شرعية تمثيل البوليساريو للشعب الصحراوي, و اعتبار التصرف في ثروات الصحراء الغربية سرقة موصوفة, مخرجات المحكمة الاوروبية تفتح آفاقا جديدة.

15
راي صمود: شرعية تمثيل البوليساريو للشعب الصحراوي, و اعتبار التصرف في ثروات الصحراء الغربية سرقة موصوفة, مخرجات المحكمة الاوروبية تفتح آفاقا جديدة.
راي صمود: شرعية تمثيل البوليساريو للشعب الصحراوي, و اعتبار التصرف في ثروات الصحراء الغربية سرقة موصوفة, مخرجات المحكمة الاوروبية تفتح آفاقا جديدة.

أفريقيا برسالصحراء الغربية. نسفت محكمة العدل الأوروبية بقرارها التاريخي الأربعاء، الأسس التي أقام عليها المتآمرون مع نظام الاحتلال المغربي مخططاتهم، لسرقة ثروات الصحراء الغربية، واعتبارها طريقا سالكا الى أسواق افريقيا الواعدة، بل ونموذجا قابلا للتعميم على دول الجوار وعلى القضية الفلسطينية.

ان رغبة هؤلاء الملحة لوضع مخططاتهم تلك قيد التطبيق، اصطدمت بجبهة البوليساريو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، كعقبة كأداء في طريقهم، لذلك تقاطعت أهدافهم ومصالحهم مع اهداف ومصالح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المهوس بدعم احتلال الكيان الاستيطاني الصهيوني للأراضي الفلسطينية، عندما اقر بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، معتقدا ان تنفيذ قراره غير المسبوق، سيصبح قابلا للتطبيق على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهو ما جعل نظام الاحتلال المغربي يكثف من محاولاته لألحاق تهمة الإرهاب بجبهة البوليساريو بغرض الاساءة الى سمعتها ومكانتها الدولية, بالتوازي مع محاولاته خلق تنظيم موازي لها ينازعها تمثيل الشعب الصحراوي، بالأراضي المحررة ومخيمات اللاجئين الصحراويين وبالشتات، معتمدا على الاغراءات المادية, وعلى أوراق الضغط، بعد تأكده من استحالة التأثير على مكانة جبهة البوليساريو بالاعتماد على كرنفالات حملاته الانتخابية بالجزء المحتل من الصحراء الغربية.

ان أوراق الضغط التي تنتزع من العملاء قبل تجنيدهم كعربون على الولاء المطلق للمحتل، تشبه الاخصاء، مما يجعل العميل ان كان رجلا فاقدا لرجولته، وان كان انثى فاقدة لأنوثتها، فتتلاشى بالتالي قدرتهم على التأثير والاستقطاب, بمجرد ان يباشروا المهمات القذرة الموكولة لهم، في الأوساط التي كانوا ينتمون لها عندما كانوا يتمتعون بكرامتهم وعزتهم وكبريائهم.

لذلك اعتبرت وسائل الاعلام المغربية التي تديرها المخابرات، ان أخطر ما تضمنه قرار محكمة العدل الأوروبية هو الاعتراف بجبهة البوليساريو كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي.

والواقع ان العداء المزمن الذي يكنه المتآمرون مع نظام الاحتلال المغربي لجبهة البوليساريو ومن ورائها الشعب الصحراوي، لم يبرح كوالسهم وهم في مواقع القرار، وظل ديدنهم وهم خارجها, كما هو الشأن بالنسبة لرؤساء فرنسا جاك شيراك وساركوزي بشكل خاص، وجميع رؤساء حكوماتها، ورؤساء أحزابها ومجموعاتها البرلمانية باستثناءات قليلة، ومديري شركاتها والقائمين على وسائل اعلامها وهلما جرا، وقس على ذلك الحكومات الاسبانية وبعض احزابها ومجموعاتها البرلمانية وشركاتها.

الا ان عدالة قضية الشعب الصحراوي، وشرعية كفاحه، والتفافه حول طليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، تقف دائما سدا منيعا امام دسائسهم ومؤامراتهم مهما عظمت وطال امدها, مدعومين بالشعوب المحبة للعدل والسلام, وتنظيماتها الاهلية.

وبالتالي فرهانات نظام الاحتلال المغربي على الترويج للأكاذيب وحبك المؤامرات وطبخ الدسائس، رهانات فاشلة دون شك، وعواقبها وخيمة عليه وعلى حلفائه، والشواهد على ذلك كثيرة.

فادعائه بانه بلد مستقر، ستثبت الأيام عكس ذلك، كما ستثبت فشل مساعيه ومساعي حلفائه لجلب المستثمرين الى الجزء المحتل من الصحراء الغربية, بغاية الاستثمار في مقدراتها، وفي موقعها الاستراتيجي كبوابته الى افريقيا واسواقها الواعدة وثرواتها الهائلة, مثلما ستثبت الأيام ايضا زيف ما يدعيه من وجود خطر داهم متمثل في غزو الصين وروسيا للأسواق الافريقية.

ان ترهات واكاذيب نظام الاحتلال المغربي, تعيد الى الاذهان سيناريو 1975,عندما اوهم الحسن الثاني ملك المغرب حلفائه آنذاك بانه في حربه العدوانية على الشعب الصحراوي, انما يخوض حربا بالوكالة ضد المد الشيوعي هناك، وان بإمكانه اجتثاثه من جذوره في اقل من أسبوع إذا حظي بدعمهم، وهو يقصد بالطبع القضاء على الشعب الصحراوي وطليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، فذهب الحسن الثاني وبقي الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو صامدا لا يقبل بغير الاستقلال بديلا.