الشعب الصحراوي: 50 عامًا في أكبر سجن بالعالم

1
الشعب الصحراوي: 50 عامًا في أكبر سجن بالعالم
الشعب الصحراوي: 50 عامًا في أكبر سجن بالعالم

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة “المينورسو”، سيدي محمد عمار، أن الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية يعيش منذ خمسين عاماً في “أكبر سجن على وجه الأرض”، وسط انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتحت حصار مشدد.

وفي حوار أجراه مع إذاعة وتلفزيون تيمور الشرقية باللغة الإنجليزية (RTTL)، نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، قال سيدي محمد عمار إن الشعب الصحراوي “يعيش مقسماً، حيث يقيم عدد كبير من الصحراويين تحت الاحتلال المغربي منذ قرابة خمسين سنة، في حين يعيش الجزء الآخر في مخيمات اللاجئين”.

وأوضح الدبلوماسي الصحراوي أنه، ورغم هذه الظروف، “تمكنا من تشييد دولة بكامل مؤسساتها، وهي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، العضو المؤسس وكامل العضوية في الاتحاد الإفريقي”.

كما شدد على أن “قوات الاحتلال المغربية تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتمنع هيئات الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين ووسائل الإعلام من دخول الإقليم”، داعياً وسائل الإعلام الحرة إلى “محاولة كسر جدار الصمت والتعتيم الإعلامي المفروض على الصحراء الغربية المحتلة”.

وفي سياق حديثه، أبرز سيدي محمد عمار أوجه التشابه اللافتة بين كفاحي شعب تيمور الشرقية والشعب الصحراوي، قائلاً: “كلاهما بدأ في عام 1975، حيث كان الشعبان ضحيتين لجيرانهما، وفُرضت عليهما المقاومة، وعندما أدركا ضرورة خوض كفاح مشترك، خاصة على الساحة الدبلوماسية، تضافرت جهود حركتي التحرر في المحافل الدولية والإقليمية”.

وأضاف أن العلاقة بين الشعبين ليست تاريخية فحسب، بل لا تزال مستمرة وتتعمق يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن من أبرز معالم هذه العلاقة إقامة علاقات دبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية وجمهورية تيمور الشرقية عقب استقلالها.

وفي ما يخص الدروس التي يمكن أن يستفيد منها الشعب الصحراوي من تجربة تيمور الشرقية، قال سيدي محمد عمار إن “قضية الصحراء الغربية تحظى باهتمام منتظم من الأمم المتحدة، على عكس قضية تيمور الشرقية التي لم تُطرح على مجلس الأمن لأكثر من عشرين عاماً، ورغم ذلك، لم يفقد شعب تيمور الأمل، ولم يتخلَّ عن كفاحه، وهو درس قوي في التصميم والصمود والأمل”.

كما نوه بالدور البارز الذي لعبته شبكات التضامن الدولية والمجتمع المدني في تيمور الشرقية، والذي أسهم في تسليط الضوء على قضيتهم وزيادة الوعي بها دوليًّا، مشيراً إلى أن “مواصلة الكفاح أمر ضروري، لكن لا بد أيضاً من دعم فعال من المجتمع الدولي لإيصال صوت القضية إلى أنحاء العالم”.

وفي ختام حديثه، عبّر ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة عن أمله في أن يتمكن الشعب الصحراوي قريباً من الاحتفال بعيد استقلاله الوطني إلى جانب أشقائه في تيمور الشرقية ودول شقيقة أخرى، في مشهد يمثل نجاحاً جديداً لمسار تصفية الاستعمار، كما حدث في تيمور الشرقية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس