماسك تحدى التشتت الذي فرضته الجغرافيا وهذا ماتجسد فعلا في مسيرة الحرية التي انطلقت من فرنسا صوب مدينة القنيطرة مرورا بإسبانيا، وفي الوقفات التضامنية المتتالية وآخرها الوقفة التضامنية من أمام مقر الاتحاد الأوروبي، كما نحيي عاليا صمود جماهيرنا الصحراوية بالمدن المحتلة وانخراطها العفوي في كل فعل نضاليا يصب في انتزاع حقنا في الحرية والاستقلال, بالرغم من الحصار والقمع والسجون والتعذيب الذي يمارسه العدو المغربي عبر الته القمعية جهارا نهارا.
هذه الحركية النضالية في مجملها أذهلت العدو وأسعدت الصديق وأظهرت قدرة الشعب الصحراوي على الفعل الثوري المنظم والنضال المستدام العابر للجغرافيا، كما نشيد في هذا السياق بالدور الطلائعي الذي يضطلع به إعلامنا الصحراوي المقاوم بكل أنواعه المرئي منه والمسموع والمكتوب والذي يواكب بدأب وإصرار كل صغيرة وكبيرة تخص قضية الأسرى المدنيين الصحراويين ويفضح انتهاكات الاحتلال المغربي الجسيمة لحقوق الإنسان، وينشر الوعي الثوري داخل مختلف اطياف الشعب الصحراوي، متسلحا بخطاب إنساني تحرري يتجاوز سرديات الهيمنة الاستعمارية ويفكك منظومتها الأيديولوجية من جذورها ويكشف زيفها وتهافتها.
وختاما نؤكد لكافة اطياف شعبنا الصحراوي البطل ومكوناته بأن أبناءكم واخوانكم الأسرى في سجون الاحتلال المغربي لن يتراجعوا ولن يستسلموا بالرغم من المآسي والعذبات والمحن الى أن ينال شعبنا حقه في الوجود والاستقلال أو نرتقي شهداء دون ذلك.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس