أفريقيا برس – الصحراء الغربية. لم تمر الزيارة التي قادت أحد رجالات الطريقة التجانية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، الأمير السنوسي السنوسي لاميدو أمينو، إلى المملكة المغربية دون أن تحدث جدلا بين أبناء هذه الطريقة المتجذرة في القارة السمراء.
فقد انتقد المجلس الأعلى لشؤون الفيضة التجانية، الذي مقره أبوجا بنيجريا، هذه الزيارة لما اعتراها من حسابات سياسية لا تخدم أهداف هذه الطريقة، فضلا عن اعتبار الأمير السنوسي لاميدو أمينو، لا يمثل الطريقة التجانية في نيجيريا.
وجاء في بيان تلقت “الشروق” نسخة منه، “بدعوة خاصة من المملكة الشقيقة، قام الأمير السابق لمنطقة كانو، الأمير السنوسي الثاني رفقة وفد من الإخوة والأئمة التجانيين بزيارة محبة وأخوة إلى إخوانهم في المملكة المغربية، وهي زيارات محببة ومطلوبة، ولولا السياحة الدينية ما كان للطريقة التجانية هذا الانتشار والانتصار”.
وأضاف البيان: “إلا أننا وجب علينا التنبيه لبعض المغالطات الاعلامية والشرعية، فإذا كان محمد السنوسي الثاني لاميطو ممثلا للشيخ الخليفة محمد الماحي ابراهيم نياس رضي الله عنه، فإنه بالمقابل لا يمثل التجانيين في دولة نيجيريا ولا يحق له التكلم باسمهم ولا إقحامهم في بيعة سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالنهج الذي رسمه ورسّمه شيخنا القطب سيدي أحمد التجاني (رضي الله عنه)، وأن المرجع الرسمي المعتمد والوحيد هو المجلس الأعلى لشؤون الفيضة التجانية بتمثيل الشيخ طاهر عثمان بوتشي والشيخ الشريف ابراهيم صالح مدغري”.
وكان السنوسي قد زار المملكة المغربية في النصف الأول من الشهر الجاري، واستغل الإعلام الرسمي المغربي هذه الزيارة ليتحدث عن المغرب كمهد للطريقة التجانية، محاولا السطو على موروث ديني جزائري عريق، على اعتبار أن مؤسس هذه الطريقة هو الشيخ أحمد التجاني الذي ولد في مدينة عين ماضي بولاية الأغواط.
وتعتبر الخلافة التجانية أكثر الطرق الصوفية انتشارا في القارة السمراء وحتى خارجها، وقد أصبح لها نفوذ كبير في البلدان الإفريقية ولاسيما الغربية منها، كما بات بإمكانها التأثير على صناعة القرار السياسي في دول مثل السنغال وبعض جيرانها.
وجاءت زيارة السنوسي إلى المغرب في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر ونيجيريا تطورا لافتا على أكثر من صعيد، الأمر الذي قرأه متابعون محاولة من قبل نظام المخزن المغربي، التشويش على هذه العلاقة عبر توظيف بعض الأوساط المحسوبة على الطريقة التجانية، للتأثير على القرار السياسي في هذا البلد، بما يخدم مصالح النظام المغربي.
ويحرص نظام المخزن المغربي على ترسيخ بعض الأكاذيب لدى الأفارقة المنتمين للطريقة التجانية، من قبيل أن مهد هذه الطريقة هو المغرب وليس الجزائر، وذلك بهدف استغلال بعض رموز هذه الطريقة ومن ثم التأثير على بعض الدول الإفريقية الخاضعة لنفوذ هذه الطريقة، وفق تصريح سابق للدبلوماسي والخبير في الشؤون الأفريقية، نور الدين جودي.
بقلم: محمد مسلم
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس