أفريقيا برس – الصحراء الغربية. نظمت رابطة النساء الصحراويات بفرنسا احتفالية كبرى تخليدًا للذكرى الخمسين لإعلان الوحدة الوطنية، بحضور افراد الجالية الصحراوية، وممثل جبهة البوليساريو بفرنسا محمد عالي الزروالي، بالإضافة شخصيات سياسية فرنسية وأصدقاء متضامنين مع القضية الصحراوية.
الحدث الذي يُعدّ محطة مفصلية في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، استهل بكلمة للسفير محمد عالي الزروالي ممثل الجبهة بفرنسا أكد فيها أن الوحدة الوطنية كانت ولا تزال الركيزة الأساسية لصمود الشعب الصحراوي وصون كرامته، مشيرًا إلى أنها جاءت في مواجهة مؤامرات دولية كانت تستهدف محو الهوية الصحراوية.
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أن الهدف الأسمى للوحدة هو تحرير الوطن وبناء دولة صحراوية مستقلة، ذات سيادة وديمقراطية.
وأوضح الزروالي أن إحياء هذه الذكرى هذا العام يكتسي أهمية خاصة، إذ يتزامن مع اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2797 (2025)، القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وهو ما يشكل تأكيدًا جديدًا على التزام المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لإيجاد حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
ورغم ما روجت له بعض وسائل الإعلام المغربية والغربية، شدّد الدبلوماسي الصحراوي على أن القرار الأممي لم يُشكّل أي انتصار دبلوماسي للمغرب أو لحلفائه، بل أكد مجددًا أن السيادة الحقيقية تعود إلى الشعب الصحراوي وحده، باعتباره المالك الشرعي للكلمة الأخيرة في تقرير مصير أرضه ووطنه.
واختتم الزروالي كلمته بالتأكيد على أن قضية الصحراء الغربية كانت وستظل قضية تصفية استعمار، ما دام الشعب الصحراوي لم يُمكَّن بعد من ممارسة حقه الكامل في تقرير المصير بحرية وشفافية.
من جهته، شدّد سيدي محمد، مسؤول الجالية الصحراوية بفرنسا، على أهمية هذه المناسبة في ترسيخ قيم الوحدة والتلاحم الوطني بين مختلف مكونات الشعب الصحراوي، داعيًا إلى مواصلة النضال لمواجهة التحديات وتحقيق الاستقلال. كما أكد على الدور الحيوي للجالية الصحراوية في الخارج باعتبارها جبهة متقدمة للدفاع عن القضية الوطنية.
وتخلل الحفل عدد من المداخلات التضامنية من بعض المنتخبين المحليين في منطقتي مونت لا جولي و ليميرو وممثلين عن الجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية الصحراوية، الذين جددوا دعمهم الثابت لنضال الشعب الصحراوي من أجل الحرية.
كما تميزت الاحتفالية بفقرات فنية وثقافية متنوعة، قدمها أطفال وبنات الرابطة، أبرزها لوحة “عين بنتيلي” التي جسدت رمزية يوم إعلان الوحدة الوطنية، ولوحة “الخنكة” التي استحضرت لحظة إطلاق أول رصاصة ضد الاستعمار الإسباني، إيذانًا ببدء الكفاح المسلح بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وفي رسالة سياسية رمزية قوية، قدّمت نساء الرابطة عرضًا مسرحيًا بعنوان “الصحراء الغربية ليست معروضة للبيع”، عبّرن فيها عن تمسّك الشعب الصحراوي بحقّه التاريخي في أرضه، وسط تفاعل واسع من الحاضرين.
وتواصلت فقرات الحفل بالأغاني الوطنية والهتافات التي ملأت القاعة، ملوّحة بالأعلام الصحراوية، في مشهد جسّد عمق الانتماء والوحدة الوطنية.
كما جرى تكريم التلاميذ الصحراويين المتفوقين دراسيًا هذا العام، تشجيعًا لهم على التميز، إضافة إلى تكريم عدد من نساء الرابطة تقديرًا لجهودهن في إنجاح هذا الحدث وخدمة القضية الوطنية.
واختُتمت الاحتفالية بتجديد العهد على المضي في طريق النضال حتى تحقيق النصر واستكمال السيادة الوطنية على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، تأكيدًا على أن الشعب الصحراوي، أينما وجد، يظل متمسكًا بوحدته الوطنية كخيار استراتيجي لا رجعة فيه. (واص)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس





