
افريقيا برس – الصحراء الغربية. كشفت مواقع اخبارية مغربية اليوم السبت, ان رئيس الفدرالية العالمية لليهود المغاربة, ” سام بنشتريت ”, قال في حوار متلفز ” أنه في سنة 1975 راسل الملك الحسن الثاني, مع مجموعة من الضباط ال”إسرائيل”يين, واخبروه أنهم مستعدين لحمل أسلحتهم, والقتال جنبا إلى جنب مع إخوانهم المغاربة ضد البوليساريو, إلى أن يتم القضاء عليهم بصفة نهائية”.
واستطرد يقول “أنهم لا يزالون إلى اليوم متمسكين بقرارهم, من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب ومصالحه العليا”.
الجديد في هذا الخبر, ليس في تعاون نظام الاحتلال المغربي مع الكيان الصهيوني, ولا في اخراج ما تم تداوله من قبل سرا الى اعلانه جهرا, الذي يعني ان نظام الاحتلال المغربي يستعد لاخراج علاقاته مع الكيان الصهيوني من عمل مخابراتي مستور, الى عمل عسكري مكشوف, واعلان حرب ابادة جديدة على الصحراويين, بعد ان فشلت سياساته في ضمهم وابتلاعهم.
ولكن ايضا وهذا هو الخطير, نشر وسائل الاعلام المغربية له على نطاق واسع, رغم ما يحمل من تهديد وتحريض مكشوف لكل الصحراويين بالارض المحتلة وجنوب المغرب وبالشتات, الرافضين للاحتلال المغربي, على انهم اصبحوا اكثر من اي وقت مضى عرضة للتصفية, ليس من طرف نظام الاحتلال المغربي وادواته, بل وايضا من طرف الكيان الصهيوني وعملائه.
هذا هو الجديد فعلا, اما تعاونه مع الكيان الصهيوني لتصفية الشعب الصحراوي واغتصاب ارضه, فليس بالجديد, فالصحرايون الذين نجوا باعجوبة من جرائمه, لازالوا باعتبارهم شواهد حية, يدعمون تاريخهم البطولي الذي يحتفظ ايضا بالكثير من الشواهد الموثقة التي تثبت فداحة تلك الجرائم, التي ارتكبت في حق الشعب الصحراوي الاعزل, لسبب وحيد هو انه في نظرهم لايستحق العيش على ارضه الغنية بثرواتها الطبيعية وبموقعها الاستراتيجي.
لقد امر الحسن الثاني عبر اثير الاذاعات والشاشات بشكل صريح, جيشه المدجج بانواع الاسلحة, ابان اجتياحه للصحراء الغربية 31 اكتوبر 1975, للشروع في تصفية الشعب الصحراوي, والقضاء عليه, باستخدام كل الاسلحة بما فيها الاسلحة المحظورة دوليا كالنابالم والفوسفور الابيض, واعتمد في تلك الحرب العدوانية على خبراء “اسرائيل”يين, مثلما اعتمد عليهم ايضا في التجسس على الصحراويين واختطافهم وتصفيتهم وتعذيبهم في السجون والمعتقلات السرية الرهيبة.
لقد وعد الحسن الثاني – المدفوع انذاك برغبة انقاذ عرشه بعد انقلابين عسكريين متتاليين-حلفائه انه سيسيطر على الصحراء الغربية في ظرف اسبوع, ففتحوا له خزائن شاه ايران بما فيها من اسلحة وعتاد , وخزائن السعودية بما فيها من اموال, واجتهد بكل ما يملك من ذكاء وذهاء وخبث وعلاقات, ليفي بوعده في الوقت المحدد , ولكن ابطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي قلبوا حساباته, فتحول اسبوع الى سنوات ختمها بالتنازل والقبول على مضض بتنفيذ مخطط السلام الاممي الافريقي لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية.
واليوم يتنكر سلفه لالتزاماته, يحذوه امل انقاذ عرشه من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية وغيرها, التي تكاد تعصف به, بمحاولة اعادة الكرة لاول مرة, ولكن هيهات ان تسلم الجرة هذه المرة!!