الجيش الصحراوي…ينتقل من التمهيد الى القتال المباشر

23
الجيش الصحراوي...ينتقل من التمهيد الى القتال المباشر
الجيش الصحراوي...ينتقل من التمهيد الى القتال المباشر

افريقيا برسالصحراء الغربية. تشير معطيات الميدان وخاصة مايجري حاليا بقطاع “تويزكي” وبيانات وزارة الدفاع الصحراوية وكذا تصريحات مختلف المسؤولين عن دخول حرب التحرير في مرحلة جديدة بعد ازيد من مئة يوم من الاقصاف المتواصلة لحفر وقواعد العدو على مستوى جدار الذل والعار المغربي.

وتمكنت مفارز الجيش المتقدمة خلال المرحلة الاولى (التمهيدية) التي توشك على الانتهاء من دك حصون وخنادق العدو المغربي وكبدته خسائر معتبرة تمثلت في مقتل وجرحى مئات الجنود المغاربة المتخندقين في حفر ومخابئ اضحت اشبه بالمقابر الجماعية لولائك الجنود بفعل الاستهداف المباشر والمستمر منذ 13 نوفمبر الماضي 2020 عقب الخرق المغربي بمنطقة الﯕرﯕرات، كما دمرت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي عربات وأليات عسكرية وأجهزة رصد وردارات مراقبة وهدمت تحصيات وقواعد هامة على رؤس المختبئين فيها، ولمرحلة التسخين والتمهيد اهداف تكتيكية ومرامي عملياتية عدة حظي جيشنا المغوار بتحقيقها.

اضافة للإقصاف والإستهدافات المستمرة لحفر وقواعد العدو على طول جدار العار المغربي الممتد من شمال قطاع “تويزكي” بعمق التراب المغربي الى قطاع بئر ﯕندور(الﯕرﯕرات) جنوبا بطول يزيد عن ألفين كلم والتي شملتها مرحلة التمهيد الناري، فقد كانت عملية قتل خبير عسكري من محمية دويلة الإمارات وجرح أخرين بتاريخ 22 نوفمبر 2020، إضافة للعملية النوعية عبر القصف المباشر لثغرة الﯕرﯕرات الغير شرعية في 23 يناير المنصرم ، وكذا عملية “اقا” البطولية التي نفذتها قوات النخبة الصحراوية الإثنين 09 فبراير الجاري، والتي اسفرت عن مقتل اربعة جنود مغاربة بينهم ضابط وغنم أسلحة ووثائق، فقد كانت كل تلك التحركات التكتيكية المدروسة بعناية فائقة والممتدة على مساحات شاسعة احداثا هامة أبانت عن قدرة وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي على التحرك بأريحية تامة على طول الجبهات وعرضها قيد التمهيد وحتى داخل التراب المغربي (جبال الواركزيز _ اقا) واكتساب عنصر المفاجئة وامتلاك زمام المبادرة والهجوم وافضلية التحكم في اختيار المكان والزمان المناسبين لمختلف التحركات والمعارك العسكرية التي تنفذها وحدات الجيش الصحراوي، كما اوضحت قدرة الجيش الصحراوي على الوصول الى عمق التراب المغربي، وكذا ما وراء الجدار ضمن المناطق المحتلة من بلادنا بما في ذلك قواعد الدعم والاسناد والامداد اللوجيستي البعيدة عن الجدار إضافة للمنشآت الحيوية والإقتصادية كالشركات والمواني والمطارات التي ينهب من خلالها الإحتلال المغربي الثروات الصحراوية، وهي المنشأت المرجح دخولها لبنك الاهداف المشروعة ضمن المرحلة اللاحقة بما في ذلك (فوسبوكراع).

ان المعارك الطاحنة التي تجري حاليا ومنذ يوم الأحد 21 فبراير الجاري في قطاعي “أتويزﯕي” و”المحبس” الى الشمال من بلادنا والتي سطر ولايزال خلالها مغاوير ومقاتلي الجيش الصحراوي الميامين اسمى الملاحم البطولية وانبلها، والتي اسفرت حتى اللحظة عن قتل وجرح العشرات من جنود الجيش الملكي الصائل وتدمير جرافات وشاحنات ومركبات عسكرية، لتشكل بداية فعلية فاصلة لمرحلة جديدة (الاشتباك المباشر)، وقد جاء هذا التلاحم المباشر والإشتباك من مسافات الصفر مع قوات العدو بعد محاولة الجيش المغربي الغازي الخروج من الجدار وبناء احزمة جديدة كمواقع لإختباء جنوده المرعوبين وسعيا لمنع تكرار عمليات مماثلة لعملية “اقا”، عبر إقامة جدار خلال منطقة العرية ومرتفعات (طارف بوندة -بولحبال-بوﯕربة) ذات الوعورة الجغرافية والاهمية الاستراتيجية البالغة لكونها عقدة مفصلية على المثلث الحدودي الصحراوي الجزائري المغربي، لكن ادراك الجيش الصحراوي المسبق لتلك التحركات ورصد تحضير العدو لتنفيذها مكنته من الاستعداد لتلك الخطوة والحصول على تعزيزات بشرية ولوجستية هامة مكنت من صد تلك المحاولة، كما اكد ذلك سيدي وﯕال الناطق بإسم وزارةالدفاع الصحراوية في تصريحات صحفية يوم أول الثلاثاء 23 فبراير 2021، والذي صرح ان “الجيش بصدد القيام بتطوير اساليبه القتالية ويستعد لشن عمليات نوعية وكبيرة قد تمتد الى ما وراء الجدار”.

إن المعطيات والقرائن وهذا التلاحم الجاري حاليا في تلك المنطقة الحاكمة استراتيجيا بين قطاعي “تويزكي” و”المحبس” ومايسطره جيشنا الباسل من معارك بطولية على طول الجدار، وهي الملاحم التي لطالما خص بها واتقن فصولها وأدرك معارفها وخبر تكتيكاتها ومدراكاتها وعرف واحاط بفنونها وكسب أمجادها وبطولاتها وصولاتها تؤشر إلى إنقضاء المرحلة التمهيدية وبدء مرحلة جديدة قوامها الاشتباك المباشر والمعارك الكبرى والاغارات الخاطفة من زوار الفجر، وذلك استكمالا للمرحلة التمهيدية والتي كتب خلالها ولايزال جيش التحرير الشعبي الصحراي ملاحم متتالية خطها بمداد من ذهب وقدم خلالها دماءا زكية من أبنائه البررة والذين ارتقى أولهم شهيدا ليلة الاربعاء 24 فبراير الجاري المقاتل الفذ “باني مسعيد” بالقطاع العملياتي الشمالي، بينما تحصي مليشيات العدو المغربي قتلاها وخسائرها البشرية والمادية في صمت وتكتم شديدين وكتم لأصوات أسر ومعارف القتلى، رغم ظهور تسريبات محتشمة في بعض الصفحات المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يواجهها المخزن بإختلاق المبررات الواهية ليبرر تزايد قتلاه بل ويأمر ذوئ الضحايا بحذف تلك المعلومات فورا تحت التهديد، لكن ماهو مؤكد ان اشتداد وطيس الحرب وتزايد لهيب صولات وجولات زوار الفجر سيجبر الاحتلال المغربي حتما على الإقرار وإن على حياء أو بعد حين ببعض من خسائره البشرية والمادية المتلاحقة والمتزايدة بإضطراد. بقلم : عالي محمد لمين