أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أدانت الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية من قضية الشعب الصحراوي و قالت في تصريح لوسائل الإعلام الإسبانية بمطار لاس بالماس « أنقل بإسم الشعب الصحراوي رسالة للسيد سانتشيز بعد تأيده لخطة التوسع المغربي و شرعنته لإغتيال و إغتصاب النساء الصحراويات أن مصير الشعب الصحراوي هو ملك للشعب الصحراوي وحده و هو السيد في إختيار مستقبله السياسي و كما أفشل المناورة سنة 1975 ،هو اليوم مستعد أن يقدم الغالي و النفيس من أجل حريته و إستقلاله ».
ووصلت الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا ووفد المتضامنين الأمريكيين مساء أمس الى جزر كناريا حيث حظيت بإستقبال حار من قبل الجالية الصحراوية و الحركة التضامنية الكنارية مع الشعب الصحراوي. و أوضحت الناشطة الصحراوية سلطانة سيدإبراهيم خيا أن رحلتها للعلاج لن تثنيها عن مواصلة المعركة النضالية التي تخوضها من أجل الحرية والإستقلال .
وأوضحت سلطانة خيا في بيان للرأي العام الوطني والدولي ، أن إختيارها للذهاب للعلاج جاء بالحاح من مجموعة المتضامنين الصحراويين والأمريكيين ، مؤكدة أن ذلك سيفتح لها أفاق جديدة لخوض معركتها بطرق ووسائل جديدة تسمح بتطويرها وإعطائها زخما جديدا .
فمنذ التاسع عشر نوفمبر 2021 ،وبالتوثيق والشهادات الحيّة، ارتقى نضال الناشطة الحقوقية سلطانة خيا و أسرتها على نحو ملحمي و تاريخي و بطولي بعدما أضحى منزل هذه العائلة الأبية ببوجدور المحتلة أسطورة صمود و أنموذج تضحيات ، و أمثولة صبر و عطاء و ثبات في تاريخ الشعب الصحراوي.
فمنذ التاسع عشر نوفمبر 2021 وبكل الإعتبارات و بجميع المعايير ، لا يمكن النظر إلى ما أنجزته و حققته الناشطة الحقوقية سلطانة و جميع أفراد الأسرة النبيلة بالأرض المحتلة إلا من زاوية التقدير لعظمة ما أنجز ؛ و هو عظيم بالنظر إلى هذا المدد العجيب من التحدي الذي قدم للعالم صورة مختزلة لمعاناة المرأة الصحراوية تحت وطأة الاحتلال المغربي.
لقد فرض الصمود التاريخي لعائلة أهل خيا إيقاعه على مجريات الأمور بالشق المحتل من الصحراء الغربية ، ورسمت سلطانة و لويعرة و كل من ساندهم مشهداً صحراويا نضاليا جديداً بالعلم الوطني و جعلت من تلك الإطلالة المسائية من فوق شرفات المنزل قيمة مضافة على نضالات الشعب الصحراوي و تضحياته ليشكل هذا الحضور الميداني ببوجدور المحتلة جزءاً من هذه الصيرورة التاريخية لكفاح الشعب الصحراوي المعاصر درجا على خط الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب منذ وضع حجر الأساس في العاشر ماي 1973 إيذانا بإنطلاق الكفاح المسلح لتحرير وطن يحمل اليوم الشعب الصحراوي همه وبجسارة كمعتقد متأصل في الضمير والوجدان …واضعا نصب أعينه الحرية مبتغى و الإستقلال الوطني هدفا مقدسا لا محيد عنه.
وإستمر النزال اللامتكافئ حوالي سنتين بين عائلة متسلحة بقناعتها جبلت على المواجهة والتحدي وقوات قمعية غازية مدججة ترتعد فرائصها امام صمود وكبرياء عائلة اهل خيا : الأم مينتو والأخوات سلطانة – لويعرة -الصالحة -بوطة ، أسماء أسرة ترسم صور صمود في مواجهة بين إرادتين متناقضتين :الحق والباطل، فمن مسيرة بدأت من مرتع النضال الذي لاينضب و من جذور النخوة والعز والإباء وقيم المجد والشهامة المتأصلة ،هبت وقررت و أصرت هذه العائلة على معانقة الحرية تحت الإحتلال ، لتجسد عائلة أهل خيا أنها من تلك الارضية الصلبة التي تنطلق منها مآثرالمناضلة سلطانة خيا لتشق طريقها فخرا وعزة وتنضاف لسجل قدسي موسوم بدلالات رمزية لاحصر لها وتفان نادر فداءا للوطن.
.
ان مشاهدة الغزاة وهم يسحلون المناضلة سلطانة ويعتدون عليها و على أفراد عائلتها من النساء ضربا في مشهد تجسيدي يجعلك تظن أنهم أقرب إلى كلاب مفترسة وهي تصطاد فريستها.
خطفت سلطانة العناوين وصنعت الخبر في الصحراء الغربية عبر وجودها في ساحة المواجهة المباشرة مع أجهزت القمع المغربية وهي مؤازرة من قبل المناضلين والمناضلات ، كاسرة كل القيود ومحاولات الترهيب، لتقارعهم مقدامة شجاعة كلبؤة جسورة بتلك الصلابة ،لتقف هذه المناضلة وهي تتزين بالعلم الوطني الصحراوي ،مرفوعة الرأس ،موفورة الكبرياء ،مستمدة تلك القـوة من عزيمة وإيمان كل صحراوي بعدالة قضيته وبحتمية انتصاره.
والمحسوم أن أساليب الاحتلال لن تجدي نفعا في ترويع شعبنا الذي يقدم اليوم للعالم طرازاً خاصّاً من نساء مناضلات أخذن على عاتقهن حمل راية الاستقلال الوطني وتقديم كل أشكال التضحيات حتى علت كل مرآة صحراوية اليوم بكبريائها إلى ذروة المجد ودونت بدمائها ونضالها أمجاد الماجدات , وليس غريبا أن تكون عزيمة الأخت سلطانة على هدا المنوال والنهج ،وهي من شعب أصيل مكافح مناضل لا يعرف للخذلان سبيلا ولا للتقاعس طريقا،شعب صنع من صموده إبداعاً ونوراً يضيء الطريق نحو التحرير والاستقلال
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس