الجمهورية الصحراوية تكشف عن الانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين في دورة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب

1
الجمهورية الصحراوية تكشف عن الانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين في دورة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب
الجمهورية الصحراوية تكشف عن الانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين في دورة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أدانت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بشدة المعاملة التي يتلقاها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، ووصفتها بأنها سياسة قمع ممنهجة تُمارس بإفلات تام من العقاب، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وفي مداخلته أمام اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، أعرب السفير ماءالعينين لكحل، ممثل الجمهورية الصحراوية في الدورة، عن تقديره للتقرير الذي قدمته المقررة الخاصة المعنية بالسجون وظروف الاحتجاز والشرطة في إفريقيا، مشيداً بتركيزه على معاناة المدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني والصحفيين والشخصيات السياسية في السجون المختلفة في أنحاء القارة.

وحذّر السفير الصحراوي من أن من بين هذه الحالات العامة تبرز حالة خاصة ومستعجلة تتعلق بالمعتقلين السياسيين الصحراويين الذين يتعرضون لـ “انتهاكات ممنهجة ومستمرة” داخل السجون المغربية. وأكد أن هذه الانتهاكات ليست حوادث معزولة، بل تشكل “سياسة قمع وتجريد من الإنسانية وسيطرة ممنهجة”، تُمارس في تحدٍ ل”قواعد نيلسون مانديلا” الصادرة عن الأمم المتحدة، ولقوانين السجون المغربية نفسها، وكذلك لاتفاقية جنيف الرابعة بحكم ان الصحراء الغربية ما تزال مستعمرة.

وسلطت المداخلة الضوء على عدد من حالات المعتقلين السياسيين الصحراويين، الذين حددتهم آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة باعتبارهم سجناء رأي، مستهدفين بسبب دفاعهم عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأكد السفير ماءالعينين لكحل أن ممارسة التعذيب ضد هؤلاء المعتقلين الصحراويين هي “حقيقة موثقة ومعترف بها من قبل لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب”، موضحاً أن هذه الممارسات تشمل الضرب، والخنق، والصعق بالكهرباء، والاعتداء الجنسي، والتعذيب النفسي مثل التهديد بالقتل والحرمان من التواصل الإنساني. كما أشار إلى منع المعتقلين من تلقي الرعاية الطبية رغم إصاباتهم الخطيرة.

وأضاف أن الظروف داخل سجون مثل سجن تيفلت 2 مثلا، حيث يُحتجز كل من محمد لمين هدي وسيدي عبد الله أبهاه في عزلة مطولة منذ 2018 – تفاقم المعاناة. إذ تُمنع العائلات بانتظام من زيارتهم، ويُحرم المحامون من الوصول إليهم، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقهم في الدفاع.

وأكد المتدخل أن الظروف المادية للاحتجاز تشكل نوعاً من التعذيب البطيء، حيث يُحتجز المعتقلون في زنازين مليئة بالعفن، رطبة، سيئة التهوية، ومظلمة بشكل دائم. كما تنتشر الحشرات والقوارض، والماء شحيح وملوث، والغذاء رديء من حيث القيمة الغذائية ويُقنن عمداً لإبقاء المعتقلين في حالة إنهاك دائم. وأكد الدبلوماسي الصحراوي أن “هذه ليست أخطاء في النظام، بل هي النظام نفسه”.

وشبّهت الجمهورية الصحراوية معاملة السجناء الصحراويين الحاليين بالتعذيب الذي مارسته قوى الاستعمار على مناضلي التحرير الأفارقة، متهمة المغرب بمواصلة “نفس منظومة العنف الاستعماري”، بفضل تواطؤ بعض الحلفاء الذين يعملون على التستر على هذه الانتهاكات وتلميع صورة المغرب في مجال حقوق الإنسان.

وفي ختام المداخلة، وصفت الجمهورية الصحراوية هذه الانتهاكات بأنها “جرائم ضد الكرامة والقانون”، داعية المنظمات والناشطين في مجال حقوق الإنسان في إفريقيا إلى التحرك العاجل والفعّال. (واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس