في رسالة جديدة الى مجلس الامن, المغرب يدعي ولاء الصحراويين له, ويرفض استفتائهم!!

9
راي صمود : في رسالة جديدة الى مجلس الامن, المغرب يدعي ولاء الصحراويين له, ويرفض استفتائهم!!
راي صمود : في رسالة جديدة الى مجلس الامن, المغرب يدعي ولاء الصحراويين له, ويرفض استفتائهم!!

أفريقيا برسالصحراء الغربية. أعاد عمر هلال مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة في رسالته الى مجلس الامن الدولي, التأكيد على ما اسماه ” بتشبث الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية ب “مغربتهم” التي عبروا عنها كما قال من خلال ” مشاركتهم الواسعة في الانتخابات” التي جرت في الثامن من الشهر الجاري.

خرجة عمر هلال لم تكن موفقة كسابقاتها، فبالتزامن مع الانتخابات = المسرحية، كشف الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره المقدم الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالملموس، ان المغرب منع مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسـان من زيارة الجزء المحتل من الصحراء الغربية، وان «مدافعون عن حقوق الإنسان وباحثون ومحامون وممثلون عن منظمات غير حكومية دولية يواجهون نفس القيود”, مؤكدا وجود ” ثغرات كبيرة على مسـتوى رصـد حقوق الانسان” هناك.

ولفت التقرير الى ان مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسـان تلقت “بلاغات حول تعرض صحفيين ومحامين ومدافعين عن حقوق الانسان للمضايقات والاعتقال التعسفي، وإصدار الاحكام ضدهم”.

تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي تناولته الصحافة الدولية على نطاق واسع، جاء في وقت لازالت فيه المناضلة الصحراوية سلطانة خية وعائلتها تحت حصار غير مسبوق، بلغ صداه اقصى دول العالم، ولازالت ردود الفعل حوله تتفاعل في أروقة برلمانات دول أوروبية وبشكل خاص البرلمان الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان وغيرها، باعتباره نموذج مصغر لما يعانيه الشعب الصحراوي من حصار ومن ظلم وحيف بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، كسجن كبير.

وقد نجزم بان تاخر تسريب رسالة عمر هلال عبر وسائل الاعلام المغربية ، بعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء مسرحية الانتخابات التي وصفها ب “التاريخية”، كان بسبب الصدى الواسع الذي خلفه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السالف الذكر في اوساط الصحافة الدولية, وفي أروقة الأمم المتحدة ومجلس الامن، كونه يفضح بشكل ملموس الأكاذيب والترهات التي تحاول الرسالة السالفة الذكر الترويج لها.

وفي الواقع يحتاج ما ورد في رسالة عمر هلال، من ان الصحراويين المتواجدين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، «متشبثون بمغربيتهم” الى اثبات، ومادام المغرب مقتنع بما يدعي, فما المانع اذن من تنظيم استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة يقرر من خلاله شعب الصحراء الغربية مصيره بكل حرية وينتهي الامر؟.

ان تناقضات الاحتلال المغربي الكثيرة وسقطاته الكبيرة, يثير تجاهلها من طرف المنتظم الدولي بشكل عام ومجلس الامن بشكل خاص، شعورا عميقا لدى الصحراويين, يصل حد الياس من الاحتكام للشرعية الدولية، والاطمئنان لها.

فكيف نفسر مثلا السكوت المفضوح على التناقض الكبير الذي سقط فيه نظام الاحتلال المغربي الذي يدعي ان الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه, ثم يقبل باقتسامها مع موريتانيا بموجب اتفاقية مدريد؟.

وكيف يحتل الاراضي التي كانت من نصيب موريتانيا بموجب اتفاقية مدريد, بعد اعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و يعم الصمت ؟

وبعد حرب دروس يقبل بمخطط السلام الاممي الافريقي لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية, والاتفاق مع جبهة البوليساريو على اتفاق وقف اطلاق النار, ثم يرفض تنظيم الاستفتاء, وكان شيئا لم يقع ؟.

ثم يقبل بالدخول في مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو, لايجاد حل عادل ودائم ومتفق عليه بينهما, يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي, ثم يرفض المفاوضات مع جبهة البوليساريو, ويعلن ان “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”, وان لا حل لقضية الصحراء الغربية الا عن طريق ما يسميه بالحكم الذاتي, فيتعزز الصمت بالتجاهل؟

و يقوم بخرق وقف اطلاق النار بالهجوم على مواطنين عزل بمنطقة الكركرات, واحتلال مواقع جديدة خارج حزام العار بما يخل بالاتفاق العسكري رقم 1 وكان شيئا لم يقع ؟.

ان محاولات نظام الاحتلال المغربي اليائسة للقفز على حق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير مصيره, واختيار مستقبله من خلال استفتاء عادل ونزيه تشرف عليه الأمم المتحدة, والتغاضي عن انتهاكاته لحقوق الانسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، وسرقته لثرواتها الطبيعية, وتشجيعه على التمرد على الشرعية الدولية, لن تنال من ارادة الشعب الصحراوي الراسخة في انتزاع حقهم المشروع في الحرية والاستقلال مهما كلفه الثمن, وبالتالي فلن يحصد المتواطئون سوى اخلال بالمبادئ السامية والقيم النبيلة التي ييظاهرون امام شعوبهم بالدفاع عنها, من قبيل حرية الانسان وحرية الصحافة وحق الشعوب في تقرير مصيرها, وغيرها من المبادئ والقيم التي يهدد أي مساس بها استقرارهم ومكانتهم الدولية.

ومن أكبر العثرات على سبيل المثال ما صدر عن النظام الفرنسي الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان ويعترض على انشاء الية لمراقبة حقوق الانسان بالصحراء الغربية، تابعة لبعثة المينورسو , ويدعم رفض نظام الاحتلال المغربي لتنظيم الاستفتاء، و لمقترحه لما يسمى بالحكم الذاتي.

فهل سيعود النظام الفرنسي لرشده ويفرض على نظام الاختلال المغربي التمسك بالشرعية الدولية, وبالعودة الى الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار والقبول بتنظيم استفتاء عادل ونزيه يقرر من خلاله شعل الصحراء الغربية مصيره, ام سيتمادى في الدفاع عن انتهاكات نظام كلما تقدم به الزمن ازداد استفحالا وتعقيدا.