نفعي أحمد محمد
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد رئيس الوفد المفاوض مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو خطري أدوه، بأنه على الأمم المتحدة البحث في الحل عن التسوية السلمية بدءا من مراجعة أسباب فشل كل المساعي الماضية و كل المسارات الماضية و جهود المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة.

وأوضح السيد خطري أدوه عقب لقاءه بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا بأن مسار التسوية يتطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إذا ما كانوا جديين في التسوية السلمية، أن يبحثوا عن الحل إنطلاقا من مراجعة أسباب فشل كل المساعي و المسارات الماضية وجهود المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة.
و أشار مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو إلى أن: “فشل كل المساعي في الفترات الماضية كلها راجعة إلى تعنت النظام المغربي ورفضه المستهتر للذهاب في تطبيق الشرعية الدولية وفي إحترام حق الشعب الصحراوي ليس فقط في تقرير المصير، ولكن في الاستقلال الذي رافقته كل هذه السنوات، بلدان نافذة في مجلس الأمن الدولي”.
و قال خطري أدوه: “إن هذه البلدان النافذة، كانت تغذي هذا التنعت و هذا “الغي و الإيغال” في محاولة فرض الأمر الواقع و فرض الإحتلال على الصحراويين، و هو ما يرفضه الشعب الصحراوي اليوم و غدا مثلما رفضه أمس في أكتوبر من سنة 2019 من خلال التوقف عن مجارات مسار التسوية، ثم في 13 نوفمبر 2020 عندما إستأنف الشعب الصحراوي كفاحه المسلح ضد السلطات المغلابية”.
و وجه المسؤول الصحراوي رسالة للمجتمع الدولي و مجلس الأمن وللأمين العام للأمم المتحدة و لمبعوثه الشخصي مفادها: “ما لم تصلح كل المواقف السلبية، سواء من جانب المغرب أومن داعميه، سوف تستمر الأمور في هذا الحصار على مستوى التسوية”، مؤكدا بأن كفاح الشعب الصحراوي مجمع عليه ومتوحد عليه و مصمم على الإستمرار فيه حتى تحقيق الإستقلال الوطني و سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها”.
و أبرز المسؤول الصحراوي أن زيارة دي ميستورا تأتي في وقت مهم، أصبحت الأوضاع فيه مختلفة تماما على ما كانت عليه مند سنتين:”حيث أصبحنا الآن في وضع مواجهة عسكرية وتوقف تام عن مسار التسوية، وهو ما دفع بالأمم المتحدة إلى محاولة إسترجاع ديناميكية وحيوية لمسار البحث السلمي عن حل عادل و نهائي لمشكل تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية”.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحرء الغربية ستافان دي ميستورا، قد أجرى مباحثات أولية مع رئيس الوفد الصحراوي المفاوض ومسؤول أمانة التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو خطري أدوه بمقر دار الضيافة بالوحدة الإدارية والسياسية الشهيد الحافظ.
وجرت المباحثات بحضور كل من رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي محمد الولي أعكيك، وزيرة التعاون فاطمة المهدي، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو الدكتور سيدي محمد عمار، والمستشار برئاسة الجمهورية عبداتي أبريكة.
ودعت جبهة البوليساريو إلى ضرورة تكثيف الجهود الأممية من أجل إيجاد تسوية عادلة وعاجلة للنزاع في الصحراء الغربية عبر تمكين الشعب الصحراوي من حق حرية اختيار مصيره وفق مواثيق القانون والشرعية الدوليين .
وأبلغ المفاوضون الصحراويون المبعوث الأممي بعتب الشعب الصحراوي على الأمم المتحدة بفعل توالي سنوات انتظار الحل، في وقت لم تقم بعثة المينورسو أي اللجنة الأممية لتطبيق الاستفتاء في الصحراء الغربية بمهمتها الرئيسية التي أنشأت من أجلها، في حين تظل البعثة الأممية الوحيدة في العالم التي لا تضطلع بملف حقوق الإنسان ومراقبته والتقرير عنه.
ويعتبر حضور الجانب العسكري في جل لقاءات المبعوث الأممي مؤشرا على حضور خيار الكفاح المسلح المشروع بعد الخرق المغربي لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020 ، وهو ما شكل عودة الحرب للواجهة في الصحراء الغربية، ولعل هذه من بين اكبر التحديات التي قد تواجه الدبلوماسي الإيطالي السويدي في إدارة العملية السياسية المتوقفة منذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر.
وكان ستيفان دي ميستورا قد قام بزيارة تقوده للمنطقة ضمن جولته الأولى للمنطقة عقب تعيينه اكتوبر 2021، خلفا للألماني هورست كولر الذي استقال في ماي 2019 لدواعي صحية.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية دي ميستورا، قد استهل جولته من بالمغرب، وذلك في إطار جهود الأمم المتحدة لبعث المفاوضات بين طرفي النزاع “جبهة البوليساريو و المغرب” .
ودامت الزيارة ليومين، حيث قادته إلى العديد من المؤسسات الوطنية، وجمعته لقاءات مع مجموعة من الشباب والنساء عن الطرف الصحراوي، على أن يختتم زيارته بلقاء رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس