الرئيس الصحراوي يؤكد في رسالة إلى الأمين العام الأممي: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تصعيد الإحتلال المغربي ضد شعبنا في المناطق المحتلة”

22
الرئيس الصحراوي يؤكد في رسالة إلى الأمين العام الأممي: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تصعيد الإحتلال المغربي ضد شعبنا في المناطق المحتلة”
الرئيس الصحراوي يؤكد في رسالة إلى الأمين العام الأممي: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تصعيد الإحتلال المغربي ضد شعبنا في المناطق المحتلة”

أفريقيا برسالصحراء الغربية.  أكد الرئيس الصحراوي-الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أن جبهة البوليساريو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام دول الإحتلال في حربها الإنتقامية ضد الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة.

جاء ذلك في رسالة بعث بها، الأربعاء، إلى الأمين العام الأممي، أدان فيها سياسة القمع التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في حق النشطاء والاعلاميين والمدافعين عن حقوق الانسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

وفيما يلي النص الكامل للرسالة كما نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية (واص):

أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة

الأمم المتحدة، نيويورك

بئر لحلو، 28 يوليو 2021

الأمين العام،

أود بدايةً أن أهنئكم على انتخابكم لولاية ثانية على رأس الأمم المتحدة، المنظمة الدولية بامتياز التي أنشئت لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب وتنمية العلاقات السلمية والودية بين الأمم على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير لجميع الشعوب.

في آخررسائلنا (S/2021/162) و(S/2021/475) الموجهة إليكم، والتي تم اصدارها كوثائق لمجلس الأمن في 19 فبراير 2021 و17 مايو 2021 على التوالي، استرعينا انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى الوضع المأساوي في أراضي الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي، لا سيما في أعقاب العدوان الذي قامت به دولة الاحتلال المغربية علىالمناطق المحررة من الصحراء الغربية في 13 نوفمبر 2020.

وفي هذا الإطار، أود أن أتوجه إليكم على وجه الاستعجال الشديد من خلال هذه الرسالة لكي أسترعي انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى الوضع الذي يُنذر بالخطر بشكل متزايد في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بسبب الحرب الإرهابية والانتقامية التي تشنها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمدونين الذين يتعرضون يومياًلفظائع يندى لها الجبين وممارسات همجية ولا إنسانية.

ففي مدينة بوجدور المحتلة لا يزال منزل عائلة سيد إبراهيم خيا تحت حصار مشدد منذ 19 نوفمبر 2020 في وقت تواصل فيه الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها احتجاجهم السلمي ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية ورفعهمللعلم الوطني للجمهورية الصحراوية يومياً فوق منزلهم.

وكما هو موثق عن طريق الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها على نطاق واسع وتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية (MDE 29/4404/2021)، ما زلت سلطانة سيد إبراهيم خيا وشقيقتها، الواعرة سيد إبراهيم خيا، وأفراد آخرون من عائلتهايتعرضون يومياً للاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي وغيره من ضروب المعاملة الهمجية والمهينة على أيدي عناصرالأمن والبلطجية التابعين للدولة المغربية.

كما يواصل عناصر الأجهزة الأمنية المغربية، المتمركزون بشكل دائم خارج منزل العائلة، منع المؤيدين من جلب المواد الغذائية والطبية إلى عائلة سيد إبراهيم خيا. فعلى سبيل المثال، في 21 مايو 2021، حاولتزينب أمبارك بابي وفاطمة محمد حافظي زيارة عائلةسيد إبراهيم خياولكنهما تعرضتا للهجوم أمام منزل العائلة وتم سحلهما في الشارع وضربتا واعتديا عليهما بصفة وحشية.

وعلاوة على ذلك، دأب عناصر أجهزة الأمن المغربية على اقتحام ونهب منزل العائلة، وكثيراً ما تعمدوا سكب مواد كريهة الرائحة على أرضية المنزل مما جعل البيتغير صالح للسكن. وفي محاولة واضحة لعزل العائلة عن العالم الخارجي، قام رجال الأمن المغاربة مراراً وتكراراً بإزالة عداد الكهرباء مما ترك عائلة سيد إبراهيم خيا بدون كهرباء لعدة أيام وليال.

وقد وقع أحدث عمل همجي لرجال الأمن المغاربة ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا في وقت مبكر من نهار اليوم عندما استخدم أحد رجال الأمن المثبتين على رافعة خطافاً لسحب سلطانة من على سطح منزلها حيث كانت تزاول احتجاجها السلمي اليومي. إن الهجوم المتعمد الذي تعرضت له اليوم الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا لا يدع مجالاً للشك في أن سلطات دولة الاحتلال المغربية عازمة على تكثيف هجماتها الإرهابية والبشعة ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان.

وقد انضم العديد من النشطاء والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان إلى حملة “علمي فوق منزلي” التي يرفعون فيها علم الجمهورية الصحراوية فوق منازلهم كرمز للاحتجاج السلمي ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي لأجزاء من وطنهم. وقد تعرض العديد منهم لأعمال انتقامية على أيدي سلطات الاحتلال بسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان ونشاطهم السلمي دعماً لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

إن العنف الذي تعرضت له المدافعتان عن حقوق الإنسان مينة وأمباركة أعلينا أباعلي والمدافع عن حقوق الإنسان حسن الدويهي والصحفيةالصالحة بوتنكيزة على أيدي رجال الأمن المغاربة في مدينة العيون في 9 مايو 2021 ليس سوى مثال واحد على الوحشية وسوء المعاملة والقسوة التي يندى لها الجبين التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون عموماً والمدافعون عن حقوق الإنسان بشكل خاص يومياً في الصحراء الغربية المحتلة.

إنوضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أگديم إزيك، ماتزال تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية.

وللاحتجاج على استمرار سجنهم غير القانوني والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها، قام بعض من معتقلي مجموعة أگديم إزيك بسجون دولة الاحتلال المغربية بإضرابات متتالية عن الطعام في ظل تجاهل سلطات الاحتلال المغربية لمطالبهم المشروعة. إن حالةيحي محمد الحافظ إعزى، وهو السجين السياسي الصحراوي الذي أمضى أطول مدة في السجن، تثير القلق بشكل خاص لأنه يخوضإضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الجائر وحرمانه من حقوقه الأساسية في الزيارات الأسرية والعناية الصحية.

وإننا لنطالبكم من جديد بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري، وبدون قيد أو شرط، لكي يتمكنوا من الالتحاق بوطنهم وجمع شملهم بذويهم.

الأمين العام،

وكما أوضحنا في رسائل سابقة، فإن تقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وصمتهما المطبق في مواجهة السلوك الإجرامي لدولة الاحتلال المغربية هو الذي يشجع هذه الأخيرة على التمادي في ممارساتها الإرهابية والهمجية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

وبينما ندين بشدة العنف والإرهاب المستمرين ضد جميع النشطاء الحقوقيين والإعلاميين الصحراويين فإننا كذلك نكرر دعوتنا لكم ولمجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتكم وتوفير الحماية للمدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية التي لا تزال تحت حصار عسكري وتعتيم إعلامي شديدين.

وتؤكد جبهة البوليساريو من جديد أنه لا يمكن على الإطلاق أن تقوم أي عملية سلام بينما تستمر دولة الاحتلال المغربية، ومع الإفلات التام من العقاب، في حربها الإرهابية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان بالإضافة إلى محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم.

كما أن جبهة البوليساريو لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تكثف فيه دولة الاحتلال المغربية وحشيتها وحربها العدوانية والانتقامية ضد شعبنا، وإننا لنحتفظ بحقنا المشروع في الرد بقوة وحزم على أي عمل يضر بأمن وسلامة أي مواطن صحراوي أينما كان. وتبقى دولة الاحتلال المغربية وحدها هي المسؤولة بشكل كامل عن عواقب أعمالها الإجرامية والإرهابية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.

وتقبلوا، الأمين العام، أسمى عبارات التقدير والاحترام.

إبراهيم غالي

رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

الأمين العام لجبهة البوليساريو