” الشباب الصحراوي وتجربة المشاركة السياسية” عنوان ندوة سياسية بألمانيا

1
" الشباب الصحراوي وتجربة المشاركة السياسية" عنوان ندوة سياسية بألمانيا

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. نشطت البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا محاضرة أمس الخميس حول “المشاركة السياسية للشباب الصحراوي” عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حضرها عديد المهتمين والطلبة ونشطاء حركة التضامن الالمانية مع نضال الشعب الصحراوي، وذلك في إطار برنامج أسابيع أوروبا الذي تنظمه حكومة ولاية بريمن الألمانية، والذي يصادف فترة الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها شهر يونيو الداخل.

وقدم مساعد ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، السيد الصالح سيد البشير، عرض بوربوينت تقديمي حول الخلفية التاريخية لنزاع الصحراء الغربية، بداية من مؤتمر الكونغو 1884-1885 ببرلين الى الحقبة الاستعمارية الاسبانية وصولا الى الغزو العسكري المغربي 1975 وما تلاه من نزوح لعشرات آلاف النساء والشيوخ والرضع الصحراويين إلى مخيمات اللجوء نتيجة القصف والقنبلة البربرية التي مارستها القوات المغربية الغازية ضد المدنيين العزل بمخيمات أم أدريكة وقلتة زمور وغيرها.

وأبرز المحاضر أن السبب الرئيسي لنزوح جزء من الشعب الصحراوي كان ولا زال سياسيا، ومرده الى الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية والانسحاب المذل للقوة الاستعمارية -اسبانيا- التي لم تفي بالعهد الذي قطعته على نفسها أمام المجتمع الدولي في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وإنهاء عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. بمعنى ان اللاجئ الصحراوي ليس لاجئي حرب اهلية او كارثة طبيعية بل أجبر على اللجوء بسبب سرقة أرضه والفتك بشعبه واحتلال وطنه، وهو يناضل لاسترداد حقوقه السياسية في الحرية والسيادة والاستقلال الوطني.

وقبل ان يركز عرضه على واقع الشباب الصحراوي وما يبعث فيه شعلة العمل السياسي والمدني، أبرز الدبلوماسي الصحراوي ان اللاجئ الصحراوي واجه منذ اللحظة الاولى عبء بناء مجتمع جديد في أرض اللجوء. كان الرجال في جبهات القتال، يواجهون الغزو المغربي ويوَمنون وصول النازحين من قنابل الفسفور والنابالم المغربية الى بر الامان. بينما كانت النساء أمام تحدي بناء هيكلة اجتماعية وصحية وأمنية وبيئية في المخيمات من خلال اللجان الشعبية، التي قامت ببناء المدارس والمستشفيات ودور الأطفال والإدارات وأشرفت على التأطير السياسي لكافة شرائح المجتمع في اللجوء. بمعنى ان المخيم كان اللبنة الاولى في بناء مجتمع جديد، هدفه التحرير والقطع الكامل مع كل مخلفات سنوات الاستعمار الذي كرس الجهل والمرض والفقر.

ومما يعمق من الوعي السياسي لدى الشاب الصحراوي، يقول السيد الصالح سيد البشير، الشعور بمسؤولية المساهمة في المشروع التحرري لمجتمعه وهو ذات المشروع الذي يعد بغد أفضل. حيث يتم تأطير الشاب الصحراوي منذ الطفولة عبر منظمات سياسية تابعة لحركة التحرير الوطنيى -جبهة البوليساريو- كمنظمة الكشافة والطفولة، واتحاد الشبيبة، واتحاد المرأة واتحاد الطلبة وغيرها، عبر مجموعة برامج وأنشطة تستهدف مختلف الفئات العمرية للأطفال والشباب. وهو ما يتيح للشاب فرصة التأهيل وبناء شخصية سياسية تساعده في الوصول الى مراكز صنع القرار السياسي في الحركة والدولة.

كما تطرق المحاضر الى التجربة الرائدة لاتحاد الشبيبة الصحراوية في بناء وتسيير المراكز الشبابية على مستوى الدوائر الوطنية، بما يخلق فضاء بديلا لفئة الشباب وفرصة اللقاء والتكوين ونقاش مختلف القضايا التي تهم الشباب ذكورا وإناثا. كما تتيح تلك المراكز فرصة التكوين وإعادة التكوين في مجالات الحاسوب والخياطة والحياكة والطبخ واللغات الأجنبية وغيرها. كما تعمل تلك المراكز على تقديم مقترحات لبعض التحديات الكبرى التي يواجهها الشاب الصحراوي في اللجوء.

وأكد المحاضر على أهمية دور التضامن والعمل الأممي في برامج المنظمات الشبانية والطلابية الصحراوية، بما يتيح لها فرصة إيصال صوت الشعب الصحراوي ومناصرة نضاله التحرري العادل، مبرزا ضرورة استغلال الفترة الانتخابية الأوروبية لتذكير الساسة الأوروبيين بالمسؤوليات التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية الملقاة على الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء تجاه عملية إنهاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ووقف حملات الاعتقال والتعذيب والأحكام الجائرة التي تطال النشطاء المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة على مرأى ومسمع من أوروبا، التي جعلت من مثالية القيم الكونية في السلام والديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون أساس في علاقاتها الخارجية منذ إعلان روبرت شومان قبل سبعين عاما.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس