المبعوث الأممي يستكشف مواقف الأطراف “المؤثرة” لتحريك ملف “الصحراء الغربية”

11
المبعوث الأممي يستكشف مواقف الأطراف
المبعوث الأممي يستكشف مواقف الأطراف "المؤثرة" لتحريك ملف "الصحراء الغربية"

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بعد مضي نحو أسبوعين على مباشرة مهامه رسميًا، بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء ستفان دي ميستورا في التواصل مع الأطراف المؤثرة من أجل تحريك عجلة تسوية نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة ”البوليساريو“.

وعقد دي مستورا لقاءات منفردة مع بعض أطراف النزاع، إذ التقى، أخيرًا، بالمندوب الدائم لموريتانيا لدى منظمة الأمم المتحدة سيدي ولد بحام ولد محمد لغظف. وناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين موريتانيا ومنظمة الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل دائم ومتوافق عليه لهذا النزاع الممتد لنحو 44 سنة.

وتؤكد نواكشط أنها تدعم المساعي الأممية الرامية إلى إيجاد حل لقضية الصحراء، كما تعتمد على الحياد الإيجابي. وقبل ذلك التقى دي ميستورا بسيدي عمار ممثل جبهة ”البوليساريو“ لدى الأمم المتحدة.

وقال ممثل الجبهة، والتي تصفها الرباط بـ“الانفصالية“، في تغريدة له على صفحته الرسمية عبر ”تويتر“، إنه أطلع دي ميستورا على موقف جبهة ”البوليساريو“ بشأن آفاق عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية.

وفي نفس السياق، عقد المبعوث الأممي لقاءات ثنائية مع تمثيليات دبلوماسية بمقر الأمم المتحدة؛ ويتعلق الأمر بكل من سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، ومندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة.

ورأى عبدالفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن المشاورات الأولية التي استهلها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا مع موريتانيا، وجبهة ”البوليساريو“، جاءت لاستخلاص جوهر النقاش مع باقي الأطراف الرئيسة وهي: المغرب، والجزائر. ورجّح الفاتحي في تصريح لـ ”إرم نيوز“، أن يؤخر دي ميستورا مباحثاته مع الأطراف الرئيسة المذكورة إلى أن يتهيأ معرفيًا من خلال الإنصات إلى باقي المواقف.

واعتبر الخبير المختص في قضايا الساحل والصحراء، أن حل نزاع الصحراء موجود بين المغرب والجزائر، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير من المبعوث الأممي، متوقعًا أن يُرتب دي ميستورا زيارات رسمية للرباط والجزائر لعقد لقاءات على أعلى مستوى قبل المرور إلى مرحلة أخرى من هذه العملية السياسية.

وشدد الخبير على أن جل الإرهاصات تؤكد أن أطراف النزاع (المغرب، الجزائر، البوليساريو، موريتانيا) ستتوجه للجلوس مرة أخرى على مائدة مستديرة للخروج بحل سياسي دائم ومتوافق عليه.

وتدعم الجزائر جبهة ”البوليساريو“ التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية، والتي يراها المغرب جزءًا من أراضيه. وكان مجلس الأمن مدد، نهاية أكتوبر الماضي، مهمة البعثة الأممية ”المينورسو“ إلى سنة واحدة في الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وجاء في نص القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، أن مجلس الأمن ”قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو، إلى غاية 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2022“. ودعا هذا القرار الجديد الأطراف المتنازعة (المغرب، الجزائر، البوليساريو، موريتانيا) إلى استئناف المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة دون شروط.

وتعد مشكلة الصحراء الغربية، واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا واستعصاءً على محاولات الحل، ولم تفضِ المساعي الدولية إلى تسوية ملموسة حتى الآن. وتقترح الرباط، التي تسيطر على ما يقرب من 80% من أراضي المنطقة الصحراوية، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة ”البوليساريو“ إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير، ومن ثم الانفصال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس