عام جديد والشعب الصحراوي يشق طريقه نحو التحرير في ظل شعارات “الصرامة” التي تحتاج الى تجسيد

9
عام جديد والشعب الصحراوي يشق طريقه نحو التحرير في ظل شعارات
عام جديد والشعب الصحراوي يشق طريقه نحو التحرير في ظل شعارات "الصرامة" التي تحتاج الى تجسيد

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. عام جديد والشعب الصحراوي يعبر عقده الخامس منذ إعلان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في 10 ماي – أيار 1973 وهي المحطة المفصلية في تاريخ شعبنا المعاصر والتي توجت في ظرف وجيز بإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي اعلنت يوم 27 فبراير 1976 والتي توجت تضحيات جسام لبطلات وابطال انتفاضة الزملة التاريخية ضد الاستعمار الاسباني مرورا بتأسيس الجبهة الشعبية كرائدة كفاح الشعب الصحراوي وممثل كل الصحراويين باعتبارها القوة المسيطرة والمديرة للمنطقة بشهادة بعثة تقصي الحقائق الاممية التي زارت الاقليم سنة 1975، وخلال هذه المسيرة الظافرة استطاع الشعب تشييد مختلف المؤسسات التي ربت اجيال الثورة، وفق منهج يتجاوز الذهنيات الضيقة ومنطق الفئوية والجهوية والقبلية، وكل الصحراويين مجمعون على تحقيق الهدف الاساسي للشعب الصحراوي في جلاء الاحتلال وبناء الدولة الصحراوية المستقلة على كامل التراب الوطني.

وفق هذه الغاية سار الشعب الصحراوي بخطى حثيثة على نهج الجبهة الشعبية رائدة نضاله العسكري والسلمي، وملهمة فكره الثوري التحرري لم يكن يحتاج الواقع الداخلي لشرطي مرور، ينظم حركة المناضلين، فالكل يعرف طريقه، ويبصر النور حتى في الليالي الحالكات، والبوصلة التحرير أو الظفر بالشهادة تجسيدا للشعار الخالد “كل الوطن او الشهادة”.

ومع ان الوضع لم يخل من أخطاء، وتجاوزات كانت في مجملها اخطاء لاتخلو ثورة أو حركة من ارتكابها والاستفادة منها كي لا تعيق طريقها مرة اخرى، فالطريق نحو الاهداف النبيلة يكون دائما محفوفا بالمخاطر، وملي بالعقبات وحدهم الشجعان من يجتازون الطريق، هذه التجربة السياسية في خضم حرب التحرير والمكاسب التاريخية تستوجب من رجال “مرحلة الصرامة” والذين ينتظر منهم الشعب الصحراوي الكثير خاصة في ظل المرحلة الحالية والتي تشهد ركود خطير على كافة المستويات وتراجع غير مسبوق في الأداء الوطني والتخلي المفزع عن المكاسب في ظل الشلل التام لمسار التسوية الاممية والتعنت المغربي في التقدم الى الامام في ملف المفاوضات والعراقيل والعقبات التي تعيق المبعوث الاممي عن اداء مهمته بين طرفي النزاع كلها تحديات تجعل القيادة السياسية للجبهة مطالبة بتكثيف الجهود والبحث في تطوير حرب التحرير التي استئنفت في 13 نوفمبر 2020 من اجل تحقق للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال.

ومن جهة اخرى لابد للقيادة السياسية من وضع استراتيجيات للمرحلة المقبلة في الاستثمار في الطاقات البشرية التي كانت وستظل الاساس الذي اعتمدته جبهة البوليساريو منذ اليوم الاول في بناء استراتيجية التحرير والعمل الثوري ضد الاستعمار وهو ما من شأنه ان يحقق به الشعب الصحراوي قليل العدد نوعية الانتصار والتفوق كلما تمت العنابة به وتوظيفه بالشكل المناسب، واستنهاض كافة الطاقات البشرية والمادية في خدمة الاهداف الوطنية وإعداد الدراسات والبحوث عن مختلف الظواهر السلبية التي باتت تؤثر بشكل مخيف على مسار التحرير، قصد المعالجة والوقوف على مكامن الخلل، والعمل على ادماج جميع الصحراويين في التنظيم السياسي حتى لاتترك جموع كبيرة من الصحراويين على الهامش تنهشها افات الفراغ، والدفع بالتنظيم السياسي من خلال المراجعة الشاملة لاداء مهمته ولعب دوره المنوط به في التعبئة والتوجيه نحو الاهداف الوطنية النبيلة نحو الاستقلال الوطني ومواجهة مخططات الاعداء، وترسيخ القناعة السياسية والثورية لجيش التحرير من خلال المحافظة السياسية التي لعبت خلال سنوات الحرب دورا رياديا وجبهة قوية تعزز ثبات المقاتلين في الصفوف الامامية مع العدو المغربي الغازي، وتمدهم بالدعم المعنوي، وترسخ قيم التضحية والشهادة.

كما ان الجبهة الداخلية وتعزيز مقومات الصمود وفرض هيبة الدولة وبسط الأمن والاستقرار الذي بات مهددا امام المظاهر الفوضوية والنفوذ المتزايد للعصابات وهو ما يفرض تغيير الأسلوب وانتهاج الصرامة بمفهومها العملي وهو ما يحتاج قيادة متصالحة مع ذاتها وصريحة مع واقعها وكسر كل الحواجز مع الشعب والنزول الى القاعدة ومرافقتها في كل صغيرة وكبيرة، وبذل المزيد من المجهودات للارتقاء بقطاعات الميدان الاجتماعي الذي يعتبر الحلقة الاهم في عمل الجهاز التنفيذي، لتماسه بالحياة اليومية للمواطنين واهمية الارتقاء بالبرامج والخدمات الموجهة للمواطن في مختلف المجالات الصحية والتربوية والرعاية الاجتماعية.

حتى يتم تحقيق ما يلبي حاجيات المواطنين، كلها قضايا لا تزال تنتظر التنفيذ من قبل القيادة السياسية التي تراوح مكانها في عمليات التدوير والتكرير منذ التأسيس دون تحقيق الهدف المنشود والاعتراف بالعجز وتسليم المشعل للاجيال لضمان التواصل وتحقيق الهدف، وتحمل المسؤولية أمام التاريخ والأمة الصحراوية التي تستحق وطن حر وعيش كريم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس