أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أعربت الجزائر عن ارتياحها لتعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، الدبلوماسي السويدي الحاصل على الجنسية الإيطالية، ستيفان دي ميستورا، مبعوثاً شخصياً جديداً له إلى الصحراء، خلفاً للرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، في المنصب الشاغر منذ 2019.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية، اليوم الخميس، بأن الجزائر مرتاحة لتعيين دي ميستورا، معربة عن أملها في أن يفضي تعيينه إلى “إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف الوصول إلى حل يضمن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم”، بحسب البيان.
وأضافت الوزارة أن تعيين المبعوث الأممي “يأتي في سياق شديد التدهور وينطوي على مخاطر جدية”، كذلك “يأتي في ظرف صعب ويحمل أخطاراً”، وفقاً للبيان نفسه، في إشارة إلى التوترات التي تشهدها المنطقة، خاصة بعد إعلان جبهة البوليساريو التي تنادي بانفصال الصحراء عن المغرب، خروجها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.
وجاء ذلك بعدما تمكن الجيش المغربي، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من تأمين معبر الكركرات الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا، بعد اتهام الرباط محسوبين على جبهة البوليساريو بعرقلة التنقل، بالإضافة إلى ما تعرفه علاقات المغرب والجزائر من توتر وصل إلى حد إعلان الخارجية الجزائرية قطع العلاقات بين البلدين الجارين قبل حظر تحليق الطيران المغربي في الأجواء الجزائرية.
وتعهدت الجزائر “بدعم جهود المبعوث الأممي من أجل إحياء مفاوضات مباشرة وجدية بحسن نية ودون شروط”، معبرة عن “بالغ استيائها من التأخير من الجانب المغربي، بشأن قبول المبعوث الأممي”.
في الأثناء، قالت جبهة البوليساريو إنها أخذت علماً بتعيين غوتيريس لدي ميستورا، مبعوثاً شخصياً جديداً له إلى الصحراء، مضيفة أنها “تنتظر الكيفية التي يعتزم بها دي ميستورا المضي قدماً في مهنته، لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره”، بحسب الجبهة.
وكان المغرب قد أعلن، في 15 سبتمبر/أيلول الماضي موافقته على تعيين دي ميستورا مبعوثاً شخصياً للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء “انطلاقاً من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.
ونشر مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بياناً للوزير أنتوني بلينكن، جاء فيه: “ترحب الولايات المتحدة بحرارة بتعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثاً خاصاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية. يحمل المبعوث الخاص دي ميستورا إلى هذا المنصب المهم خبرة كبيرة، ولا سيما في مجال مواجهة التحديات في العراق ولبنان وسورية، وسنعمل بنشاط على دعم جهوده الرامية إلى تعزيز مستقبل سلمي ومزدهر لشعب الصحراء الغربية والمنطقة”.
وأضاف البيان الأميركي: “نؤيد بقوة قيادة المبعوث الخاص دي ميستورا لاستئناف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بغرض التوصل إلى حل دائم وجليل للصراع في الصحراء الغربية”.
