الصحراء الغربية كفاح ومقاومة لنيل الاستقلال والحرية

6
الصحراء الغربية كفاح ومقاومة لنيل الاستقلال والحرية
الصحراء الغربية كفاح ومقاومة لنيل الاستقلال والحرية

افريقيا برسالصحراء الغربية. المقاومة في الصحراء الغربية واحدة من التجارب الكفاحية الفريدة، التي خاضتها شعوب المعمورة ضد الاطماع الخارجية والتكالب الاستعماري بتعدد اهدافه ومراميه، حيث واجه الشعب الصحراوي عبر حقب من تاريخه الطويل محاولات استعمارية لاكثر من طرف، ضمن ما عرفته بقاع شتى من العالم، خاضت شعوبها مقاومة للاحتلال والتصدي للعدوان والهيمنة، خاصة في العصر الحديث ومع موجة التحرر التي اجتاحت العالم الثالث لطرد المستعمر وتحرير اوطانها من الهيمنة والغزو الذي ارتكب مجازر بشعة في سبيل السيطرة والاستحواذ على اراضي وخيرات الشعوب، فكان الشعب الصحراوي في مواجهة مباشرة مع الاستعمار الاسباني وساهمت عوامل متعددة في نمو الوعي الوطني التحرري لدى الشعب الصحراوي الذي اعتمد في مقاومته السلمية والمسلحة على امكانياته الذاتية لكنها استطاعت تثبيت أركان الدولة الصحراوية كحقيقة لا رجعة فيها وانتزعت شرعية الكفاح والمقاومة لاستكمال السيادة من خلال قرارات ولوائح الامم المتحدة التي اجمعت على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

وهي القرارات التي تشكل احراجا مستمرا للاحتلال المغربي وحلفائه خاصة فرنسا التي تعتبر عضو دائم بمجلس الامن الدولي واحد العقبات الكبيرة في طريق الحل في الصحراء الغربية.

لقد استعاد خيار المقاومة المسلحة زخمه وأهميته في العقود الاخيرة بعد مرحلة “السلام” وسريان توقيع اتفاق وقف اطلاق النار، وما نجم عنها من تذمر في الاوساط الشعبية خاصة فئة الشباب، في ظل الجمود الذي يمر به مخطط التسوية الاممي، وتعثر المفاوضات المباشرة بين الطرفين (جبهة البوليساريو والمملكة المغربية)، بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال المغربي في طريق الحل السلمي، ما عزز قرار استئناف الكفاح المسلح من جديد، ردا على الخرق المغربي لاتفاق وقف اطلاق النار والتوسع عسكريا نحو منطقة الكركرات جنوب الصحراء الغربية في الـ 13 نوفمبر 2020 من اجل فتح اكبر معبر غير شرعي في العالم، يستعمل بالاساس في تهريب المخدرات والقنب الهندي نحو افريقيا بعد تشريعه.

وبعودة الحرب من جديد الى المنطقة، استطاعت جبهة البوليساريو، كسر حالة الجمود وتأجيج فصول المعركة مع الاحتلال المغربي على اكثر من صعيد ، وعلى مستوى الانتفاضة بالاراضي المحتلة ومرافقتها بالعمل الدبلوماسي والاعلامي، والاستثمار في الهبة الشعبية بتدريب الالاف من الشباب في المدارس العسكرية وتشكيلهم في وحدات لتعزيز صفوف الجيش الصحراوي، ومارسة المزيد من الضغط على الاحتلال المغربي للانصياع للشرعية الدولية والوصول الى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

.

وخلال ما يأتي سنحاول التطرق الى جذور المقاومة الوطنية في الصحراء الغربية، ونستعرض جوانب من الكفاح السلمي والعسكري مرورا بالحركة الطليعية لتحرير الصحراء وانتفاضة الزملة التاريخية، وما اعقبها من مؤامرات م مهدت الطريق امام الغزو العسكري المغربي ودخول الشعب الصحراوي في الحرب الوجودية المستمرة حتى اليوم.