الشعب الصحراوي وظرفية الدورة الرابعة للامانة الوطنية يونيو 2021.

4
الشعب الصحراوي وظرفية الدورة الرابعة للامانة الوطنية يونيو 2021.
الشعب الصحراوي وظرفية الدورة الرابعة للامانة الوطنية يونيو 2021.

أفريقيا برسالصحراء الغربية. عقدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو اليوم الاثنين دورتها الرابعة العادية برئاسة عضو الأمانة الوطنية الوزير الأول بشرايا بيون, بسبب غياب الأخ إبراهيم غالي رئيس الجمهورية والأمين العام للجبهة لاسباب صحية.

فاذا كانت الدورة العادية الثالثة للأمانة التي انعقدت في 11 يناير 2021 في ظروف غير عادية, بعد الأحداث التي طبعت القضية الوطنية منذ الثالث عشر نوفمبر 2020 , و بعد خرق العدو المغربي لوقف إطلاق النار واستئناف جيش التحرير الشعبي الصحراوي للعمليات العسكرية, في حالة حرب مفتوحة على كافة الاحتمالات، اعقبتها تطورات منها انعقاد القمة الاستثنائية الرابعة عشر للاتحاد الافريقي المخصصة لإسكات البنادق والمنعقدة يوم 6 ديسمبر 2020 والتي حددت بوضوح معالم الحل في الفقرة 15 من مقررها الدورة حيث تؤكد ان:

– الحرب منذ 13 نوفمبر هي حرب بين دولتين عضوين في الاتحاد الافريقي.

– ضرورة البحث عن وقف اطلاق نار جديد, اتفاق حل جديد مبني على أساس الأحكام ذات الصلة من القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ولا سيما المادة 4 (هـ) المتعلقة بالتسوية السلمية للنزاعات بين الدول الأعضاء، والمادة 4 (و) المتعلقة بحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها بين الدول الأعضاء في الاتحاد, كما ان الدورة انعقدت في ظل قمة التعنت المغربي الذي يطبعه:

– الاعتماد على تغردة الرئيس الأمريكي السابق دولالند ترامب والضغط على الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية للحذو حذوه

– الاعتماد على موضوع توريط الدول في فتح قنصليات وهمية بالمناطق المحتلة من تراب الجمهورية الصحراوية, و الضغط لجر الاتحاد الافريقي في ذات الاتجاه.

– نكران وجود الحرب واعتبارها وهمية وإعلامية.

– الدورة تنعقد في ظروف جد متميزة من كفاح شعبنا الابي.

فان الدورة العادية الرابعة للامانة الوطنية تنعقد في ظروف جد متميزة من كفاح شعبنا الابي, فهي تاتي :

أولا صدور قرار مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي رقم 984, عقب اجتماعه يوم 09 مارس 2021 بشان متابعة تنفيذ الفقرة 15 من مقرر الدورة الاستثنائية 14 للاتحاد الأفريقي حول إسكات البنادق والذي اقر من خلاله:

أ. أن تقوم ترويكا الاتحاد الأفريقي على وجه السرعة بتنشيط اتصالاتها مع المغرب والجمهورية الصحراوية بهدف التوصل إلى حل دائم للازمة.

ب ـ أن يضطلع مجلس السلم والأمن بمهمته بشأن النزاع في الصحراء الغربية، وفقا للأحكام ذات الصلة من البروتوكول ومقررات قمة الاتحاد ذات الصلة، من خلال دراسة الوضع في الصحراء الغربية على مستوى رؤساء الدول والحكومات، كلما اقتضت الضرورة وحسب الاستطاعة، بما في ذلك تلقي إحاطات من ترويكا الاتحاد.

جـ أن يطلب من المملكة المغربية والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وقف الأعمال القتالية على الفور والدخول في حوار، وخلق بيئة مواتية لإجراء مفاوضات مباشرة وصريحة، دون شروط مسبقة، وبما يتماشى مع المادة 4 من القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وما يتصل بذلك من أحكام بروتوكول مجلس السلم والأمن.

دـ أن يطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة فتح مكتب الاتحاد الأفريقي في العيون، بالصحراء الغربية، على وجه السرعة، من أجل تمكين الاتحاد الأفريقي من إعادة إحياء دوره في البحث عن حل سياسي لهذا الصراع طويل الأمد.

هـ أن يقوم مجلس السلم والامن بزيارة ميدانية بأسرع ما يمكن للحصول على معلومات مباشرة عن الوضع.

وهو ما دفع بالمغرب الذي كان يراهن على العضوية بالاتحاد الافريقي من اجل التاثير على مكانة الجمهورية, الى رفض القرار على لسان وزير خارجية, ويدخل بذلك في مواجهة مع الاتحاد الافريقي الذي لن تكون نتائجها هينة بالنسبة للمملكة, واولها الدعوى التي انطلقت المحاكم الافريقية في دراستها لمراجعة عضوية المغرب.

ثانيا: الجلسة المغلقة لمجلس الامن الدولي في 21 ابريل 2021, و التي تم خلالها الدعوى الى الغاء قرار ترامب ودعم وساطة الاتحاد الافريقي على ضوء قرار مجلس السلم والامن, والتحذير من تصاعد حدة الحرب والتأكيد على الطبيعة القانونية للقضية, وضرورة اسراع لايجاد مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة, وهو ما دفع بالمغرب الى رفض الدبلوماسي ستيفان دي ميستورا والتمسكن بشروطه المسبقة التي تعيق التقدم نحو حل القضية في اطارها القانوني والشرعي.

ثالثا اعتراف المغرب بالرفض لسياسة الامر الواقع التي يريدها وضغطه لجر العالم نحو الاعتراف له بالسيادة على الصحراء الغربية, وهو ما دفعه للدخول في مواجهة مع المانيا بسبب موقفها الذي عبرت عنه داخل مجلس الامن،ثم جنوب افريقيا بسبب توزيعا رسالة الجبهة على أعضاء مجلس الامن,ومؤخرا اسبانيا بسبب رفضها الصريح الحذو حذو الرئيس الأمريكي السابق ترامب, دون ان ننسى الجزائر وكينيا وغيرها.

رابعا: تصاعد العمل القتالي وتصاعد الاضرار التي سببتها للمحتل المغربي ميدانيا, مما جعله غير قادر على اخفاءها أكثر ومحرجا في مواجه رايه الداخلي والراي العام الدولي الذي بات يعترف بالواقع، هذا الى جانب الانتهاكات الممنهجة والمتصاعدة التي تقوم بها دولة الاحتلال بالمناطق المحتلة, ومن أبرزها معركة سلطانة خيا وعائلتها التي توشك على دخول شهرها الثامن, ودفعت الى عدد كبير من التنديدات والحملات الدولية والادانات للمغرب الى جانب قضية الاسير المدني المختفي محمد لمين هدي ومعارك أخرى سلمية رافقت العمل العسكري.

خامسا: دخول المغرب في مواجهة مباشرة مع اسبانيا تحولت الى مواجهة مع الاتحاد الاروبي, لنهجه سياسة الابتزاز باستخدام ورقة الهجرة والتي أدت الى مصادقة البرلمان الأوروبي على قرار يدين ابتزاز المغرب, ويجدد التأكيد على ان حل القضية الصحراوية يتم في اطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة, ويوضح الطبيعة القانونية للقضية ويحدد الحدود المغربية شمالا وجنوبا.

سادسا: الدخول في سلسلة تكذيبات وشد حبل مع البانتاغون الأمريكي وقيادة مناورة اسد الصحراء, مما جعلها الى جانب السفارة الامريكية تؤكد ان المناورة تقع في حدود المغرب المعترف بها دوليا, وهو ما دفع الى تصريح الناطق باسم الخارجية الامريكية على ان موقف الإدارة الجديدة من قضية الصحراء الغربية مختلف عن نهج إدارة ترامب، ويؤكد ان هناك مشاورات جارية لتحقيق تقدم لحل النزاع, لياتي بعد ذلك الدور على لجنة العلاقات الخارجية بالكونغريس الامريكي, التي رفت بشكل صريح فتح قنصلية للولايات المتحدة بالداخلة المحتلة.

وبيع طائرات دون طيار للمملكة المغربية، وهما الوعدان اللذان سبق وأن قطعهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للرباط.

كل هذا ينضاف لى المواقف القوية المعبر عنها من قبل عديد الدول المؤثرة في الساحة الدولية على غرار روسيا وابريطانيا والنرويج وايرلاندا والسويد واسويسرا, والتضامن الدولي الواسع مع كفاح شعبنا العادل من اجل استكمال السيادة والاستقلال الوطني.

واذا كان الوضع يميزه عزلة المغرب التامة جهويا وسيطرة الدور الجزائري في حل الازمات, و الوضع الأمني في المنقطة أساسا في ليبيا والجزائر والعلاقات الجيدة بين دول المنطقة عدا المغرب فان الوضع الداخلي تميز ب”

* مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي يواصل دك تخندقات العدو يوميا ويكبده خسائر فادحة في الأرواح ولعتاد.

* تجاوب جيد مع دورات التدريب والتأهيل لتعزيز صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي والرفع من مستواه, وكذا على مستوى القطعات المدنية للمساهمة في حرب الاستنزاف.

* المدن المحتلة تحولت نارا تحت اقدام الغزاة، فمعركة عائلة اهل خيا في تصاعد مستمر, مع فشل كل سياسات واساليب العدو الدنيئة للنيل منها، الى جانب مبادرات أخرى.

* تحسن جيد على مستوى الخدمات الاجتماعية والمياه والبيئة بعد جولة الحكومة لتعميم برنامجها الذي صادق عليه المجلس الوطني.

* تقوية الوحدة الوطنية والتمسك بالجبهة وتجاوب متميز وغير مسبوق مع قرار استمرار الكفاح المسلح.

وبخلاصة فان الدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية لتنعقد في وضع مريح للقضية الوطنية, يبقى فقط على الشعب الصحراوي المزيد من التلاحم والتشبث بالجبهة الشعبية والتصعيد في كافة مجالات كفاحه لحسم المعركة المصيرية.