الصحراء الغربية – افريقيا برس. كشف ممثل جبهة البوليساريو لدى الامم المتحدة، الدكتور سيدي محمد عمار، أن الجبهة لا تتوقع الكثير من القرار الذي تتم مناقشته هذه الأيام داخل مجلس الأمن الأممي في ظل استمرار التعنت المغربي والتقاعس الأممي المرفوض.
وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء الجزائرية، عما تتوقعه جبهة البوليساريو من مجلس الأمن وهو بصدد عقد جلسته حول البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، لم يخف الدبلوماسي الصحراوي “عدم تفاؤل جبهة البوليساريو الكبير”، مؤكدا “أن كل الدلائل تشير إلى أنه ليس هناك أي جديد من حيث الشكل ولا المضمون وبالتالي فان جبهة البوليساريو لا تتوقع كثيرا من هذا القرار الذي لا ينتظر أن يحمل أي جديد مقارنة بجلسة العام الماضي التي تم فيها تجديد ولاية البعثة الاممية لسنة جديدة”.
وإذا كان الحال كذلك – يضيف الدكتور سيدي محمد عمر – فإنه سيكون “عودة مؤسفة إلى سياسة ترك الامور على حالها المعتاد وهو بالطبع لا يخدم العملية السياسية التي توجد في وضعية شلل تام منذ استقالة المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة هورست كوهلر في مايو الماضي”.
ويأتي هذا التقاعس الأممي بالرغم من الدعوات المتكررة لجبهة البوليساريو للامين العام للامم المتحدة إلى تفعيل العملية السياسية والدفع بها باتجاه الحل الذي طالما دعا إليه مجلس الامن والقائم على تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وكان عضو الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو، وممثلها لدى الأمم المتحدة، قد أكد في وقت سابق انه “لا يمكن التعويل على دور أي مبعوث شخصي للامم المتحدة إلى الصحراء الغربية لتحريك العملية السياسية للنزاع في الصحراء الغربية في ظل غياب الإرادة السياسية للمحتل المغربي وعدم انخراط جاد لمجلس الامن”.
لذلك توقع الدبلوماسي الصحراوي أن تسفر مشاورات أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال جلسته الخاصة المقبلة على العمل بتوصية الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، بالتمديد لبعثة “المينورسو” لمدة سنة كاملة، كما أنه من المتوقع أن تشكل مناقشات أعضاء المجلس توطئة لتعيين مبعوث أممي جديد للصحراء الغربية.
ويعقد مجلس الأمن، هذا الأسبوع، جلسة خاصة لبحث تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) التي ستنتهي ولايتها الحالية في 31 أكتوبر، وهي ثالث جلسة يخصصها المجلس للنزاع في الصحراء الغربية بعد الاجتماعين الاخيرين حول القضية.
وكشف سيدي محمد عمار، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الولايات المتحدة الامريكية التي تقوم بتحيين الصيغة النهائية للقرارات المتعلقة بتجديد ولاية بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية قد وزعت مشروع قرار حول تجديد ولاية البعثة على مجموع أعضاء مجلس الامن”.
وأشار إلى أنه يتم حاليا التشاور بين أعضاء المجلس ال 15 حول مشروع القرار لعرضه فيما بعد للتصويت، دون أن يفصح عن يوم عقد الجلسة.
وينضم صوت الدبلوماسي الصحراوي لعديد من الاصوات الدولية التي تطالب هي الاخرى بضرورة الاسراع في إيجاد تسوية عاجلة للنزاع في الصحراء الغربية، حيث تعالت مؤخرا العديد من الاصوات داخل جلسة لمجلس الامن مطالبة بضرورة “التعجيل في تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية، من أجل المحافظة على الزخم السياسي الذي تحقق خلال الأشهر الماضية”، محذرة من “التداعيات الخطيرة لحالة الجمود الراهنة”.
وفي هذا السياق، حذرت ألمانيا خلال هذه الجلسة المغلقة حول التطورات في الصحراء الغربية من “التداعيات الخطيرة للوضع في الصحراء الغربية نتيجة حالة الجمود الراهنة”، ودعا مندوب ألمانيا بالأمم المتحدة، غونتر سوتر، إلى ضرورة “تعيين مبعوث جديد قبل نهاية العام”، مؤكدا أن حالة الجمود “تؤثر على الشعب الصحراوي الذي يعاني من جراء استمرار النزاع في الصحراء الغربية”.
بدوره، أكد سفير بلجيكا على “الحاجة الملحة لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو تحت قيادة مبعوث شخصي جديد”، ودعا إلى “دعم البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) وتجنب أي عمل من شأنه أن يؤدي الى تفاقم التوتر بالصحراء الغربية”.
ومن جهتها، أكدت جمهورية أستونيا على “ضرورة المحافظة على الزخم السياسي الذي تحقق خلال الاشهر الماضية من خلال تعيين مبعوث جديد في اقرب الآجال”.
كما دعا مندوب فيتنام بالأمم المتحدة، دينغ تينغوي، إلى “استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل لقضية الصحراء الغربية”، معربا عن تضامن بلاده مع الشعب الصحراوي .
وفي سياق متصل دعا العديد من مندوبي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مداخلاتهم أمام الدورة ال75 للجنة الرابعة للجمعية العامة الأممية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتنظيم استفتاء تقرير المصير لشبعها لوضع حد لهذا الوضع غير القابل للاستمرار.
من جهة أخرى تظاهر مئات الصحراويين في عدة مناطق من الأراضي المحررة للصحراء الغربية امام جدار الذل والعار العسكري المغربي بمنطقة امهيريز، والبئر لحلو، وتفاريتي، ويرابط العشرات أمام الثغرة غير الشرعية بمنطقة الكركرات مطالبين بإغلاقها، ومنددين بالتقاعس الأممي المرفوض.