تقاعس المجتمع الدولي عن دعم حق الشعب الصحراوي

0
تقاعس المجتمع الدولي عن دعم حق الشعب الصحراوي
تقاعس المجتمع الدولي عن دعم حق الشعب الصحراوي

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تطرق الخبير الأوغندي ديسكسون ديونكو المختص في النازحين والنزاعات، إلى تقاعس المنتظم الدولي عن تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.

وأشار الخبير الأوغندي في مقال مطول إلى تقاعس

الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا عن ايجاد حل للقضية الصحراوية، وكيف أبقت الشعب الصحراوي لأكثر من 50 سنة خارج وطنه.

ومع حلول اليوم العالمي للاجئين – يضيف الخبير الأوغندي – نقف هذه السنة 2025 لنتأمل في المعاناة البشعة للشعب الصحراوي النازح واللأجئ كمثال جلي ومستمر على تعقيدات ازمات اللأجئين التي طال امدها.

وعلى مدى نصف قرن من الزمن,عاش الصحراويون في اللجؤ محرومين من بلدهم فأصبحو ضحية التيارات الجيوسياسية المتناقضة حول ملف الصحراء الغربية.

وتطرق صاحب المقال بعمق في جذور نزوح الشعب الصحراوي وتقاعس المجتمع الدولي عن حل قضيتهم٫وكذالك التأثير العميق للقوى الدولية خاصة الولايات المتحدة الامريكية و فرنسا في عدم المشاركة الفعالة لانصافهم.

ومنذ اندلاع الصراع في الصحراء الغربية سبعينات القرن الماضي وبعد انسحاب إسبانيا الاحادي الجانب عام1975 دون منح الشعب الصحراوي استقلاله،بل الاكثر قامت بتسليم الأقيم للغزو المغربي والموريتاني انذاك على ضوء اتفاقية مدريد التي انتهكت بشكل صريح قرار محكمة العدل الدولية لسنة 1977″

هذا القرار الذي ينص ويؤكد بأن ليس هناك اي علاقة تاريخية بين كل من الشعب الصحراوي والدولتين الغازيتين المغرب وموريتانيا و ليس لهما اي سيادة اقليمية على الصحراء الغربية.

وادت الحرب بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية الى نزوح جماعي لألاف الصحراويون الذين يقيمون الأن في مخيمات بتندوف غرب الجزائر وعلى الرغم من انسحاب موريتانيا،الا ان دولة الاحتلال المغربية بقت لوحدها مستمرة في احتلالها مما ادى الى ترسيخ ازمة طويلة تتسم بالفقر والجوع ومحدودة الخدمات الانسانية والاساسية لشعب الصحراء الغربية , رغم مساعي مفاوضات السلام والمجهودات الأخرى العديدة يبقى الحل بعيد المنال وقد تفاقمت الازمة مؤخرا بسبب فشل الأمم المتحدة في تنظيم الاستفتاء الذي وعدت به شعب الصحراء الغربية على الرغم من تمسك الصحراويون بهويتهم الوطنية وثقافتهم التاريخية, اعتبارا ان الشعب الصحراوي شعب بدوي ذو تراث ثقافي مميز يمزج بين التأثيرات البربرية و العربية والافريقية ويغذي شعورهم الراسخ بالهوية والقومية نضالهم الدؤوب من اجل تقرير المصير واقامة دولتهم.

وبينما تعترف بهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون أللاجئين كلاجئين،فإن هذا التناقض يطرح مفارقة اذ يرتبط اللاجئون عادة بدولة محددة فروا منها ومع ذلك ذالك تعترف الأمم المتحدة بالصحراء الغربية كٱقليم غير متمتع بالحكم الذاتي مما يعني بصراحة الحق في بناء دولة وهي الصحراء الغربية المنزوعة منهم بسبب الاحتلال المغربي، بالإضافة إلى ذلك ووفقا لإتفاقية مونتيفيديو لعام1933 فإن الشعب الصحراوي يستوفي معايير بناء دولته حيث يمتلك اقليما محددا وحكومة في المنفى والقدرة على اقامة علاقات دولية.

ويتجلى ايضا تناقض المشروعية الدولية في ان الاتحاد الافريقي يعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمفراطية كدولة ذات سيادة مما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لمكانة الدولة الصحراوية.

وقد استضافت الجزائر وبكرم اللاجئين الصحراويين على مدى خمسة عقود وقد ساهمت هذه الضيافة الطويلة في استمرار احدى اطول ازمات اللاجئين في العالم

في الحاضر لازال مايقارب 173.600 صحراوي يقيمون في خمسة مخيمات ويعيشون في مستقبل غامض معتمدين على المساعدات الانسانية ويتواجد اكثر من 80% منهم بهذه المخيمات لأكثر من 50 سنة مع محدودية كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية كالتعليم،الاقتصاد و الرعاية الصحية التي تعد جد مزرية ويعاني الصحراويون من نقص الامدادات الطبية و الرعاية التخصصية مما ادي الى ارتفاع معدلات الوفيات خصوصا في الاطفال ضف إلى ذلك انعدام الأمن الغذائي حيث يعتمد اكثر من 70% على المساعدات وتواجه نسبة 88% انعدام الامن الغذائي المزمن

وتهدف الأمم المتحدة من خلال بعثتها للإستفتاء في الصحراء الغربية ( مينورسو) التي تأسست عام 1991 للإشراف على عملية وقف اطلاق النار وتنظيم استفتاء لتقرير المصير الا ان الاستفتاء لم ينظم قط مما ادى الى ترك النزاع بدون حل ,وبما ان المجتمع الدولي يقدم المساعدات الانسانية ويدعم عملية المفاوضات الا ان هناك حاجة الى تظافر الجهود اكثر لمعالجة الاسباب الجذرية ودعم حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.

ويبقى دور الأمم المتحدة معقد فهي ترعى فقط وقف اطلاق النار مع تعرضها لإنتقادات كثيرة بسبب فشلها في تنظيم الاستفتاء المتفق عليه مما يسلط الضوء على انفصال عميق بين التفويض و العمل.(واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس