تعرضتُ للإغتصاب والضرب ووضعت رهن الإقامة الجبرية.. وبالرغم من ذلك سنظل أقوياء وسنواصل مقاومتنا السلمية (بقلم: سلطانة خيا)

18
تعرضتُ للإغتصاب والضرب ووضعت رهن الإقامة الجبرية.. وبالرغم من ذلك سنظل أقوياء وسنواصل مقاومتنا السلمية (بقلم: سلطانة خيا)
تعرضتُ للإغتصاب والضرب ووضعت رهن الإقامة الجبرية.. وبالرغم من ذلك سنظل أقوياء وسنواصل مقاومتنا السلمية (بقلم: سلطانة خيا)

أفريقيا برسالصحراء الغربية. نشره شبكة “سي إن إن” الأميركية/ ترجمه “إيكيب ميديا”

في وقت مبكر من هذا الشهر، أعادت إدارة بايدن التأكيد على اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وهي منطقة تقع في سواحل شمال غرب افريقيا تصفها الأمم المتحدة بالإقليم الغير محكوم ذاتيا”.

يحتلون بيتي وشعبي، الصحراويون يتعرضون للاعتداء وموقف الولايات المتحدة بشأن الصحراء الغربية يشرعن ذلك الاحتلال ويستخدم كمبرر لمزيد من الاعتداءات الأخرى، اعي ذلك واعرفه جيدا لأنني عشته.

وبصفتي مدافعة عن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره كنت على الدوام هدفا لحكومة الاحتلال المغربي، تعرضت للضرب والتعذيب واختطفت من طرف البوليس السياسي المغربي اثناء مشاركتي في احتجاجات سلمية واقتلعت عيني اليمنى من طرف افراد الشرطة المغربية العام 2007.

ولأنني ارفض الصمت كثف المغرب من جهوده القمعية ضدي العام الماضي. وفي 19 نوفمبر واثناء توجهي الى منزل عائلتي في بجدور تم توقيفي عند كمين للشرطة والجيش المغربيين اجبروني على ركوب سيارة شرطة ثم نقلوني الى احدى مراكزها الغير بعيدة. هناك خضعت للتحقيق وللاعتداء الجنسي وامروني بأن أتوجه إلي منزلي دون ان أتوقف للحديث مع أي كان.

وعند وصولي الى المنزل وجدته محاصرا ب 21 عربة تابعة للشرطة ناهيك عن العديد من الضباط الذين كان يدفعوني بعنف الى داخل المنزل ومذ ذلك الحين وانا محبوسة في منزلي بالإكراه.

ان واقع اقامتي الجبرية التي دخلت شهرها التاسع لا يستند الى أي اساس قانوني – ولم يطلعوني على أي امر صادر عن محكمة يدل على امر باحتجازي ولم ابلغ باي تهم جنائية ضدي.

أبلغت الحكومة المغربية منظمة العفو الدولية بأنني لست قيد الإقامة الجبرية وكذبت بيانا للمقرر الخاص الاممي المعني بأوضاع المدافعين عن حقوق الانسان تضمن تفاصيل عن الاعتداءات التي تعرضت لها قائلة انه يتعارض مع المناقشات الجارية في إطار الدورة 47 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ولا يتناسب اطلاقا مع الحوار والاحترام المتبادل الذي يتوقعه المغرب في الأمم المتحدة. وفي الأثناء يبدو أن قوات الاحتلال المغربية مصممة ليس فقط على اعتقالي بشكل تعسفي بل على مضايقتي وتعذيبي ولربما قتلي كذلك.

تحافظ الشرطة والجيش المغربيين وغيرهم من الأجهزة البوليسية على تواجدهم خارج منزل عائلتي ويمنعون أي شخص من دخوله او مغادرته حتى ولو تعلق الامر بإحضار الطعام، قطعوا التيار الكهربائي منتصف ابريل الماضي ويقوم افراد من الشرطة بإلقاء سوائل سامة وكريهة بشكل يومي مما يجعل التنفس أمرا صعبا وبصراحة انهم يودون قتلي.

كما داهمت تلك القوات المنزل مرارا وتكرارا واعتدت بشكل وحشي علي وعلى والدتي وشقيقتي شهر مايو وخلال الاعتداء قام افراد من تلك القوة باغتصابي انا وشقيقتي مستخدمين عصا مكنسة كنا نستخدمها لرفع علم الجمهورية الصحراوية فوق سطح منزلنا كل يوم -كشكل مقاومة قد يكلفني حياتي في النهاية -.

المؤسف ان قصتي هي واحدة من عديد القصص لما يتعرض له الشعب الصحراوي من قمع مغربي خاصة المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والتي تم توثيقها جيدا. لقد ناضل الصحراويون وهم تحت الاحتلال منذ 1975 وسيستمر هذا القمع حتى يتلاشى الاحتلال. وبينما يدعم مجلس الأمن الاممي منح شعب الصحراء الغربية حقه في تقرير مستقبله عبر استفتاء يرفض المغرب السماح بإجراء هذا الاستفتاء ويصر على حرماننا من ذلك الحق.

أعيش خيبة امل، فيوم الأربعاء الماضي قدم وكيلي القانوني الدولي قضيتي الى فريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي حاثا إياه على التأكد من احتجازي بشكل تعسفي وداعيا إياه الى المطالبة بالإفراج الفوري عني وضمان تحقيق العدالة لي وللشعب الصحراوي لكنني احتاج كذلك الى مساعدة من طرف الولايات المتحدة.

أولا، يجب على إدارة بايدن ان تعترف باحتلال المغرب الصحراء الغربية مثلما هو فعلا قائم وان توقف الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية، هذا الاعتراف الذي أعلنه دونالد ترامب في تغريدة غرده ديسمبر 2020 وتتعارض مع مضامين عقود من السياسة الأميركية بشأن الصحراء الغربية.

عندما تولى بايدن منصبه كرئيس كنا نحن الذين نقاوم من اجل حقنا في تقرير المصير نأمل في ان يقوم هو بتصحيح ذلك. لكن وزارة الخارجية كررت في الفاتح من يوليو عدم وجود أي تغيير في سياساتها وزعمت ان حقوق الانسان هي مسالة مركزية في سياساتها وهو امر يصعب تصديقه بينما تقف الى جانب المغرب في احتلاله الغير شرعي للصحراء الغربية وقمعه لشعبها.

ثانيا، كجزء من إعادة ارتباطها بمجلس حقوق الانسان يجب ان تضغط اميركا بقوة من اجل اجراء استفتاء تقرير المصير. أعادت الجمعية العامة التأكيد على حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية منذ العام 1966 حين كان يشار اليها بالصحراء الاسبانية وانشا مجلس الأمن بعثة لتنظيم الاستفتاء العام 1991.

من جهتها كذلك صوتت الولايات المتحدة باستمرار لصالح قرارات مجلس الأمن التي تسعى لإجراء استفتاء تقرير المصير طالما أن الرئيس بايدن دافع للعودة لسيادة القانون الدولي لذا يجب على الولايات المتحدة تولي قيادة ذلك لضمان إجراء الاستفتاء الموعود منذ مدة طويلة.

ثالثا، يجب على أمريكا أن تجعل من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة ومن تقرير مصير الشعب الصحراوي قضيتين أساسيتين في علاقاتها الثنائية مع المغرب. فعلى سبيل المثال لم تتضمن المكالمة الأخيرة بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره المغربي بوريطة أي ذكر للصحراء الغربية او حقوق شعبها وتقرير مصيره حين أكد على التزامه بحقوق الإنسان.

لكي يحدث تغيير مثمر فان المغرب بحاجة لمعرفة ان حلفائه الأقوياء يولون اهتماما فيما بينهم. لا اجد الكلمات المعبرة عن معاناتي اللامتناهية التي تحملتها شخصيا و شعبي بشكل اعم تحت هذا الاحتلال العنيف، لكننا سنظل أقوياء وارادتنا ثابتة و سنستمر في مقاومتنا السلمية الى النهاية.